نشاطات

الشيخ الشهيد رسول شحود.. تاريخٌ مشرق له كل التكريم وكل التبجيل

ما يحصل اليوم في سوريا ابتداءً من اغتيال الشيخ الشهيد رسول شحود، ومن الاعتداء على ما يسمى بالأقليات في داخل سوريا، ليس إلا محاولة من قبل أعداء هذه الأمة من أجل تفريقها وتفتيتها وإيقاع البأس بينها، لكي يستطيع العدو الصهيوني أن يكمل سيطرته على كامل المنطقة. نحن اليوم في بياننا في تجمع العلماء المسلمين عندما تعرضنا للعدوان الصهيوني على سوريا قلنا أن هدف إسرائيل منذ البداية كان هو أن تبني دولة ما بين النيل والفرات، وهذا شعار علمها، والكل يعرف ذلك، ولن تتخلى عن هذا المبدأ وهذا العنوان وهي قد تخمد تارة، ولكنها في بعض الأحيان تتمكن من أن تقوم بعدة أمور من أجل تحقيق هذا الهدف، وأفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف هو تمزيق الأمة الإسلامية، هذه التقسيمات لأراضي المسلمين بين دول متعددة التي جاءت نتيجة اتفاقيات سايكس بيكو كان الهدف من ورائها أن يؤمن للكيان الصهيوني إمكانية الاستمرار كي يكون هناك فئات مختلفة فيما بينها، وأكثرها تقاتل من أجل علمها وسيادتها واستقلالها، وكأن المسلم عدو للمسلم، وكأن العربي عدو للعربي لأن هناك حدوداً تفصله والإسلام يدعونا إلى أن لا يكون بيننا حدود تقسم بين بلداننا وتقسم بين أبنائنا.

 اليوم يُعاد إنتاج هذه الطائفية من جديد. ما يحصل في سوريا سيتكرر أكثر من مرة لن تقوم قائمة لسوريا إلا بوحدة أبنائها، وإذا لم يعمل المخلصون من أبناء سوريا من أجل التنبه للفتنة القادمة، وهنا نصيحة لوجه الله مجانية للحكام في سوريا، أنتم وصلتم إلى هذه السلطة، وكنتم تقولون عن السلطة الماضية بأنها سلطة تستأثر وهي سلطة طائفية ومذهبية، وكنتم تقولون عنها أنها تُقَتْل أبناءها، وكنتم تقولون عنها أنها تسوم الناس بالظلم، أنتم الآن ماذا تفعلون؟ تفعلون اسوأ مما كان يفعله النظام السابق (على حسب ادعائكم). لذلك أيها الأخوة ولكن كان في النظام السابق هناك سيادة، هناك دولة، كان العدو الصهيوني لا يجرؤ على أن يتقدم خطوة عن الخط الفاصل ما بين فلسطين المحتلة وما بين سوريا، اليوم العدو الصهيوني بعد قليل سيتنزه ويتجول داخل دمشق، وهو يدخل إلى أي منطقة يريد، وبدعوى الحفاظ على الإخوة الموحدين الدروز، يقوم بقصف مبنى وزارة الدفاع ومبنى القصر الجمهوري، أي مبنيين سياديين سوريين يقوم بقصفهم ولا أحد يتدخل وكأن شيئاً لم يكن، لا يوجد استنكار، أين هي الدول العربية؟!! أين هي جامعة الدول العربية؟!! آلا يوجد من يتدخل من أجل إيقاف هذه الفتنة التي تحصل بين أبناء الأمة؟ ما ذنب الشيخ رسول شحود لكي يتعرض للاغتيال؟ ما الذي فعله؟ أعطوني شيئاً من تاريخه، شيئاً يستأهل أن يُعاقب عليه، إلا أنه تاريخ مشرق يُثاب عليه، ويجب أن يُقدم له كل التكريم وكل التبجيل، ولكن مسألة مهمة جداً هو نال ما يريد، نال الشهادة، هذه التي تربينا عليها في مدرسة الإمام الحسين عليه السلام، ونالها في شهر محرم، لذلك نال هو ما يريد وأخذ أعلى وسام ممكن أن يأخذه مجاهد في سبيل الله، لكن نحن نتكلم اليوم عن واقعنا، يجب علينا أن نتنبه للمشروع الصهيوني الهادف للسيطرة على كل بلاد المسلمين، وهم سيتوجهون من سوريا، واحفظوا هذا الكلام باتجاه العراق، هدفهم أن يذهبوا باتجاه إيران لأنهم يعتبرون أن المعركة الفاصلة هي بينهم وبين الجمهورية الإسلامية في إيران. ولكننا نقول إننا بإذن الله سننتصر وسنهزم العدو الصهيوني، لا تقولوا إننا ضعفنا، لا تقولوا إننا هُزمنا هي معركة من ضمن حرب، هذه الحرب ابتدأت من اليوم الذي وقف فيه محمد (ص) في بطاح مكة يقول للمسلمين: “قولوا لا إله إلا الله تفلحوا” ووقف اليهود في مواجهة دعوة محمد (ص). هي معركة مع اليهود الصهاينة منذ أن طردهم محمد من الجزيرة العربية بعد خيبر وغير خيبر، المعركة لم تبدأ من اليوم وليس من 48 ابتدأت المعركة او الحرب حتى نقول إننا الآن نُهزم أو لم نُهزم، هي حرب سجال بيننا وبين عدونا، وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) “يوم لنا من عدونا ويوم لعدونا منا” إذا جاء يوم نال منا عدونا، اليوم التالي سننال منه وسنقضي عليه، هذه حرب وُعدنا فيها بالنصر ولم يعدنا بها شخص، وإنما وعدنا بها “الله عز وجل” ونحن نتمنى ان يكون هذا النصر الذي نتمناه على أيدينا، إذا لم نستطع ان نحققه، فلنأمنه من أجل أن يستلم الراية الأجيال التي ستأتي وستحقق النصر، المهم أننا في النهاية سننتصر، وأن العدو سيُهزم، وأن فلسطين ستحرر، وأننا سنعود أمة إسلامية واحدة كما أرادها الله ورسوله، وهذا بفضل العلماء المخلصين الذين يسعون من أجل وحدة الأمة الإسلامية، لا يوجد فرق بيننا نحن أمة لا عدو لنا في أمتنا سوى العدو الصهيوني، قد نختلف مع فلان أو فلان، الحزب الفلاني، الشخص الفلاني، هذا اختلاف يجب أن يصب في المصلحة في النهاية، ولكن ليس معنى هذا الاختلاف أنها عداوة، اختلاف إن شاء الله على المصلحة، المهم أن نكمل نحو هدفنا الأسمى وهو تحرير فلسطين، وسيتحقق تحرير فلسطين بإذن الله قريباً والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *