بعد عملية اغتيال القائد صالح العاروري / السيد نصر الله: الرد آتٍ والمقاومة مستعدة لحرب دون ضوابط ولا حدود
بقلم: محمد الضيقة
إن ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت ليس تفصيلاً بسيطاً سواء لناحية التوقيت والهدف، فنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري على الرغم من أنه كان المطلوب الأول للكيان الصهيوني خارج فلسطين، إلا أن هذا الاعتداء يعتبر كسراً كبيراً لقواعد الاشتباك التي رسمتها حرب تموز العام 2006 بين المقاومة والعدو الصهيوني.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أن ما حدث في الضاحية لم يحصل منذ نهاية حرب تموز، وهذا يعني أن العدو الصهيوني قد تخطى كل الخطوط الحمراء، وبالتالي قد تعيد إسرائيل ما قامت به في لحظة، وقد تصل بها الأمور إلى استهداف قيادات في حزب الله، وأضافت أن محاولات العدو الإيحاء من أن المستهدف هو قيادي في حركة حماس وليس حزب الله وليس ضد لبنان لن يُعفي المقاومة من الرد الذي سيحصل حتماً، وهذا الأمر تقدره قيادة المقاومة في الميدان لجهة المكان والزمان، خصوصاً أن أهداف العدو ومنذ بداية طوفان الأقصى محاولة دفع المقاومة للانخراط بشكل واسع في المواجهات التي بدأتها المقاومة ثاني يوم الطوفان وفق قواعد مضبوطة لا يمكن لإسرائيل استخدامها من أجل دفع الغرب للوقوف إلى جانبها، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية من أجل توريطها في حرب كبرى يشارك فيها كل محور المقاومة.
وأضافت الأوساط أنه من الطبيعي أن يحاول الكيان الصهيوني تجنيد عملاء له في كل الساحات وهذا قد حصل في السنوات السابقة وقد يحصل في كل بيئة حتى لو كانت مؤيدة للمقاومة، علماً – تقول الأوساط – أن بعض تقنيات التجسس المتطور والذكاء الاصطناعي التي يملكها العدو بات العنصر البشري غير ذي أهمية من أجل الوصول إلى المعلومات، وهو ما اعتمدته إسرائيل في اغتيالها للقائد العاروري.
وأكدت الأوساط أن هذا العدوان الصهيوني فرض واقعاً جديداً على المقاومة في لبنان وحتى في فلسطين، لأن العدو دشن المرحلة الثالثة من حربه على غزة باغتيال العاروري، وهو كما يبدو مستعد للذهاب إلى أبعد الحدود خصوصاً بعد فشل عدوانه على غزة.
هذه المعطيات وغيرها – تقول الأوساط – فندها أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وحسم خيار المقاومة من عملية الاغتيال عندما اعتبرها “جريمة كبيرة لا يمكن السكوت عليها، والأمر لا يحتاج إلى كثير من الكلام، وهي لن تبقى دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي”، وبالتالي إن عملية الرد لن تكون انفعالية، بل عملية مدروسة وستكون حسب هذه الأوساط وفق معادلة ترتكز على الحد الردعي وإعادة تثبيت قواعد الاشتباك التي تحققت بعد حرب تموز وحدٍ لا يؤدي إلى حرب مفتوحة يريدها نتنياهو لإخفاء فشله في غزة.
وحذرت الأوساط من خطورة ما أعلنته واشنطن عندما زعمت أن لا علم لها بالعملية ولم تخبرها إسرائيل بذلك، وهذا يعني أن واشنطن تحاول استعادة دور الوسيط في المنطقة، على الرغم من أن العملية هي أول ترجمة للخطة الأمريكية التي تدعو لاستبدال الهجوم الفاشل على غزة وتفادي غضب الرأي العام الدولي على العدو بسبب المجازر التي يرتكبها بما أطلقت عليه بالعمليات المستهدفة خصوصاً أن العملية تشبه إلى حدٍ بعيد اغتيال القائد الحاج عماد مغنية للتعويض عن خسارة إسرائيل في حرب تموز واغتيال الحاج قاسم سليماني لتعويض خسارة حربي العراق وسوريا.