آخر الكلام

الرحلةُ ابتدأتْ في تجمُّعٍ أنت مولودهُ النبيُّ

بقلم غسان عبد الله

زنبقةٌ تنام على دمي جمراً.. وتصحو عند مفترقِ الظلامِ.‏.

أيقونةٌ بيضاءُ.‏. ملاكٌ من حريرِ الحلمِ…‏

يكفي أن أُجَاهرَ باسمهِ الربانيِّ..

حتى ينجلي حلمي‏ وأبْصِرَ في مدى الرؤيا‏ عصافيرَ الضياءِ..

وصورةَ الأفلاكِ تضحك في منامي.‏.

هو شرفةٌ للروحِ.‏. نافذةٌ تطلّ على مرايا القلبِ.‏.

فيروزُ المساءِ لهُ.. وترجيعُ اليمامِ.‏.

ولهُ الأماسي كلُّها..‏ مطرُ الخريف لهُ.. عزيفُ الرّيحِ..‏

ينبثقُ النهارُ أمام صورتِهِ وتأتلِقُ الأسامي‏..

تتحدّرُ الأقمارُ.. ينفطر الفضاءُ..‏

الأرضُ تأخُذُ من تفجِّر كوكبين‏ على رخامِ وجههِ زينتَها،

وتنشقُّ السماءُ..‏ عن وردةٍ حمراء في روضِهِ.‏.

لهُ الوَهَجُ المؤبّدُ بالتمنّي، والدعاءُ.‏.

تتكسَّرُ الأمواجُ فوق جبينِهِ القدسيّ.‏.

تنبجسُ القصيدةُ من أصابِعِهِ..‏ ويندلعُ الضياءُ.‏.

وعلى يديهِ تكبُرُ الأطيارُ…‏

يجهشُ بالظلالِ الزيزفونُ‏.. ولوجههِ النورانيِّ تبتهلُ الفصولُ…‏

ويحتفي بربيع عينيهِ السنونو.‏.

عينان أغنيتان.. هل في العشق مُتّسعٌ‏ لينزف بالمواويل المغنّي؟‏..

ويدان نيسانانِ..‏ أسألُ عن ربيعهمَا الحقولَ.‏. وتسألانِ الليلَ عنّي.‏.

عبثاً أحاول أن أهَدّئ في دمي‏ شغبَ الرياحِ..

وثورةَ المطرِ العنيفِ‏ يدقُّ أوردتي لأعرفَ أيَّ ريحٍ‏ سيّرت سفني إلى جزرِ الأقاحِ..‏

وأيّ ريحٍ شرّدتني.‏. الرحلةُ ابتدأتْ في تجمُّعٍ أنت مولودهُ النبيُّ..

وأنتَ رسولُهُ العظيم.. سلاماً للذي أسرى‏ ببراقِ القلبِ على سرادق الروحِ

مولوداً ليس كباقي البشر.. إلى انفجار الفجرِ في أَلَقِ الغيوم المطفأة!‏

يا نبيَّ اللهِ قلبي الآنَ واحةُ أفراحٍ.. وروحي كالملاكِ يؤمُّ روضكَ بالرؤى!‏

ويرفّ فوق جبينكَ النبويّ،‏ يقطُفُ من ضحى خدّيكَ أزهارَ السنا المتلألئةْ‏

ويلملِمُ الأعنابَ عن وجنتيكَ..‏

يومئ للعصافير التي ازدحمتْ بباب الجمرِ..‏ أنْ حانَ الحصادُ‏..

الآنَ تبتدئُ الحياةُ نشيدَها المسحورَ.‏.  ينكسرُ الزمانُ المرُّ‏..

ينحسرُ السوادُ عن فضةِ الزمنِ المضيء،‏

وتلتقي بنقيضها الأضدادُ،‏ يطوي ليلَ موسِمِهِ الحِدادُ.‏. 

كموائدِ الأعيادِ‏ تُبْصِرُ نفسَها في غمرةِ الألقِ البلادُ.‏.

هذا يومُكَ.. ويومُ الربيعِ الجميل

لا شيء فيّ وفي خلايا جسميَ الضوئيِّ‏ إلا عاشقٌ حتى الثمالةِ..‏

فاشهدْ أنا بُعثْنا على ميلادِ نورِكَ في فلكِ الزمان..‏

وأججْ دعاءَكَ يا قمرَ الدعاءْ!‏.. يا سيِّد الأنبياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *