نشاطات

حفل تأبين الشهيد المظلوم الشيخ رسول شحود

تكلم في الحفل عدد من الشخصيات الدينية والسياسية، وكان لتجمع العلماء المسلمين كلمة لرئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله وكلمة لرئيس مجلس الأمناء سماحة الشيخ غازي حنينة.

كلمة رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله:

الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين، سادتي العلماء الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 نجتمع اليوم لتأبين عالم كبير من علماء سوريا، له تاريخ كبير ليس في القتل وفتاوى القتل وليس في الظلم وليس في التعبئة على بقية الفئات أو الجماعات المسلمة، وإنما كان داعية من دعاة الوحدة، الوحدة الإسلامية باعتبارها أساس كبير في بناء الأمة الإسلامية والوحدة الوطنية، باعتبار أن الشعب السوري فيه عدد كبير من الطوائف والمذاهب، ولا يمكن أن تبنى سورية إلا بوحدة أبنائها. ما يحصل اليوم في سورية ابتداءً من اغتيال الشيخ الشهيد رسول شحود، ومن الاعتداء على ما يسمى بالأقليات في داخل سورية، ليس إلا محاولة من قبل أعداء هذه الأمة من أجل تفريقها وتفتيتها وإيقاع البأس بينها، لكي يستطيع العدو الصهيوني أن يكمل سيطرته على كامل المنطقة. نحن اليوم في بياننا في تجمع العلماء المسلمين عندما تعرضنا للعدوان الصهيوني على سوريا قلنا أن هدف إسرائيل منذ البداية كان هو أن تبني دولة ما بين النيل والفرات، وهذا شعار علمها، والكل يعرف ذلك، ولن تتخلى عن هذا المبدأ وهذا العنوان وهي قد تخمد تارة، ولكنها في بعض الأحيان تتمكن من أن تقوم بعدة أمور من أجل تحقيق هذا الهدف، وأفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف هو تمزيق الأمة الإسلامية، هذه التقسيمات لأراضي المسلمين بين دول متعددة التي جاءت نتيجة اتفاقيات سايكس بيكو كان الهدف من ورائها أن يؤمن للكيان الصهيوني إمكانية الاستمرار كي يكون هناك فئات مختلفة فيما بينها، وأكثرها تقاتل من أجل علمها وسيادتها واستقلالها، وكأن المسلم عدو للمسلم، وكأن العربي عدو للعربي لأن هناك حدوداً تفصله والإسلام يدعونا إلى أن لا يكون بيننا حدود تقسم بين بلداننا وتقسم بين أبنائنا. اليوم يُعاد إنتاج هذه الطائفية من جديد. ما يحصل في سورية سيتكرر أكثر من مرة لن تقوم قائمة لسورية إلا بوحدة أبنائها، وإذا لم يعمل المخلصون من أبناء سوريا من أجل التنبه للفتنة القادمة، وهنا نصيحة لوجه الله مجانية للحكام في سوريا، أنتم وصلتم إلى هذه السلطة، وكنتم تقولون عن السلطة الماضية بأنها سلطة تستأثر وهي سلطة طائفية ومذهبية، وكنتم تقولون عنها أنها تُقَتْل أبناءها، وكنتم تقولون عنها أنها تسوم الناس بالظلم، أنتم الآن ماذا تفعلون؟ تفعلون اسوأ مما كان يفعله النظام السابق (على حسب ادعائكم).

كلمة رئيس مجلس الأمناء سماحة الشيخ غازي حنينة:

العزاء كل العزاء لشعب سوريا ولكل شعب سوريا، والعزاء لذوي الشهيد ولطلابه وأحبابه، ونقول ما هو ذنب سماحة الشيخ رسول؟ ما الذنب الذي اقترفه الشيخ رسول رحمة الله عليه ليكون مصيره القتل على يد هؤلاء المجرمين القتلة؟ كل ما فعله الشيخ رسول أنه حمل كلمة الإسلام الوحدوي، حمل كلمة الإسلام الذي وحد الشعب السوري، حمل الكلمة التي تجمع شمل سوريا، والحفاظ على سوريا، وحماية سوريا، وبالمناسبة أيها السادة الأفاضل وأنتم أهل علم ودراية وفهم ووعي، مصطلح الأقليات عمره ثلاثمائة سنة، وكان أول من استخدمه الغرب للدخول إلى منطقتنا واختراقها مدغدغاً مشاعر البعض، مستغلاً بعض الإساءات التي كانت تُرتكب بحق مجموعات من أبناء المنطقة، وهذه المظالم نحن نُقر بها ونعترف بها، ولكن لا نُعطي مجالاً للغرب أن يتدخل في بلادنا، ولذلك إعادة الحديث عن مصطلح الأقليات من جديد هو محاولة جديدة للدخول إلى منطقتنا واستغلال هذا المصطلح. في لبنان هنالك مواطنون بحسب الدستور اللبناني مواطنون لهم مواصفات دينية مثلاً، في سوريا هناك مواطنون أيضاً ولذلك ليس في سوريا أقليات، وكلمة أقليات إنما القصد منها ضرب المجتمع السوري بعضه ببعض، وتمزيق المجتمع السوري، وإدخال المجتمع السوري في حرب أهلية، كما تكلم سماحة الشيخ الشهيد السعيد رضوان الله تعالى عليه “السيد حسن نصر الله” عندما قال: “لو سقطت سوريا ستكون حروب أهلية لا يعلم مصيرها الا الله سبحانه وتعالى”. ولذلك عندما بدأوا بالساحل السوري ثم دخلوا الى عمق سوريا، الى منطقة حمص وبعض أطراف دمشق، لينالوا من فريق من أبناء الشعب السوري ايضاً، ثم بعد ذلك دخلوا الى بعض أحياء سوريا، لضرب الكنيسة ثم الآن إلى منطقة جرمانا ومنطقة السويداء وجبل العرب، هذا كله الهدف منه إدخال سوريا في حمام دم يستهلك الجميع، وسيأتي اليوم على من يعترض على مفاهيم ابن تيمية أو أقوال ابن محمد بن عبد الوهاب لينال مصيره كمصير إخوانه من الشعب السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *