إقليميات

إيران المقاومة وأمريكا الإسرائيلية في حرب المواجهات الإقليمية

بقلم توفيق المديني

هذا العدوان نفّذه عبر استخدامه أكثر من 200 طائرة حربية حديثة بما فيها طائرات من طراز 35 F، استهدف ضرب نحو 100 هدف من مفاعلات ومواقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي داخل إيران، بما في ذلك منشآت نووية في نطنز وكرمانشاه، وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة، فيما اغتال 9 علماء نوويين إيرانيين في اليوم الأول للعدوان، يتم تعريفهم على أنهم مراكز المعرفة في البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى قتل 6 من القيادات العسكرية والأمنية في الجيش والحرس الثوري.

وبحسب صحيفة “معاريف” الصهيونية، في مجال الصواريخ الباليستية، نجح الجيش الإسرائيلي في تدمير مواقع إنتاج، وإتلاف العديد من منصات إطلاق الصواريخ، والقضاء على مراكز معلومات استراتيجية. كما سُجِّل إنجازٌ استثنائي على الصعيد العسكري والسياسي، إذ تم القضاء على بعض قيادات الجيش الإيراني، ما أدى إلى زعزعة استقرار القيادة السياسية في طهران.

جاء العدوان الصهيوني على إيران بعد “ضوء أخضر أمريكي واضح”، على الرغم مما بدا من مواقف علنية متحفظة من إدارة الرئيس دونالد ترامب. فنتنياهو يعتبر أنَّ إيران هي رأس محور المقاومة و”رأس الأفعى” كما كان يسميها دائماً. وبالتالي، كان هدفه الأساسي منذ وصوله للسلطة لأول مرَّة سنة 1996 أن يستهدف إيران باعتبارها تمثل تهديداً وجودياً للكيان الصهيوني، ولذلك كان يسعى باستمرار لانتهاز فرصة لضرب إيران بغرض استئصالها، لأنه مهما حقق من انتصارات في مواجهة ما يسميه أذرع إيران في المنطقة، ففي النهاية، الرأس هو المستهدف ويجب أن يصل إليه، كما يريد.

الآن دقت ساعة الحقيقة في إيران التي وجدت نفسها في حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني، تنذر بمواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. فقبل أكثر من سنة، لم يكن بمقدور الكيان الصهيوني تنفيذ عدوانه الذي طال كل البنية الإيرانية وعصب النظام. قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، كانت إيران تقود محور المقاومة ضد “إسرائيل”، الذي يمتد من فلسطين ولبنان إلى سوريا والعراق واليمن.

 لكن بعد حرب الإبادة الأمريكية – الصهيونية على غزَّة، تغيَّرت الأمور كثيراً في إقليم الشرق الأوسط، فقد ضربت حركة حماس بقوة وضعفت مقاومتها العسكرية، فيما شنَّ الكيان الصهيوني حرباً على لبنان بعد معركة الإسناد التي خاضها “حزب الله” طوال سنة انتهت بضرب بنيته العسكرية واغتيال قيادته من الصف الأول والثاني. وبعد سقوط النظام السوري لم يعد لطهران أي قدرة على القتال بالواسطة، وها هي اليوم أمام مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني الذي حظي بدعم عسكري وتكنولوجي واستخباراتي ومالي قوي من الإمبريالية الأمريكية، ونجح في تفكيك محور المقاومة، لا سيما بعد تصفية كل البنية العسكرية للجيش السوري واحتلاله مناطق واسعة من الجنوب الغربي لسوريا، وهو يسعى الآن للسيطرة على إقليم الشرق الأوسط أو أقله لتكون له اليد الطولى في تقرير مصيره، وهو ما يشير إلى أنَّ إيران باتت اليوم داخل عاصفة حربٍ إقليمية ذات أبعاد دولية.

بات واضحاً أنَّ الكيان الصهيوني يستهدف إسقاط النظام الإيراني، وليس تدمير البرنامج النووي فقط، خصوصاً بعد أن اتضح حسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أنَّ طهران في المراحل الأكثر تقدماً في سباقها للحصول على أسلحة نووية، إلى جانب إنتاج عشرات الآلاف من الصواريخ الباليستية، وأنَّ هذا التسارع كان بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بشبكة الفروع العسكرية الإيرانية في المنطقة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وإدراك إيران أنَّها أصبحت بلا غطاء الحماية الذي كانت توفره لها فصائل محور المقاومة، فقرَّرت دفع البرنامج النووي بوتيرة متسارعة، انطلاقاً من شعورها بالانكشاف وفقدان الردع.

