إقليميات

الموقف اليمني من العدوان الإسرائيلي على إيران.. شراكة في الموقف واسناد متواصل لغزة

بقلم نوال النونو

 وحدد السيد الحوثي ثلاثة مسارات للموقف اليمني في ظل الأحداث المتصاعدة، وهي كالآتي:

أولاً: الشراكة في الموقف مع إيران ضد العدوان عليها

يرى السيد الحوثي أن من مصلحة اليمن والأمة في هذه المرحلة الحساسة هي الوقوف إلى جانب إيران، ومساندتها، مؤكداً أن اليمنيين لا يدينون ويستنكرون ويشجبون العدوان الإسرائيلي على إيران فحسب، وإنما هم “شركاء في الموقف”، ما يشير إلى دخول اليمن بشكل رسمي كحليف استراتيجي مع إيران في الحرب المشتعلة، وأن المشاركة اليمنية لن تكون هامشية أو خارج نطاق التأثير، وإنما سيكون لها الأثر البالغ، لا سيما إذا ما انتقلت الحرب وتوسعت لتمتد إلى البحار والمحيطات، وهنا سيتكفل اليمنيون بكل القطع الحربية التابعة للأمريكيين أو الغربيين في البحر الأحمر، ولديهم تجارب ناجعة في هذا الجانب، وقد خبرها الأمريكيون، وأقروا بفشلهم في مواجهة اليمنيين.

ويصف السيد الحوثي العدوان الإسرائيلي على إيران بأنه “بلطجي، وقح، لا يراعي أي اعتبار، حتى القانون الدولي، والمواثيق التابعة للأمم المُتَّحِدة وغيرها، وهو اعتداء على دولة ذات سيادة، وهي دولة مستقلة، وفي نفس الوقت اعتداء ظالم وإجرامي”.

ويؤكد السيد الحوثي أن “العدو الإسرائيلي ليس له أي تبرير أبداً لعدوانه على الجمهورية الإسلامية في إيران، وكل ما يرفعه من تلفيقات، وذرائع، ومبررات، هي سخيفة للغاية، سخيفة جدّاً جدّاً جدّاً”، لافتاً إلى أن المواقف بالنسبة للدول العربية والإسلامية: هي مجمعة على إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، وهذا شيء جيد وإيجابي، وهو المفترض بكل المسلمين جميعاً في البلاد العربية وغيرها، أن يكون موقفهم على المستوى السياسي، وعلى المستوى الإعلامي، وعلى كل المستويات، هو مساند للجمهورية الإسلامية؛ باعتبارها معتدى عليها، ومظلومةً، والعدو الإسرائيلي في عدوان غاشم إجرامي، له مخاطره حتى على مستوى المنطقة بكلها. وينطلق السيد الحوثي من قناعة راسخة بأن انتصار الجمهورية الإسلامية في هذه المواجهة سيصب في صالح القضية الفلسطينية أولاً، فالفلسطينيون هم أول المستفيدون من الرد الإيراني ضد العدو الإسرائيلي، ومن قوة هذا الرد، ومن تأثير هذا الرد.

 الرد الإيراني كذلك – كما يقول السيد الحوثي – يصب في مصلحة كل دول المنطقة؛ لأن العدو الإسرائيلي هو خطرٌ على الدول العربية في المقدِّمة، وعلى بقية الدول في المنطقة، لافتاً إلى أن الكل في المنطقة بحاجة بأن يكون هناك ردع للعدو الإسرائيلي.

ويتطابق موقف رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط مع السيد الحوثي في الوقوف مع إيران، مؤكداً أن “إيران ليست لقمة سائغة ولديها القدرة الكافية للرد على العدوان الصهيوني”، متبعاً حديثه بالقول: “ولى زمن أن تضرب “إسرائيل” وتهرب دون أن تعاقب على ذلك”، ولذا فإن الموقف اليمني يجمع على ضرورة الدعم والمساندة والشراكة في الموقف مع إيران بكل الوسائل المتاحة والممكنة لردع العدو الإسرائيلي وإيقافه عند حده.

ثانياً: الاستمرار في اسناد غزة:

ويرسل السيد الحوثي رسالة أخرى بشأن الموقف اليمني تجاه هذه التطورات المتسارعة، ليضع القضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني على قطاع غزة في قلب المعادلة، مؤكداً أن اليمن مستمر في الإسناد لِغَزَّة، ونصرة الشعب الفلسطيني، وأن موقفنا ثابت ومستمر في إطار مهامنا الجهادية في سبيل الله تعالى.

وللتأكيد على هذه الجزئية يخاطب رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء المشير الركن مهدي المشاط أهالي غزة بقوله: “عهداً لكم سنواصل الموقف معكم حتى وقف العدوان ورفع الحصار.. نصر من الله سيأتي قريباً ليفرح كل المستضعفين ويخزي المتخاذلين ويذل المجرمين، وسترونه قريبا بحول الله وقوته”.

ومع موجة الرد الإيراني القوي والقاسي على العدو الإسرائيلي، تواصل القوات المسلحة اليمنية إطلاق الصواريخ الفرط الصوتية باتجاه عمق كيان العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تأكيد عملي على المساندة لغزة، وعدم التوقف اليمني في هذا المسار.

وإضافة إلى ذلك، يواصل اليمانيون الخروج الأسبوعي كل جمعة، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وعموم المحافظات، معلنين مساندتهم ووقوفهم إلى جانب غزة، ومعبرين عن تأييدهم الكامل للرد الإيراني والقصف الإيراني المتواصل على كيان العدو.

ثالثاً: عدم القبول بمعادلة الاستباحة الصهيونية للمنطقة:

وفي نقطة بالغة الأهمية، يوجه السيد القائد رسالة للدول العربية والإسلامية بأن العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران، هو في نفس الوقت اعتداء على دول عربية متعددة، على: الأردن، وسوريا، والعراق، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي يستبيح أجواء هذه الدول، وينفِّذ كل اعتداءاته من أجوائها، وهو في ذلك في حالة عدوان على هذه الدول العربية، ولا يبالي بها، بل هي من ضمن البلدان التي يعتبرها في مخططه الصهيوني من البلدان التي يسعى إلى احتلالها، والسيطرة عليها، ليس فقط في الجو، واستباحة الأجواء؛ بل السيطرة الكاملة عليها، والكلام هنا للسيد الحوثي.

 ويؤكد السيد الحوثي أن هذا يبيِّن حاجة هذه الأُمَّة – فعلاً – إلى الردع، وإلى استعادة معادلة الردع في مواجهة العدو الإسرائيلي، وليس القبول بمعادلة الاستباحة.

ويبين السيد الحوثي أن ” أخطر شيء على المسلمين، وعلى أُمَّتنا، وعلى شعوبنا في هذه المنطقة، على حكوماتها وأنظمتها، على الجميع بدون استثناء: هو القبول بمعادلة الاستباحة لمصلحة الإسرائيلي والأمريكي، هذه مسألة خطيرة جدّاً، هذه معناها التنازل عن الكرامة الإنسانية، عن العِزَّة، عن الاستقلال، عن الحُرِّيَّة”.

ومن هذه الركائز الثلاث، يؤمن السيد الحوثي بأن السكوت والخنوع عار على الأمة أمام جرائم العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن الحل يكمن في المواجهة والتصدي لكل هذه المخططات، وهذا هو الطريق الصحيح لإيقاف التوحش الصهيوني، ولإيقاف الغرور والكبرياء لأمريكا أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *