روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 505

عمر أبو ريشة ـ تعزية قاتلة

أما الصِّبا فلقــد مـرّت ليــاليه

 فابكيه يا عفَّةَ الجلبـابِ فابكيـــه

ملكتُ قلبَكِ عن وِرْدِ الهوى زَمـنًا

 واليوم وِرْدُ الهوى غِيضتْ سواقيه

بالأَمس إنْ جئتُ أُبدي مــا أكابِدُه

 لَوَيْتِ جيدَكِ عمّــا جِئْتُ أُبديـه

وما رثيتِ لــدمعٍ كنتُ أذرُفُــهُ

 ولا عطفتِ على جرحٍ أُعانيـــه

واليوم جئتكِ لا صبَّاً ولا كِلَفــاً‏!!

 بل للجمــال الذي يذوي أعزيهِ

أبو الطيب المتنبي ـ الموت

وما الموتُ إلاَّ سارِقٌ دَقَّ شَخْصُهُ

 يصولُ بلا كفٍّ ويَسعَى بِلاَ رِجْلِ

نُبَكـِّي لموتَانَا على غَيـرِ رَغبَةٍ

 تفوتُ من الدنيا ولاَ مَوْهِبٍ جَزْلِ

إذا مَا تَـأَمَّلْـتَ الزَّمانَ وصَرْفَه

 تيقَّنْتَ أَن الموتَ ضربٌ من القتلِ

وما الدهــرُ أَهْلٌ أنْ تُؤَمَّلَ عندهُ

 حيـاةٌ وأن يُشتَاقَ فيه إلى النَّسْـلِ

محمود الـوراق ـ تأملات

يُحبُّ الفَتى طولَ البقـاءِ كَأَنَّـــه

 على ثقـــةٍ أنَّ البقاءَ بَقَــــاءُ

إِذَا ما طَوَى يَوْمَا طَوَى اليومُ بَعْضَهُ

 ويَطْويه إن جنَّ المســـاءُ مسـاءُ

زيادتُــه في الجسـمِ نقصُ حياتِـه

 وأَنَّـى على نَقْـصٍ يكـونُ نَمَــاءُ

جَـدِيدَان لاَ يَبْقَى الجَـمِيعُ عَلَيْهمـا

 ولاَ لَهُما بَعْــدَ الجَــمِيعِ بَقَــاءُ

الحـارث بـن خالـد ـ مُفْتَتِنْ

مَـا ضرَّكُم لَوْ قُلْتُمُ سَـــدَدَا

 إنَّ المَنِيَّــةَ عَـاجِلٌ غَـدُهَـا

وَلَهَـا عَلَيْنَـا نِعْمَةٌ سَـــلَفَتْ

 لَسْـــنَا عَلَـى الأَيَّامِ نَجْحَدُهَا

لَوْ تَمَّمَتْ أَسْــــبَابَ نِعْمَتِها

 تمَّــت بـذلك عِنْدَنَـا يدُهَـا

إنِّي وإيّاهَـــــــا كَمُفْتَتِنٍ

 بالنَّــارِ، تَحْرِقُـه وَيَعْبُدُهَـا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *