عبرة الكلمات 495
بقلم غسان عبد الله
إعلان
كناسكٍ عجوزٍ.. أُعْلِنُ من سقفِ العالمِ سقوطَ الإمبراطوريات جميعاً المالِ.. والنحاسِ.. والبترولِ.. والقتلِ.. أعلِنُ حريةَ الإنسان.. آن للشعوبِ الضائعةِ وراءَ حَفْنَةٍ من الأرُزِّ وعلبة الدُّخانِ أن تستعيدَ ذاتَها المصادرةَ أن تصهرَ أفرانَ قهرها.. حرابَ أعدائها المسمومة.. تقدمي أمَّةَ القهرِ والانتظارِ الطويل.. تقدمي.. بخطواتك المباركة إلى الأرواح اليائسة.. بكلماتك الفاتحةِ.. تقدمي وأشعلي في شبابكِ المنتظرِ نارَكِ الفاتنة.
رهان
غرقَتْ بمقلَتِكَ التلولُ.. وذابَ فيها البيلسانُ.. وانداحَ من كفَّيْكَ نبعُ الأغنياتِ المرَّةِ الشكوى.. فغاضَ المهرجانُ.. أَتُراكَ تنطفئُ قبلَ نضوجِ قنديلي فيهجرُني الأمانُ؟!.. لا تتركني مثقلاً بالآهِ سيّدي يشتِّتُني الرهانُ..
سفرٌ إليكْ
سَفَرِي إليكَ وأنتَ ترحلُ!!.. مَنْ تُرى يُغريكَ بالترحالِ يا قمراً تهلُّ على أصابِعِهِ نجومُ؟.. سَفَرِي إليكَ.. وهذِهِ الطرقاتُ تبتلعُ الخُطا وتئنُّ حينَ شُعاعُ مقلتِها يغيمُ.. قُلْ ما الذي ألقيتَ في طُرُقي لأتْبَعَ ما أراهُ على مدايَ؟.. كأنَّهُ وَجْدٌ مقيمُ؟!.. لا… لسْتُ أعرفُ!!.. كلّما قلتُ: التقيتكَ.. رُحتَ تفتحُ غابةً أخرى على بحرٍ فأدخلُ.. مَنْ تُرى في بحرِ ترحالي على أملٍ يقومُ؟.
وحيدان
أوقفني الدركيُّ في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل.. قال لي: هات بطاقتك الشخصيّةَ.. قلتُ له: هذا وجهي اقرأه؟.. تملاّني سريعاً.. أجازَ لي العبور.. لقد كان وحيداً مثلي!!.
وصال
دواؤكَ لي… وأنا المتيَّمُ والعليلُ.. وكفَّاكَ مثلُ حديقَتيْنِ على مَدايَ ولا وصولُ.. ويداكَ!!.. آه لو تدري.. سرُّ يَدْينِ بوحُهُما قليلُ.. لكأنَّما وصْلُ الأَحبَّةِ، في زمانِ المَحْلِ، حلمٌ مستحيلُ!.