مهما كان موقف الدول الغربية، والخليجية من برنامج إيران النووي، فتوجيه “إسرائيل” ضربة وقائية ضد دولة ذات سيادة يُعَدُّ عملاً عدوانياً صارخاً. وهو غير قانوني من حيث الأساس بموجب القانون الدولي، وسيقوض أكثر فأكثر إمكانية تعايش الدول ذات السيادة بسلام وأمن مع بعضها البعض. فمن حق إيران أن يكون لها برنامج نووي مدني، ولكنَّ من يلوم القيادة الإيرانية على البحث عن قوة ردع نووية، فـ “إسرائيل”، التي يعتقد أنَّها تمتلك حوالي 90 رأساً نووياً وما يكفي من البلوتونيوم لإنتاج المزيد، ترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تفعل ذلك. وقد جعل هذا الرفض أيضاً الهدف المنشود منذ فترة طويلة، وهو جعل الشرق الأوسط خالياً من الأسلحة النووية مستحيلاً.

الرَّد الإيراني الذي فاجأ الكيان الصهيوني

في ضوء الحرب المفتوحة  بمزيد من الاعتداءات الصهيونية المتواصلة، وهو ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في غياب الطرف القادر على إطفاء الحريق، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه لـ “إسرائيل”، لإلزام إيران بالاستسلام لكل الشروط الأمريكية – الصهيونية، لم تمكث إيران طويلاً في موقع المتلقّي، فخلال أقل من 24 ساعة، أعاد المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي ترتيب المؤسسة العسكرية بتعيين قيادات جديدة في المناصب التي طالها الاغتيال، وتم التأطير القانوني لعملية الردِّ استناداً إلى مقتضيات ميثاق الأمم المتحدة الذي يعطي لإيران باعتبارها دولة ذات سيادة حقَّ الدفاع عن نفسها ضد دولة معتدية، ثم ردَّت بقصفٍ مكثفٍ يحمل دلالات الجاهزية العسكرية للحرب مع الكيان الصهيوني.

الردُّ الإيرانيُّ تمَّ باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة متطورة، وهو ما يعكس استراتيجية ردع مضادة، تهدف إلى إعادة فرض مبدأ الردع المتبادل (Mutual Deterrence) في ظل انكشاف محدود في الدفاعات الإسرائيلية. فقد أظهرت إيران قدرة نسبية على امتصاص الضربة، وقدرة على تفعيل الآليات المؤسسية لضمان استمرارية القيادة، ما يدعم فرضية أن الجمهورية الإسلامية لم تفقد قدرتها على الصمود وضبط موازين القوى، بل من الممكن أن تخرج من هذه الأزمة بشرعية جديدة، وربما بوضع تفاوضي أقوى، فيما يتعلق بملف البرنامج النووي، وهو ما يستدعي ضرورة تحليل الموقف الأمريكي.

شنّت إيران منذ مساء السبت الماضي وعلى مدى أيام هذا الأسبوع، 17 موجة هجومية على الكيان الصهيوني تحت اسم “الوعد الصادق 3″، مستخدمة أكثر من 400 صاروخاً باليستياً و1000 من المسيرات، في عملية عسكرية منسّقة وصفت بأنَّها الأوسع منذ بدء الحرب بين الطرفين، وضربت مباني في تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى.

وذكر الحرس الثوري الإيراني أنَّ هجمات إيران الصاروخية استهدفت المراكز العسكرية والقواعد الجوية التي انطلقت منها الهجمات ضد إيران، فضلاً عن “المراكز الصناعية العسكرية المستخدمة لإنتاج الصواريخ والأسلحة الأخرى”، وأهدافاً عسكرية أخرى. وأضاف الحرس أنَّ وحدات الصواريخ والمسيرات التابعة له استخدمت أنظمة ذكية ذات دقة عالية في هجماتها. وأضاف البيان أنَّ “التقارير الميدانية والصور الفضائية والتنصت المعلوماتي تشير إلى إصابات فعالة لعشرات الصواريخ الباليستية على الأهداف الاستراتيجية”، مؤكداً أنَّ “العدو لم ينجح في التصدِّي لأمواجِ الهجمات الصاروخية الإيرانية على الرغم من ادعاءاته بقدرة الرصد”.

إلى ذلك، قال مستشار القائد العام للحرس الثوري، الجنرال أحمد وحيدي، للتلفزيون الإيراني إن الحرس الثوري الإيراني بهجماته استهدف أكثر من 150 هدفاً في عدة مراحل في عملية “الوعد الصادق 3″، من بينها قاعدة نواتيم الجوية، وهدف آخر هو مركز أودا الجوي، حيث يوجد مركز التحكم في القيادة ومركز الحرب الإلكترونية، حيث كانت هذه القواعد نقاط انطلاق للاعتداءات ضد إيران. وأضاف: “القاعدة الأخرى هي قاعدة تل نوف بالقرب من تل أبيب، والتي تم استُهدِفت أيضاً. كما أن مقر وزارة الدفاع والمراكز الصناعية والعسكرية للنظام في تل أبيب تعرضت للإصابة”.

وأسفر القصف الإيراني طيلة الأيام الماضية عن سقوط 150قتيلاً إسرائيلياً، وأكثر من 340 جريحاً وعشرات العالقين تحت الأنقاض، إضافة إلى وقوع دمار كبير في عشرات المباني الحكومية منها وزارة الدفاع ووزارة الاقتصاد، ومركز جهاز الموساد، ومركز بحوث وايزمان التاريخي، وناطحات سحاب، وتدمير مصفاة حيفا لتكرير النفط، جراء سقوط وانفجار صواريخ إيرانية في منطقة تل أبيب وحيفا.

ولم يكشف الحرس الثوري الإيراني بعد عن نوع صواريخه التي استخدمها في ضرب إسرائيل ومدنها. وتمتلك إيران أصنافاً من الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى إسرائيل واستهدافها، منها صواريخ فرط صوتية وأخرى باليستية، يمكنها قطع مسافة تراوح بين 1400 وأكثر من ألفي كيلومتر للوصول إلى إسرائيل. وتبلغ المسافة بين تل أبيب وأقرب قاعدة صاروخية إيرانية نحو 1100 كيلومتر.

تعي القيادة الإيرانية جيدّاً أن الحرب مع الكيان الصهيوني طويلة الأمد، ولهذا السبب استخدمت طيلة الأيام الماضية صواريخها الباليستية القديمة لاستنزاف طاقة الدفاعات الإسرائيلية الصاروخية المعترضة، وإيران التي تتوعّد بالمزيد من المفاجآت تخبئ في أنفاقها تحت الأرض صواريخ نوعية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى تحمل رؤوساً ثقيلة غير مستخدمة بعد، بينها “فاتح”، “سيمرغ”، “قاصد” ذات المدى البعيد والرأس الحربي الكبير والثقيل والذي يتمتع بقدرة أعلى على الوصول إلى هدفه بعد دخول المجال الجوي وتغيير اتجاهاته.

ولم تلجأ إيران بعد إلى استخدام هذه الصواريخ ذات القدرة التدميرية الأعلى، لحسابات سياسية وعسكرية، فزيادة الضغط العسكري على الكيان الصهيوني وإحداث أضرار بشرية ومادية أكبر سيدفع بالأخير لتكثيف هجماته أكثر وزيادة منسوب العنف، وطلب المساعدة من الدول الإمبريالية الغربية الداعمة له، ذريعة استمرار الحرب ورفع منسوب التصعيد ضدها. لإيران حساباتها العسكرية، فهي “لن ترسل” صواريخها الاستراتيجية “دفعة واحدة”، بل تترك في جعبتها صواريخ نوعية “للمفاجآت من جهة، وتحسباً لاحتدام الحرب أكثر” من جهة أخرى، في ظل تهديدات للنظام ومرشده الأعلى السيد علي الخامنئي ولمواقع نووية وعسكرية حساسة، على رأسها موقع “فوردو” النووي من قبل الرئيس الأمريكي ترامب.

الخيار العسكري ضد إيران يتقدم في واشنطن

ضمن هذا السياق من سيطرة شبح الحرب الأمريكية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكدت مصادر الاستخبارات الروسية وسواها، أنَّ القوات المسلحة الأمريكية المرابطة في الخليج أكملت تقريباً استعداداتها لتوجيه ضربة صاروخية ضد الأراضي الإيرانية، وأن واشنطن حددت لائحة بالأهداف المحتملة التي تنوي ضربها في إيران.

وأعلن البنتاغون، أول من أمس الاثنين، توجيه حاملة الطائرات “يو أس أس نيميتز” من بحر الصين الجنوبي إلى منطقة الشرق الأوسط، بالتزامن مع تصاعد الصراع العسكري بين إسرائيل وإيران.. وتعدّ “نيميتز” أقدم حاملة طائرات في الأسطول الأمريكي، علماً أن البنتاغون كان قد أرسل قبل الحرب ما لا يقل عن ست قاذفات بي 2، من أسطول قاذفات الشبح، إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، ثم عاد ليدعمها بقاذفات بي 52، فيما اعتُبِرَ أنه رسالة إلى إيران.

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين، أن اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي في “غرفة العمليات” واستمر ساعة و20 دقيقة، يوم الثلاثاء17حزيران/يونيو الجاري، لم يسفر عن اتخاذ قرار بشأن شنِّ هجوم على إيران. وأوضحت أن توجيه ضربة لإيران كان مجرد أحد الخيارات في اجتماع ترامب مع فريقه للأمن القومي. ومع إشادة ترامب بأداء إسرائيل في الحرب، فإنه يتمهل في الاستجابة لطلب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بأن تعمد أمريكا إلى تدمير منشأة فوردو قرب قم، بما يمنحه “صورة النصر”.

الرئيس ترامب يريد من إيران التخلص الكامل من برنامجها النووي على الطريقة الليبية، لتفادي العدوان العسكري عليها، فهو يعتقد أنَّ الخيار الوحيد المطروح أمام إيران هو النموذج الليبي، بما يعني أن تفكك إيران كل برنامجها النووي بما في ذلك التخصيب بنفس الطريقة التي فككت ليبيا برنامجها النووي، غير أنَّ هذا الخيار مرفوضٌ جملة وتفصيلاً من قبل القيادة الإيرانية فهذا الخيار تعتبره إيران خطاً أحمراً ومسألة سيادية لن تدخل في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن بين الخيارات التي يدرسها ترامب، يعد الأكثر احتمالاً استخدام قنابل خارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المقامة في عمق الجبال، والتي لا تستطيع القنابل التي تمتلكها إسرائيل من الوصول إليها. وتُعَدُّ منشأة فوردو الموقع النووي الأكثر تحصيناً بين المنشآت النووية الإيرانية. تقع فوردو، وهي منشأة تحت أرضية لتخصيب اليورانيوم، على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال شرق مدينة قم في إيران، وقد سُمّيت المنشأة نسبةً إلى القرية المجاورة “فوردو”. بنيت المنشأة داخل جبل، وتُعتبر من أكثر المواقع تحصيناً ومناعةً ضد الهجمات الجوية. وتُعدّ فوردو واحدة من المنشأتين الرئيسيتين في البرنامج النووي الإيراني لتخصيب اليورانيوم، إلى جانب المنشأة الأكبر في نطنز. وعملت السلطات الإيرانية النووية على إنشائها على عمق 90 متراً داخل جبال منطقة تحمل الاسم نفسه في محافظة قم، التي تقع بين أصفهان وطهران على بعد 160 كم عن العاصمة الإيرانية.

خيار الحرب الأمريكية ضد إيران من أجل تدمير برنامجها النووي، وشل بنيتها العسكرية والاقتصادية، وإسقاط نظامها السياسي أو إضعافه، هو خيار يتبناه صقور إدارة ترامب إضافة لنتنياهو، فهم جميعاً يراهنون على إنتاج تحولات إقليمية كبيرة في إقليم الشرق الأوسط، بما ينهي الدور الإيراني ويعزز مكانة الكيان الصهيوني في قيادة النظام الشرق الأوسط الجديد برؤيته الترامبية، والمزيد من الهيمنة الأمريكية. لكنَّ هذا الخيار يبدو غير واقعي في ظل المعطيات الحالية، خصوصاً بعد فشل الضربة الخاطفة، واستعادة إيران لمبادرة الردع، وقدرة إيران على ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج، الأمر الذي سيعرّض المصالح الأمريكية في الخليج ومضيق هرمز للخطر، خصوصاً إذا قررت إيران توسيع نطاق الرد وتحويل الصراع إلى مواجهة إقليمية متعددة الجبهات، وبالتالي توسيع الحرب لتتحول إلى حرب إقليمية، مع احتمال تدويلها، إذا دخلت الأطراف الدولية الحليفة لإيران، بهدف مساعدتها.

خاتمة: تقتضي مصلحة العرب والمسلمين الوقوف إلى جانب إيران، لأنَّها القوة الإقليمية الوحيدة في إقليم الشرق الأوسط التي تقاوم المشروع الإمبريالي الأمريكي، والمشروع الصهيوني، فقد أثبتت من خلال هجماتها الصاروخية على إسرائيل، أنَّ هذه الأخيرة هشةٌ، وأنَّ القبة الحديدية بطبقاتها المختلفة لم تستطع أن تمنع الصواريخ الإيرانية من ضربها. فإسرائيل دولة وكيان قابل للهزيمة، وبالتالي على العرب أن يعوا جيداً أنَّ إيران دولة جارة ومتجذرة في المنطقة وتربطنا بها علاقات تاريخية وقواسم مشتركة في الدين والتاريخ والحضارة، أما إسرائيل فهي عدوة، وقاعدة استراتيجية في خدمة أهداف الإمبريالية الأمريكية. وبالتالي، كل من يقف في الخندق المقاوم، بما في ذلك إيران، يحقق مصلحة عربية وإسلامية في تحرير فلسطين السليبة، باعتبارها القضية المركزية للعرب والمسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *