الإرهاب الصهيوني ومحور المقاومة في حرب المواجهات الإقليمية
بقلم: توفيق المديني
اغتال الكيان الصهيوني الشهيد صالح العاروري النائب السابق لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ورفاقه الشهداء يوم الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، في قصف جوي استهدف مكتباً لحركة المقاومة الإسلامية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وشكلت هذه الجريمة الصهيونية عدواناً جديداً وخطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، وتطوراً خطيراً في مسار الحرب بين العدو الإسرائيلي – الأمريكي ومحور المقاومة.
وتُعَدُّ جريمة الاغتيال هذه جريمة إرهابية بامتياز، ذلك أنَّ الإرهاب، أي استخدام القوة والعنف من أجل قتل قادة محور المقاومة من فلسطينيين ولبنانيين، وإيرانيين، يعدُّ هدفاً سياسياً متأصلاً في مفهوم الكيان الصهيوني منذ نشأته، وهو الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها لتحقيق مشروعه الاستعماري الاستيطاني، عبر اغتصاب أراضي السكان الأصليين وإخضاعهم لهيمنته، فضلاً عن أنَّه يشكل نمطاً يخص اليهود حصراً من خلال ممارساتهم البربرية التي ارتكبوها عبر التاريخ القديم والحديث تحت شعار تحقيق “المطلقات اليهودية” وفي القلب منها الاستيلاء على الأرض العربية في فلسطين.
الشهيد صالح العاروري، كان مستهدفاً أيضاً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2018 رصد “مكافأة” قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن “العاروري”، والقياديين في حزب الله اللبناني خليل يوسف حرب، وهيثم علي طباطبائي. فقد قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدبلوماسي آنذاك، مايكل إيفانوف، إنَّ العاروري “يعيش بحرية في لبنان، ويعمل أيضاً مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ويجمع الأموال لتنفيذ عمليات لمصلحة حماس، وقيادة عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين يحملون جنسية أمريكية”.
مواقف حزب الله وحماس من جريمة الاغتيال
في البيان الذي أصدره حزب الله، عقب اغتيال القائد الفلسطيني صالح العاروري، أكَد فيه أنَّ “هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من دون رد وعقاب، وإنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، وإنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام”.
واعتبر الحزب في بيانه أنَّ “هذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في فلسطين ولبنان واليمن وسورية وإيران والعراق إلا إيماناً بقضيتهم العادلة والتزاماً وتصميماً أكيداً وثابتاً على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير”.
أما حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فقد نعت في بيان رسمي، صالح العاروري، والقائدين في كتائب عز الدين القسام سمير فندي، عزام الأقرع، وأربعة من كوادر الحركة والمنتمين إليها، وهم: محمود زكي شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود.
وقالت إنَّهم استشهدوا “إثر عملية اغتيال جبانة، نفذها العدو الصهيوني، في عدوان همجي وجريمة نكراء تثبت مجدّداً دمويته التي يمارسها على شعبنا في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان”.
وأكَّدت أنَّ عملية اغتيالهم على الأراضي اللبنانية “عمل إرهابي، مكتمل الأركان وانتهاك لسيادة لبنان، وتوسيع لدائرة عدوانه على شعبنا وأمتنا. ويتحمّل مسؤولية تداعياته الاحتلال الصهيوني”.
وجاء في بيان كتائب “القسام”: الجناح العسكري لحركة “حماس” أنَّ اغتيال العاروري ورفاقه في لبنان “يؤكد بأنَّ هذا العدو هو خطر على الأمة، وأن ساحة المعركة مع هذا الكيان مفتوحة، وأن قتاله وردعه عن غيّه هو واجب على أبناء أمتنا في كل الساحات والجبهات”.
وأوضحت القسام أن اغتيال القادة لن “يزيد حركتنا ومقاومتنا إلا إصراراً وثباتاً على مواصلة الطريق وتدفيع الاحتلال ثمن عدوانه، وستبقى دماؤهم نبراساً ينير لنا طريق التحرير، ولعنات تلاحق هذا الكيان الهش حتى كنسه عن أرضنا ومقدساتنا، “ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً”.
الإرهاب الإسرائيلي من مكونات العقيدة الصهيونية
منذ ولادة الحركة الصهيونية العالمية، اعترف القادة الصهاينة وقبلوا أنَّ عليهم استخدام الإرهاب ضد السكان الأصليين إذا كانوا يريدون تحقيق هدفهم في طردهم والاستيلاء على فلسطين “كوطن قومي لليهود” كما تدعي الصهيونية زوراً ومغالطة للتاريخ. وحتى في وقت مبكر يعود إلى عام 1883 كتب اسحق ريليف حاخام ميمل وأحد مؤسسي الحركة الصهيونية، يقول في كتابه (لئم جراح شعبي): “من الواضح أنَّ إنكلترا للإنكليز، ومصر للمصريين، ويهودا لليهود. فهناك متسع في بلادنا لنا. وسوف نقول للعرب: ارحلوا. أما إذا رفضوا واعترضوا بقوة فسوف نستخدم القوة لترحيلهم. وسوف نضربهم على رؤوسهم ونجبرهم على الرحيل”.
