آخر الكلام

أنّاتُ عاشق..  ملاكٌ شهيد “إلى الفتى الفلسطيني الشهيد”

بقلم غسان عبد الله

مَلَكٌ على هذه المسافات، وصاحِبٌ.. قَلِقٌ.. عاشِقٌ، متيَّمٌ وخَشوعْ..

سفيري إلى رضابِ الورود الذي يقطُرُ من الأوراقِ والأغصان..

وسعادتي المرجأةُ ذلكَ الملاكُ، عطرَ صلاةٍ ومحبةٍ يضوعْ..

تلالٌ من الرونق، والزهرِ المقرورِ، والعتمِ المضاءِ بالشموعْ..

تلالٌ رآها قلبي ذو اللفهةِ.. ونَبَضَ مصعوقاً يقول:…

هذه غيمةُ العشقِ، وبَقِيَ عصوراً وهو يتبعُها بلهفةِ العاشقِ المُريدْ..

ووجيبُ النجيع مثلُ أحواضِ الأقحوان.. مثلُ ندى الصبحِ على خدِّ الورودْ..

تلالٌ تأوي إلى ريعان الخفقِ الذي يُشْبِهُ العشقَ

ولا قلب لك الآن.. يا ملاكَ الأنسِ المعرِّشِ في هدهدات الوريدْ..

لا قلبَ لكَ الآنَ..

وأنت تفتحُ هذي السواحلَ الألقيةَ، متسلحاً بدعاءٍ يكفيك سبع ليالٍ.. ويزيدْ..

لو تحلَّ فيكَ روحُ ناسكٍ، أو دعاءُ سيد..

لو تندفعُ بنبضِ فارسٍ جنوبيٍّ لا يرجعُ إلا منتصراً أو شهيدْ..

لو تُزيحَ هذه التلالِ أو تمضي إلى أرضِكَ،

وهناك على طرفِ الساحلِ البرزخي ترتمي عند تراب الجدودْ،

بكاملِ دمِكَ الثوريِّ وقد طَلَعَتْ من جرحِكَ زهورٌ بريةٌ لا تذبُلُ..

لو ترتمي في الضلوع والأوردة التي رتبتها الروحُ كي تحضنكَ حين تعودْ،

أو تقطعَ الجسرَ من أحزانك حتى حفاف الروح..

لو ترتقي سجادةَ الصلاةَ أو تحتَضِنُ الوسادةَ.. أو ترفلَ كما تريدْ..

من أجلك، من أجلي، لو!!!..

لو تنتهي هذه الـ (لو).. وتنكسرُ القيودْ!..

لا قلبَ لكَ الآنَ وأنتَ تَفْتحُ زماناً غريباً ككتابٍ منسي..

وتكتب فيه أسطر الخلودِ دمعاً وحباً وصلاةْ..

شهيداً حتماً ستمضي.. لكن.. ماذا عن المحبينْ؟؟..

عن رفاق الدربِ الأباةْ؟؟..

لو تندفعَ بنبضِ قلبكَ لا قلبِ العاشقين،

هذي الملايين.. لو.. لو…

لو تنزَعَ هذه الكآبةَ عن روحكَ أو تمضي إلى عشقك..

لو ترتمي على بقايا الفرح الذي بدّده الشتات…

لأطلقت لك خافقي وأموتُ لتشتعل فيك الحياة..

هذي بعضُ الأهازيج بقلبي.. تترنحُ على الوريد خفقاً..

هذي بعضٌ من أنّاتِ عاشقٍ.. تصّاعدُ من الروحِ صدىً للتمتمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *