العدوان الصهيوني على إيران نتنياهو يتوسل واشنطن للتدخل ولبنان لن يكون بمنأى عن تداعياتها
بقلم محمد الضيقة
حالة ترقب وانتظار بشأن اتجاهات العدوان الصهيوني على إيران والمفتوح على احتمالات كثيرة، بما فيها مشاركة واشنطن في هذا العدوان مباشرة، وهو الأمر الذي قد يؤدي أن تطول هذه الحرب لأسابيع قبل أن تستقر وانقشاع غبار نتائجها العسكرية والاجتماعية والاقتصادية..
والأخطر في ذلك كله النتائج الاستراتيجية، وفي الوقت الذي يتواصل العدوان الصهيوني تترقب العاصمة اللبنانية وصول المبعوث الأمريكي إلى سوريا والسفير الأمريكي في تركيا توماس براك في أول مقاربة له للملف اللبناني.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن المسؤولين في لبنان لا يملكون أي تصور عما يحمله هذا المبعوث من أفكار خصوصاً بشأن دوافع واشنطن لتكليفه، الأمر الذي يطرح كثيراً من التساؤلات، وقد يكون أبرزها، هل أن الموفد الأمريكي سيتابع ما يجري بين لبنان والكيان الصهيوني بشكل كلي والعلاقة اللبنانية – السورية بشكل جزئي؟.
الأوساط تشير إلى أن الربط بين هذه الأطراف الثلاث، الكيان الصهيوني ولبنان وسوريا أمر بات يخفي وراءه الكثير من المخاطر على لبنان، خصوصاً في كل ما ينتظره الإقليم والمنطقة من تداعيات الحرب الدائرة بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية في إيران.
وحذّرت الأوساط من أن أي تدخل أمريكي في العدوان على طهران سيريح الكيان الصهيوني وسينسحب من المعركة ليتفرغ نتنياهو لتنفيذ مشروعه الذي يحلم به وهو بناء شرق أوسط جديد تحت الهيمنة الإسرائيلية.
وأضافت الأوساط أنه من المرجح أن يختلق الذرائع لينتقم من بغداد التي شاركت بعض فصائلها في قصف إسرائيل خلال المعارك التي أعقبت طوفان الأقصى، وقد يلجأ نتنياهو في هذا السياق إلى إعادة إذكاء الفتنة المذهبية التي قد تؤدي حسب الرؤيا الصهيو/أمريكية إلى تقسيم العراق.
وتضيف الأوساط أن العدو الصهيوني ما زال يعمل على تقسيم سوريا، وهو قد هدد بذلك من خلال تجريد دمشق من كل عناصر قوتها، وهو لن يفي بوعوده التي قطعها لبعض الأنظمة العربية من أنه سيتخلى عن هذا المشروع التقسيمي لسوريا، خصوصاً بعد المجازر التي ارتكبها أحمد الشرع (الجولاني) ضد الأقليات من شيعة وعلويين ودروز وهو الذي قد يساعد العدو على تنفيذ مشروعه.
أما بالنسبة للبنان – تقول الأوساط – إن الوضع القائم هو ربط نزاع جزئي لأن العدو يواصل خروقاته واغتيال المواطنين ويمنع الجنوبيين من إعادة إعمار بلداتهم. وعندما يخلق الذرائع لاستئناف عدوانه ضد المقاومة وبيئتها، سيجد في لبنان بعض القوى التي قد تساعده من أجل تنفيذ أجندته ضد المقاومة، وخصوصاً مسألة سلاحها الذي لم يغادر خطابات مواقف قادة القوات اللبنانية وحلفائها، خصوصاً في ظل سلطة ضعيفة خاضعة بالمطلق للأجندة الأمريكية.
هذه المخاطر وهذه الأهداف من غير المستبعد أن تبصر النور ويتم ترجمتها على أرض الواقع كنتيجة لتداعيات اشتراك واشنطن في العدوان على إيران، إلا إذا انتصرت إيران في هذه الحرب، لأن انتصارها سيؤسس لنظام إقليمي يستفيد منه محور المقاومة بالتوازن مع العدو الصهيوني الذي سيواجه أزمات كبيرة ومعقدة داخلياً ومع الخارج.