الإرهاب هو أهم العناصر الثابتة والمكونة للحركة الصهيونية عبر التاريخ، إذْ إنَّ الإرهاب والصهيونية شيئان متلازمان ومتكاملان أو هما وجهان لحقيقة واحدة، بحيث يشكل الإرهاب للحركة الصهيونية وأتباعها منهجاً وأسلوب عمل، أي أنَّه عقيدة نظرية وتطبيق في آنٍ واحدٍ. ومنذ المؤتمر الأول للحركة الصهيونية الذي تمخض عنه قرارات لحكماء صهيون سميت ببروتوكولات حكماء صهيون أو القرارات السرية، التي أسفرت عن تشكيل المنظمات الإرهابية قبل قيام الكيان الصهيوني وبعده، التي تغطي أهداف الحركة الصهيونية على العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والفكرية، أفتى القادة الصهاينة في تطبيق نظريات الإرهابيين الكبار من هيرتزل إلى جابوتنسكي ومناحيم بيغن واسحق شامير ورفائيل ايتان واسحق رابين وشمعون بيريز ومائير كاهانا وغيئولا كوهن وغيرهم كثيرون.
لعب هرتزل دوراً مهماً في تأسيس فلسفة الإرهاب الصهيوني، فقد كان من المعجبين بنيتشه الفيلسوف الألماني، وتبنى فكرة الرجل الخارق، وربطهما بالعقيدة اليهودية التي تقول: “إنَّ اليهود هم شعب الله المختار”، وحوّلها إلى فكرة الأمة السوبر أي الخارقة. وكان هرتزل يرى أنَّ الشرط الجوهري لبلوغ الدولة الصهيونية هو استخدام قوة السلاح. وتكشف كتابات هيرتزل النظرية عن تمسكه الشديد بالعنف والقوة. وتشير هذه الكتابات إلى تطور مزدوج للطرفين الصهيوني والعربي، طرف صهيوني سيعتمد على السلاح والعنف الجماعي المنظم، وطرف عربي سيكون “قطيعاً من الوحوش علاجه الوحيد هو الإبادة الجماعية”. يقول هرتزل، فمثلاً إذا وجدنا في موقف يتطلب منا تطهير بلد من الوحوش الضارية، طبعاً لن نحمل القوس والرمح ونذهب فرادى بل سننظم حملة جماعية ضخمة ومجهزة ونجمع الحيوانات ونرمي في وسطها قنبلة شديدة الانفجار”.
ويعتبر فلاديمير زئيف جابوتنسكي الأب الروحي لمناحيم بيغن من كبار المنظرين للإرهاب الصهيوني، حين يذهب إلى تقديس السيف المرسل من السماء باعتباره امتداداً للتصور اليهودي القديم للنبي الغازي الذي أفرزته المقدسات القومية حسب تعبير جابوتنسكي، إلى جانب التوراة. يقول جابوتنسكي الذي أسس اتحاداً للصهاينة التصحيحيين والذين كانوا يبشرون علناً بفكرة مفادها “يجب أن توجد أغلبية يهودية في فلسطين، ويجب أن يتم تحقيقها ضد رغبة الأغلبية العربية الحالية في البلد”. وفي وقت مبكر من عام 1907 وفي خطاب له أمام البرلمان السابع للمنظمة الصهيونية العالمية أطلق جابوتنسكي الأرضية الفلسفية لسياسته الإرهابية قائلاً: “إنَّ المعيار الأخلاقي للطرق التي يستخدمها المقاتل ينبغي الحكم عليه كلياً بمقدار النفع أو الضرر الحقيقي الذي ينجم عن ممارسة هذا المقاتل. وناشد جابوتنسكي حملة الأخلاقية السامية، أن يدمروا بقبضة من حديد كل من يقاوم الصهيونية فقال ينبغي إما إنهاء الاستعمار الصهيوني أو أن ينفذ حتى لو كان ضد رغبات السكان الأصليين.
جريمة الاغتيال تعبير عن الفشل للحرب الصهيونية في غزة
لجأ الكيان الصهيوني إلى القيام بعملية مشهدية من خلال ارتكاب جريمة الاغتيال للقائد الفلسطيني صالح العاروري ورفاقه، تشدُّ أنظار الرأي العام الصهيوني في داخل إسرائيل وخارجها في ضوء تصاعد الضغوط الدولية على “إسرائيل” لوقف حربها الوحشية على قطاع غزة، ووسط احتجاجات عالمية على محاصرة سكان غزة في خطر مميت، فضلاً عن تحليلات الخبراء الغربيين والنقاد الصهاينة، الذين باتوا مقتنعين بإنَّ الحكومة الفاشية بقيادة نتنياهو المستمرة في مضاعفة حرب الإبادة ضد السكان المدنيين في غزة، منذ ثلاثة أشهر، متذرعة بأنَّها تريد تصفية حماس، وتعهدت بأنَّ حربها على حماس سوف تستمر عدة أشهر، سوف تكون هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب الوحشية.
الكيان الصهيوني يخوض حرباً بجيش نظامي منذ عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث واجهت الحركة هجوماً صهيونياً مضاداً انتقامياً، وقام جيش الاحتلال الصهيوني بتدمير معظم البنيات التحتية في القطاع، وخاض حرب إبادة ضد السكان المدنيين الذين يعتبرهم دروعاً بشرية لحماس، إِذْ بلغ عدد الشهداء في هذه الحرب نحو 25 ألف شهيداً، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء.
وعلى الرغم من استخدام العدو الصهيوني القوة العسكرية المطلقة لكسب هذه الحرب، فإنَّ تاريخ الحروب المعاصرة التي شهدها القرن العشرين، لا سيما حرب الإمبريالية الأمريكية في فيتنام، يؤكد لنا استحالة كسب الجيش النظامي الحرب ضد حركة المقاومة. فبعد فشل المحاولة الأمريكية لغزو كوبا، انتقل مسرح عمليات الحرب إلى فيتنام، بين الأعوام 1962 لغاية 1975، حيث دمّرت القوات الجوية الأمريكية أرياف فيتنام الجنوبية وجزء من شمال فيتنام بإلقاء ما يقارب من 6.1 مليون طناً من القنابل. ويعادل هذا 3 أضعاف إجمالي متفجّرات الحرب العالمية الثانية. في الوقت الذي دخلت فيه قوّات فيتنام الشمالية والفيتكونغ منتصرة عاصمة الجنوب في سايغون عام 1975، كان قد قُتِل ما يقرب من 4 ملايين شخصاً منهم مليوني مدنياً و1.1 مليون جندياً فيتنامياً شمالياً ومن الفيتكونغ. وخسر الأمريكيون وحلفاؤهم من جنود فيتنام الجنوبية 250000 فتيلاً، بينهم 58000 من أفراد الجيش الأمريكي. ولا تشمل هذه الأرقام الخسائر الفادحة من الحروب السرية الموازية التي كانت الولايات المتحدة تشنّها خلال تلك السنوات في كمبوديا ولاوس المجاورتين”. فقد خرج الجيش الأمريكي مهزوماً من حرب فيتنام.
الأمر عينه ينطبق على مغامرات الآلة العسكرية الأمريكية في حرب أفغانستان والعراق، التي انتهت بهزيمة لأمريكا، فقد كانت تكاليف هذه الهزيمة باهظة بالفعل. خلال عقدين من جهود التهدئة الفاشلة ونشر 775000 جندياً أمريكياً في أفغانستان، تكبّدت الولايات المتحدة وحدها 2442 قتيلاً ونحو 20000 جريحاً. يُقدّر أنه قُتل 170000 أفغانياً بينهم 47000 ضحية من المدنيين. وصل إجمالي التكاليف الأمريكية في هذا الصراع حوالي 2.2 ترليون دولاراً في النفقات العسكرية وحدها.
وفي حرب العراق (2003-2011) كان أداء الجيش الأمريكي كئيباً، قُتِل ما يقارب من 4500 جندياً أمريكياً وجُرِح 32000 آخرون. أما تقديرات خسائر العراق، فتراوح عدد القتلى المدنيين من العمليات العسكرية الأمريكية ما بين 200000 إلى أكثر من مليون ضحية. وصلت التكاليف المباشرة للحرب إلى ما يقرب من 2 ترليون دولاراً، بعد إنفاق مليارات لا حصر لها خلال عقد من إعادة الإعمار، كانت حملة القصف الأمريكية اليائسة لهزيمة الدولة الإسلامية هي تدمير المُدن وتدمير بنيتها التحتية.
فالنصر في الحروب غير المتكافئة كما هي حال الحرب الحالية في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الصهيوني وحركة حماس، لا يقاس بالتفوق العسكري وحالة الدمار، كما لا يعني النصر النجاح العسكري فحسب، بل يعني أيضاً تحقيق السلام الدائم. والسلام حالة استعصائية ومستحيلة بالنسبة للاحتلال الصهيوني الاستيطاني الإحلالي في فلسطين المحتلة، لأن طبيعة الصراع العربي – الصهيوني، هي صراع وجود.
ومن خلال هذا المنظور؛ فإنَ الجيش الصهيوني فشل في القضاء على حركة حماس، بفضل صمود المقاومة الفلسطينية، ومؤازرة حلفائها في الإقليم، حزب الله في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، والحوثيين في جبهة الصراع في منطقة البحر الأحمر، وفصائل المقاومة العراقية في العراق وسوريا، بل على العكس من ذلك، فإنَّ حماس في حالة انتصار، إذ أسهمت من خلال عملية “طوفان الأقصى “في إعادة القضية الفلسطينية إلى الخريطة الإقليمية والدولية، وكقضية مركزية للشعوب العربية والإسلامية، وفي تحقيق عزلة الكيان الصهيوني على الصعيد الدولي .
فقد استدعت العديد من الدول سفراءها من تل أبيب، وألغت الصفقات المبرمة مع الكيان الصهيوني، وحتى الولايات المتحدة أظهرت علامات من التردد، وعلى الرغم من صعوبة اكتشافه – نظراً للمساعدة العسكرية الأمريكية المستمرة وميلها لدعم الكيان الصهيوني إلى أقصى حد – إِذْ يمارس الرئيس بايدن الضغط على الكيان الصهيوني بطرق غير معهودة لرئيس أمريكي، لا سيما في ظل تحول الرأي العام الأمريكي، والغربي عموماً، بشأن المطالبة بوقف حرب جيش الاحتلال الصهيوني الوحشية في غزة، فضلاً عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
قبل عملية “طوفان الأقصى” اعتقد الكيان الصهيوني أنَّه قام بتصفية القضية الفلسطينية، وأنَّه حقق نجاحات كبيرة في مسيرة التطبيع مع الأنظمة العربية التابعة للغرب عندما كان يدير الصراع الفلسطيني – الصهيوني على خلفية النسيان العالمي والاستسلام الرجعي العربي، لكنَّ صمود حماس في هذه الحرب العدوانية أكسبها مصداقية أكبر على الرغم من الخلافات الأيديولوجية بينها وبين العديد من القوى السياسية والدول العربية، والفضل يعود لها في تعرية الوجه الفاشي لسياسة التطهير العرقي التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة، حتى باتت، حرب غزة تحتل العناوين الإخبارية الدولية، والأمر الذي تسبب في معضلات أيضاً للراعي الرئيسي للكيان الصهيوني، وهي الولايات المتحدة.
خاتمة
علاوة على الفشل في الحرب، وتصفية حماس، هناك علاقة عضوية بين الكيان الصهيوني والإرهاب، وهي السمة اللافتة التي تميز بها منذ نشأته في عام 1948 ولغاية الآن إِذْ يقدم نفسه للعالم أنَّه ضحية للإرهاب، في حين أربعة من رؤساء وزرائه على الأقل إرهابيون بكل المقاييس العالمية للإرهاب، بمعنى أنَّهم قادوا عمليات عسكرية وشبه عسكرية كبرى، كان الهدف منها إشاعة جوّ من الرعب من خلال استهداف المدنيين. وهؤلاء هم: مناحيم بيغن رئيس وزراء الكيان الصهيوني من مايو/ أيار 1977 حتى أغسطس/ آب، 1983 واسحاق شامير، الذي يصفه الكاتب الأمريكي جويل كوفيل بأنه يفتقر إلى أي إحساس بتأنيب الضمير. وآرييل شارون الذي اعتُبِر من قبل القضاء “الإسرائيلي” ومن قبل العالم، مُذنباً قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، في جرائم حرب إرهابية، تتعلق بسماحه ارتكاب مذابح صبرا وشاتيلا سنة، 1982 التي تحمّل فيها المسؤولية عن قيام أفراد حزب الكتائب اللبناني بقتل 1700 (أو 3 آلاف، حسب بعض التقديرات) من اللاجئين الفلسطينيين الأبرياء في المخيمين المذكورين.
وبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الفاشية الحالية في الكيان الصهيوني، الذي يخوض الحرب الوحشية في غزة من أجل تهجير سكانها، والقضاء على حماس، بوصفها تمثل تهديداً وجودياً للصهاينة. وأمام زيادة حزب الله لهجماته الصاروخية في شمال فلسطين المحتلة، وتصاعد المقاومة في الضفة الغربية، واستمرار الحوثيين في استهداف مواقع إسرائيلية وأمريكية خلال هجماتهم الصاروخية في منطقة البحر الأحمر؛ وجد الكيان الصهيوني نفسه في حرب المواجهات الإقليمية المتعددة الجبهات، وفي ضوء تضاؤل صورة الآلة العسكرية والاستخباراتية الصهيونية التي يتفاخر بها الكيان الصهيوني كثيراً، ها هو نتنياهو يستخدم سلاح الإرهاب من جديد بهدف تصفية قيادات المقاومة، وتحقيق نصر إعلامي غاية في البؤس.