الوحدة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي الأسس الفكرية والممارسة العملية
بقلم: الشيخ د. حسان عبد الله / رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين في لبنان
ضمن برنامج الولي القائد الذي تعدّه وتقدمه الزميلة ابتسام الشامي على إذاعة النور – وهو عبارة عن إضاءات من فكر الإمام القائد السيد علي الخامنئي في السياسة وقضاياها – استضافت رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله في حلقة بعنوان: “الوحدة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي، الأسس الفكرية والممارسة العملية”.
وهذا نص المقابلة
س- سماحة الشيخ حسان عبد الله إذاً كنا نريد أن نبدأ من المفهوم، مفهوم الوحدة الإسلامية كيف تطور بين فكر الإمام الخميني وفكر الإمام الخامنئي؟ وما هي البصمة الخاصة للإمام الخميني في هذا المجال؟
ج- أولاً فكرة الوحدة الإسلامية كما قلتِ في النص المنقول عن سماحة السيد القائد الخامنئي، وأنا كنت حاضر في هذا المؤتمر الذي قال فيه هذه الكلمة أنه هو أولاً ضرورة من ضروريات الدين، يعني بمعنى منكر الوحدة الإسلامية هو منكر لأصل الدين لأن الله عز وجل أراد أن تكون هذه الأمة أمة واحدة ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ فاعتبر الوحدة الإسلامية هي أولاً أمر عبادة وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ، اذن تعبدوا الله بالوحدة الإسلامية، وأيضاً إذا لم تسعَ للوحدة الإسلامية فأنك تتعرض لعقاب الله (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) يعني هي مجال التقوى، هي عبادة وهي تقوى.
عندما تحدث الإمام في ذلك الوقت نحن رجعنا من المؤتمر، تحدثنا فيما بيننا مع علماء من أهل السنة ومن مناطق مختلفة، كان اللافت عندهم تأثرهم بهذه الفكرة، بفكرة أنه هذا ضرورة من ضروريات الدين، يعني نحن الشيعة الممثلين بالسيد القائد الخامنئي لا نتكتك بالعبارات العامية، في الموضوع، لذلك عقب السيد القائد وقال هو استراتيجية، يعني ليس تكتيكاً. بعض الناس اتهموا الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها تسعى من أجل كسب ودّ العالم الإسلامي وتأطيره في إطار تابع لها سياسياً، وتدّعي أنها هي تدعو إلى الوحدة الإسلامية كي لا يحاسبها العالم أو ينفصل عنها بسبب شيعيتها، ولكن الإمام الخامنئي قال لهم لا هذا الموضوع هو موضوع استراتيجي في فكر الإمام الخميني، وهذا ما سار عليه الإمام الخامنئي بعد الإمام الخميني.
الإمام الخميني عندما أطلق موضوع الوحدة الإسلامية وأسبوع الوحدة الإسلامية أراد أن يجنب العالم الاختلافات البسيطة الناتجة عن افكار او عن أبحاث فكرية أو عقائدية او إلى ما هنالك، بمعنى إذا رجعنا إلى روايات المسلمين تجدون أن أهل السنة والجماعة يقولون إن 12 ربيع الأول هو ذكرى مولد النبوي الشريف، عندنا يوجد روايتان، رواية تقول بأنه في 17 ربيع الأول وعندنا رواية تقول بأنه 12 ربيع الأول، لماذا نختلف على موضوع الولادة ويصبح الأمر سبباً للتنافر والتناحر؟. فليكن ما بين 12 و17 ربيع الأول أسبوعاً للوحدة الإسلامية، وهي فكرة إبداعية أن تحوّل الخلاف إلى وفاق، وأن يكون إحياء ذكرى الرسول يستحق أكثر من أسبوع يستحق أكثر من سنة. فلو كل السنة نحتفل بذكرى ولادة الرسول فلا مانع، فلذلك هذا الفكر الذي اختطه الإمام الخميني وسار على دربه الإمام الخامنئي هو من صميم الإسلام، هو دين ندين به وليس تكتيكاً سياسياً، فلا نحاول أن نعمل على استقطاب العدد الكبير من المسلمين تحت راية إيران، بل نحن نستقطب الأمة الإسلامية تحت راية الوحدة الإسلامية، كي نكون جميعاً بمواجهة أعداء الأمة، وإلا لا يمكن أن ننتصر على أعدائنا ما دمنا متفرقين ويقاتل بعضنا بعضاً، ونكون عندها مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض”.
س- سماحة الشيخ إذاً كنت سأدخل أكثر بموضوع الإمام الخامنئي، خصوصية الإمام الخامنئي بموضوع الوحدة الإسلامية متل ما تفضلت الإمام الخميني وضع هذه الفكرة الرائعة التي هي اسبوع الوحدة الإسلامية، ولكن الإمام الخامنئي كيف طور هذا المفهوم لا سيما ببعده العملي إن جاز التعبير؟
ج- سأقول أمراً الآن ربما تسمعينه لأول مرة، الإمام الخامنئي طبّق أسبوع الوحدة الإسلامية قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، الإمام الخامنئي يذكر في كتابه الذي ألفه “آذر شاب” هي سلسلة مقابلات مع السيد القائد بعنوان: “إن مع الصبر نصرا”. يروي فيه أنه في يوم من الأيام ونتيجة الاعتقالات بحيث لم يعد ينفع اعتقال السيد القائد فقرروا نفيه، حيث نفي إلى محافظة سيستان وبلوشستان على منطقة تسمى إيرانشهر ضيعة صغيرة بقلب الصحراء غالبية أهلها من أهل السنة. عندما ذهب الإمام الخامنئي إلى هناك وهو عالم شيعي حلَّ وسط بيئة سنية، هناك بعض الشيعة ولكنهم أقلية، حتى أنه يقول في هذه الرواية إنه ذهب إلى المسجد فوجد أن الناس لا يصلون جماعة، ولا صلاة الجمعة فابتدأ بإقامة صلاة الجمعة والجماعة للشيعة هناك، ثم ذهب إلى أحد علماء أهل السنة وفتح معه حواراً وبالنقاش طرح لماذا نختلف بموضوع ولادة الرسول، فلماذا لا تكون الفترة ما بين 12 ربيع الأول و17 ربيع الأول أسبوعاً نحتفل به بالذكرى؟ ويقول فأقمنا الاحتفالات لمدة أسبوع كامل بذكرى ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إيرانشهر هذه الضيعة البعيدة الواقعة بمحافظة سيستان وبلوشستان وبالتالي فإن هذه الفكرة التي أعلنها الإمام الخميني كان قد طبّقها من قبل السيد القائد وبالتالي هي جزء من فكره، جزء من نهجه، جزء من الأمور التي يؤمن بها وكل إنسان يؤمن بهذا الدين الإسلامي يعتقد – إذا كان إيمانه إيماناً حقيقياً – يعتقد اعتقاداً جازماً بأنه لا يمكن أن نبني لهذا الدين عزته وكرامته، وأن نجعله في مصاف الأديان الاولى، بل الدين الأول في الأمة، إلا إذا سرنا بطريق ونهج الوحدة، لأن الاختلاف يؤدي إلى ضعضعة الصفوف وزعزعتها وإضعاف الأمة، فبالتالي فإننا عندما ندعو إلى أمة واحدة فهذا لا ينطلق من أفكار سياسية لمصالح سياسية، وإنما ينطلق من أفكار مبدئية هي عين الإسلام وحقيقته، هذا الذي أراد أن يركز عليه الإمام الخامنئي في كل خطبه التي كان يتحدث بها وهو ضرورة من ضروريات الدين، يعني هو أمر إلهي.
س- الإمام الخامنئي متحدثاً عن الوحدة الإسلامية ببعدها الإسلامي القرآني ونحن في هذه الحلقة من برنامج الولي القائد نناقش موضوع الوحدة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي مع رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبد الله مجدداً أهلا وسهلا بكم، إلى أي مدى ومن خلال ما استمعنا اليه الوحدة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي هي من موجبات الدين وهذه الفكرة كنت حضرتك قد بدأت بالإشارة اليها وربطها بمسألة الحكم الشرعي يعني في حلال وحرام؟.
ج- هناك ثلاث نقاط أشار إليها سماحة السيد القائد في موضوع الوحدة الإسلامية..
النقطة الأولى: الاعتصام بحبل الله، فحبل الله حبل واحد ولا يوجد حبال متعددة، هو الله، فعندما يُطلب منا أن نعتصم بحبل الله يعني أن تكون جميع الأمة على رأي واحد، وعلى موقف واحد، لا يمكن أن تكون الأمة مختلفة في الموقف السياسي تجاه أعدائها، إذا كانت مختلفة فهذا خطر وخطر كبير، لا بد من أن تكون الأمة موحدة في مواقفها، موحدة في أهدافها، موحدة في السعي من أجل عزة الأمة كأمة، وليس عزة الأفراد وعزة الجماعات كل على حدا. الآن الجماعات تتكامل فيما بينها من أجل عزة الجماعة ككل، ولكن بالأساس المطلوب الاعتصام بحبل الله، بمعنى في كل فترة يجد فيها المسلم أنه على خلاف مع أخيه المسلم، يجب عليه أن يفكر بأنه هو غير معتصم بحبل الله، فواحد منهم على باطل وواحد منهم على صواب. في بعض الأحيان الاختلافات ممكن تكون اختلافات عادية وتمر، بعض الاختلافات مسموح بها، مثلاً الاختلافات الفقهية لا مانع من أن يكون هناك اختلاف فقهي، هذا الفقيه رأيه كذا وذلك الفقيه رأيه كذا، هذا يغني ولا يعيق، هذا يثمر جهداً في فهم الإسلام أكثر ولا يؤدي إلى التناحر، المشكلة في الخلافات التي تؤدي إلى التقاتل فيما بين المسلمين، هي في أساسها خلافات سياسية وليست خلافات فكرية مذهبيه..
النقطة الثانية: السيد القائد عرض أن المسلمين يجب أن يكونوا أمة واحدة وأنه إذا اختلفت الفئتان: “فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله“. فالله عز وجل يدعونا لنبذ الخلافات السياسية التي تؤدي إلى شق عصا الأمة الإسلامية، بمعنى أنه قد يكون هناك جماعة من المسلمين يناصرون أعداء الأمة الإسلامية، يسيرون معهم في نفس الجبهة، بنفس الحرب الآن مثلاً بعض الدول الإسلامية التي تساند إسرائيل، أو بعض الجماعات الإسلامية الذين يقولون إنه: “ما المشكلة أن نكون على وفاق مع العدو الصهيوني، ودعونا نقاتل الجهات التي تقاتل العدوّ الصهيوني لأن ذلك يصب في مصلحة بقاء الجماعة، في مصلحة بأن نحمي أنفسنا، نريد أن نعيش بسلام!!“. كيف تعيش بسلام؟ بالتنازل عن كل القيم التي نؤمن بها، بالتنازل عن فلسطين، بالتنازل عن الأخلاق، بالتنازل عن كل شيء، هذا غير مقبول، هذا بهذه الحالة عندما يكون الخلاف تحول إلى خلاف يؤذي الأمة ويشق عصا وحدتها ويؤدي إلى ضعفها، فهذه الفئة المارقة يجب أن نقاتلها لكن ليس قتال إبادة، إنما قتال حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت إلى أمر الله ورجعت إلى امر الله ورجعت إلى خط الوحدة الإسلامية.
النقطة الثالثة: الذي تكلم فيه، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ إذاً قبل أن نصل إلى الاختلاف فلنسعَ من أجل الإصلاح، بمعنى أنه في البداية نحاول أن نصلح في هذه الأمة إذا استطعنا الإصلاح فساعتئذ يمكن أن تكون هناك عزة وكرامة الأمة، لكن أين تكمن المشكلة؟، المشكلة أننا نحن اليوم نعتبر أن الخلافات المذهبية هي خلافات سياسية يعني بمعنى اختلافي في المذهب مع الآخر أحوّله إلى خلاف سياسي بحيث أنه يصبح تنافساً على الدنيا، وبحيث أنه من الممكن أن يؤدي بعد ذلك إلى أن أقاتله من أجل أن أصل إلى مكاسب سياسية وأكثر من ذلك فإن الجهات الحاكمة في العالم الإسلامي اليوم تحاول أن تستغل المسألة المذهبية من أجل زيادة العصبية اتجاه هذا الموقف، من أجل أن نقاتل الآخر الذي ليس على مذهبنا، فمن يستفيد من وراء هذا الأمر؟. يقول السيد القائد إن المستفيد الوحيد من وراء اقتتال المسلمين هم أعداء الأمة بالمطلق، إذ أنه يوجد أعداء أمة واضحون هم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والأعداء الذين يعملون على موضوع الفكر وعلى الموضوع الثقافي، يحاولون توهين الإسلام هؤلاء الذين اخترعوا فكرة داعش وغير داعش، فكرة الإسلام التكفيري من أجل تشويه صورة الإسلام، هؤلاء أيضاً يقاتلوننا ولكن بأسلوب أخر من القتال لذا فإنه يجب أن نتنبه لهم.
– سماحة الشيخ حسان عبد الله يعني مع وجود هذا الأصل القرآني او الاصل الإسلامي والجذر القرآني مسألة الوحدة الإسلامية، إلا أن هناك إشكالية يعني تطرح او يطرحها البعض بمعزل عن النوايا حيال الوحدة الإسلامية، وهي أن الوحدة تعني حتما صهر الهوية الذاتية للمذاهب وإلغاء الخصوصيات المذهبية وبالتالي نفس هذه الوحدة تحمل بذاتها باعتقاد هؤلاء مشكلة كيف يجيب الإمام الخامنئي على هذه الإشكالية وكيف يعالجها؟ أن الوحدة لا تُلغي الخصوصيات؟.
ج- في واحدة من الكلمات الرائعة للإمام الخامنئي يقول فيه أن نسعى نحو الوحدة الإسلامية لا يعني أن تتخلى المذاهب عن خصوصياتها، أنا لا أريد من وراء الوحدة الإسلامية أن يتحول السني إلى شيعي أو يتحول الشيعي إلى سني، بل عليه أن يكون متمسكاً بسنيته كما أنا متمسك بشيعيتي، ولكن توجد مشكلة عندنا بأن البعض يعتبر المذهب ديناً، وهذا خطأ، وهو أمر خطير جداً، نحن لسنا شيعة بداية ثم بعدها نحن مسلمون نحن مسلمون شيعة، وليس ديننا التشيع والشيعة، نحن ديننا الإسلام ولكننا نتعبد في هذا الدين على المذهب الشيعي كما يتعبد السني على المذهب السني، إذا وصلنا لهذا الموضوع أنا مسلم وهو مسلم فلن تعود هناك مشكلة. نحن في تجمع العلماء المسلمين منذ 43 سنة تحديداً نعمل مع بعضنا البعض فليس هناك عالمٌ سنيٌّ أصبح شيعياً ولا عالمٌ شيعي أصبح سنياً، الموضوع لدينا هو موضوع وحدوي، بمعنى ما هي الوحدة؟ ليس المطلوب منا إلغاء الآخر، ليس المطلوب منا الانصهار بشكل أن تنتهي المذاهب بل بالعكس، فالمذاهب حركة إغناء فكري كما قلنا وبالتالي هذه تساعد على أنه دائماً نجتهد، ودائماً نقدم إلى ما هو افضل، توجد قضايا كثيرة مر فيها الإسلام إلى درجة أنه يقدر أن يطورها، سأعطي مثلاً، كان فقهاؤنا يقولون لا بد في الطواف حول الكعبة الشريفة من أن يكون بين الحجر الأسود ومقام إسماعيل، أحد مراجعنا ذهب إلى الحج حاول الدخول بين الحجر الأسود ومقام إسماعيل فلم يستطع، فقال “يتّسع المطاف باتساع الحشد” يعني بمعنى كل ما كبرت فأين ما طفت حتى لو طفت فوق فيجوز.
هذا ما سببه؟ هذا اجتهاد، هذا لا يؤدي إلى أن اتهمه بأنه هو صار بلا دين، بعض الناس يعتبرون أنه إذا إنسان أفتى فتوى غريبة عليهم، بينما هو يستند إلى مقدمات علمية يعتبرون أنه خرج عن الدين وهذا غير صحيح، لذلك الإمام الخامنئي يقول أنه فليبقى السني على سنيته وليبقى شيعي على شيعيته بل بالعكس فليسعى كل واحد منهم إلى تمتين هذه الأفكار، وقال السني الذي يريد أن يصبح شيعياً، والشيعي الذي يريد أن يصبح سنياً إذا ذهب إلى ذلك عبر الأسس الصحيحة ومن خلال الدراسات ومن خلال كذا فليس هناك مشكلة، ولكني أنا لا أدعو من أجل أن يتغير السني إلى شيعي، الإمام الخامنئي هو واضح جداً أنه أنا لا أدعو إلى تشييع العالم الإسلامي، وبنفس الوقت يجب الآخر أن لا يدعو إلى تسنين العالم الإسلامي، يجب أن ندعو إلى أسلمة العالم الإسلامي، أما الاختيارات المذهبية فهي اختيارات فكرية شخصية تنبع من خلال الدراسة الموضوعية لكل مذهب على حدى، وساعتئذٍ ممكن للإنسان أن يختار المذهب الذي يريد.
هنا أسلمة العالم الإسلامي بمعنى رده إلى الإسلام المحمدي الأصيل، هذه واحدة من النقاط الرئيسية في فكر الإمام الخامنئي والإمام الخميني هي مسألة الإسلام لتمييزه عن نسخ أخرى من الإسلام موجودة اليوم مثل الإسلام الأمريكي.
الإمام الخميني كان عنده تعبير الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأمريكي، السيد القائد اعتمد أيضاً الإسلام اللندني، الإسلام اللندني الآن المشكلة أن المتطرفين السنة والشيعة يبثون من ملجأهم في لندن وغيرها ولهم حراسات وإلى ما هنالك ويبثون الأفكار الهدامة لأمة الإسلامية.
س- سماحة الشيخ حسان عبد الله هنا يمكن فينا نستشهد أن الإمام الخامنئي ترجم كتب لكبار علماء السنة معروف أنه ترجم “في ظلال القرآن” لسيد قطب، هذه المسألة، هو لم يتبنَ هذه الفكرة على المستوى النظري فقط وإنما مارسها بالمعنى العملي؟
كان يفاجئنا السيد القائد، حقيقة أنا قرأت أن عدة علماء من أهل السنة تفاجأوا أنه عندما جلسوا معه أنه يحدثهم حول أمور موجودة في كتب أهل السنة اطّلَع عليها، بل وأكثر من ذلك يقول لهم أنا ترجمت هذا الكتاب إلى اللغة الفارسية، يعني بمعنى من كتب أهل السنة، إذن لو كان المرء يعتبر أن هذه الكتب هي كتب ضلال فهل كان سيترجمها؟ ولكن إذا اعتبرنا أن هذه كتب إسلامية فيها آراء إسلامية فإننا سنتلقفها وخصوصاً أن الإمام الخامنئي كان يركز على ترجمة الكتب التي أصحابها من جماعات الحركات السياسية، يعني الإسلام الحركي، السيد قطب “في ظلال القرآن” هو تكلم عن تفسير حركي للإسلام، وعليه فإن أنت قلت بأن هذا الكلام مقبول فكرياً أو غير مقبول فكرياً فهذه مسألة أخرى، ولكن الإسلام الحركي هو الإسلام الذي يسعى من أجل أن تكون كلمة الإسلام هي العليا وأن ترتفع راية الإسلام في العالم الإسلامي، نحن نتفق بيننا وبين أهل السنة عليه، لا يوجد مسلم لا يقول بأنه يسعى من أجل بناء دولة الإسلام ولكن يبقى بالنهاية أنه هناك محددات لهذا الأمر تحتاج إلى إعدادات، من أهم الإعدادات من أجل بناء دولة إسلامية هي الوحدة، فإن لم يكن هناك وحدة فلن يكون هناك انتصار. الإمام الخميني عندما توجه باتجاه بناء الثورة الإسلامية جمع كل الأمة الإسلامية يعني كل الأمة الإيرانية بتعبير آخر، وكانوا يقولون له هناك في المظاهرات جماعة حزب “توده” الشيوعيون، فيقول لا يهم، المهم أن يسقط الشاه، بمعنى أنه هناك حركية معينة تجعل من الواجب أن نوحد جمهور الأمة الإسلامية باتجاه أهداف سياسية كبرى، يعني في قضايا الإسلام الكبرى، قضايا الأمة الكبرى يجب أن نجتمع عليها من أجل تحقيقها، اليوم نقول إذا لم تتحول فلسطين إلى قضية الأمة الكبرى سُنهزم، بالتالي يجب علينا أن نسعى من أجل أن تكون هذه القضية هي القضية المركزية، وهذا ما كان يتحدث عنه الإمام الخامنئي في اكثر من خطاب لما يربط بين الوحدة الإسلامية وبين قضية فلسطين، بمعنى أنه هي الطريق لتحرير فلسطين.
س- أود أن نخصص قدر من هذه الحلقة لمسألة الوحدة الإسلامية بمعناها السياسي في فكر الإمام الخامنئي، وربما من أبرز الوحدة الإسلامية هي مسألة استراتيجية وليست تكتيكاً، ماذا أكثر سماحة الشيخ حسان عبد الله؟ كيف يمكن أن نقدم فكرة الوحدة الإسلامية من خلال مقاربة الإمام الخامنئي لهذه المسألة بوصفها إطاراً سياسياً ضرورياً للعالم الإسلامي اليوم؟
ج- واحدة من الأمور التي نسأل عنها دائماً نحن في التجمع أنه ما الهدف من وراء تجمعكم؟ أن تصبحوا مذهباً واحداً أو مجموعة واحدة بمذهب واحد، بفكر واحد؟ نحن كنا دائماً نقول كلا، نحن نبقى مذاهب مختلفة وتبقى لدينا أفكار عقائدية قد تكون مختلفة، ولكن، لنا هدف مشترك واحد وهو إعزاز هذه الأمة الإسلامية. فلا توجد وحدة إسلامية بمعنى الانصهار الشامل، الوحدة الإسلامية بمعنى أن يكون هناك اتحاد للأمة الإسلامية في مواجهة أعدائها، بمعنى أن هذا الإسلام ومن أجل أن يصل إلى المرتبة التي يجب أن يصل إليها لا بد من أن تكون هناك عوامل توحّده وعوامل تجمعه، والغرب والكفر يسعى من أجل أن يفرق بيننا لذلك كل ما علينا الآن ونحن في معركة شرسة جداً بين الأفكار الهدامة وبين الأفكار الوحدوية، أن نكون أكثر تمسكاً بالوحدة الإسلامية. لذلك السيد القائد حول موضوع الوحدة اتجه إلى فكرة مهمة جداً وهي موضوع التكفير، الآن الجماعات التكفيرية التي خلقت في أيام غزو العراق إلى اليوم، ماذا جاء يفعل العدو الامريكي؟ دخل إلى العراق احتل وأحضر بنفس الوقت الجماعات التكفيرية، والتي لم تقم بأي عملية ضد العدو الأمريكي، كانت تفجر مراقد أئمه، وتفجر مساجد، حتى مساجد أهل السنة. لذلك فإن كل الذي نراهم قد أصبحوا قادة في هذا العالم، كانوا خريجين من سجن “بوكا” وهذه السجون الأمريكية دخلوا وخرجوا منها، لكن كيف خرجوا منها؟!.. لا أحد يعرف!، ووصلوا لمراتب عليا في أماكن مختلفة. إذاً هذا النهج التكفيري الذي جاء بنفس الوقت مع الغزو الأمريكي ما الهدف منه؟ لأنه إذا توحدت الأمة ضد الغزو وهذا متوقع بشكل كبير فمعنى ذلك أن هذا الغزو سيفشل، الطريق الوحيد من أجل صد هذه المحاولة ومنعها من الحصول هي الوحدة وعدم التفرق في هذه الأمة. هناك ثلاثة عناوين انتصرت فيها المقاومات في العالم الإسلامي وخصوصاً في لبنان.
أولاً: الإسلام المحمدي الأصيل والوحدة والمقاومة، هم جاؤوا ليضربوا هذا الانتصار؟ عملوا على أن يحرفوا الدين الإسلامي، خلقوا النهج التكفيري الإسلامي الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة من أجل أن يكون هو الإسلام البديل، لنأتي لهم بإسلام غير الإسلام الذي قاتلونا فيه، إسلامٍ يقاتل المسلم، وليس إسلاماً يقاتل العدو، ليس إسلاماً يعتبر المسلم المختلف معه في المذهب هو أخ له في الدين.
ثانياً: المقاومة، أرادوا إلهاء المقاومة بهذه الجماعات التكفيرية، كي تضعف
ثالثاً، الوحدة الإسلامية، لضرب الوحدة الإسلامية وهكذا ينتصرون، لذلك الولايات المتحدة الأمريكية كل هدفها كان هو السعي باتجاه تشتيت الأمة الإسلامية، لذلك الان كل التركيز من قبل قائد الأمة الإسلامية الإمام الخامنئي على موضوع وحدة الأمة الإسلامية، ونحن بصراع عنيف، وأفكارنا لا تصل بسهولة إلى الناس.
س- سماحة الشيخ أخدتنا لفكرة لها علاقة بالتحديات التي تواجهها الوحدة الإسلامية، الإمام الخامنئي يقول حين نطالب بالوحدة ونخلص لها ونتحرك شوقاً إليها، يجب أن نعلم أن لهذه الفكرة ولهذا المطلب المنشود حشداً جراراً من الأعداء، وعلى رأس هؤلاء في الوقت الحاضر نظام الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني يعني فعلاً أنه أمام تحدي كبير؟.
ج- سألني أحدهم لماذا أنتم تسيرون ببطء بينما الأخرون الذين يدعون للفتنة يلقون رواجاً سريعاً ويستقطبون عدداً كبيراً من الجماهير؟ قلت له لأنه نحن نخاطب العقل وهم يخاطبون الغريزة، مخاطبة الغريزة أسرع استجابة، مخاطبة العقل يصبح العقل يفكر ويعمل من مقدمات واستقراء واستنباط وقياس وإلى ما هنالك من أجل أنه يقبل الفكرة أو لا، لذلك صحيح أنه لكي يصل الإنسان ليؤمن بفكرتنا بحاجة للوقت ولكن عندما يؤمن بفكرتنا لا يتخلى عنها فيثبت، أما ذاك الذي انطلق من الغريزة ففي يوم من الأيام ستنقشع الغشاوة عن عينه. في السابق كانوا يقولون لماذا تقاتلون بسوريا، فأجبنا نقاتل دفاعاً عن المقاومة، نحن لم نقاتل من أجل أن نمنع المسلمين من الوصول إلى الحكم أبداً، نحن كنا نقاتل من أجل أن يبقى خط المقاومة مفتوحاً مع العالم الإسلامي، ونحن لا نقاتل مشروعاً إسلامياً وإنما نقاتل المشروع الاسرائيلي في المنطقة، لم يصدقوننا، اليوم ثبت بالتجربة.
الآن أين هم؟ هم لا يقاتلون إسرائيل ولا يريدون مقاتلة اسرائيل ويريدون أن يصالحوا إسرائيل، وهذه إسرائيل تدخل دمشق ولا أحد يتصدى لها.
س- سماحة الشيخ حسان عبد الله من الأقوال التي ادلى بها الإمام الخامنئي في المؤتمر الثامن والعشرين للوحدة الإسلامية، قال سماحته للمشاركين أن الأهم وما هو بالدرجة الأولى من الأولويات للعالم الإسلامي يتمثل في الوحدة نحن المسلمون ابتعدنا عن بعضنا كثيراً لقد كان للسياسات في هذا المضمار للأسف مساع موفقة في الفصل بين المسلمين وتفريق قلوب الجماعات المسلمة بعضها عن بعض نحتاج اليوم إلى الوحدة، اي أثر للوحدة بفكر الإمام الخامنئي كعلاج وكمواجهة واستجابة للتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية؟.
إذا لاحظت بالكلمة التي يقولها سماحة السيد القائد، قال “وكان للسياسات” وأنا قدمت قبل قليل أن السياسيين الذين يريدون أن يجروا الجماهير وراءهم وهم عميان، كيف سيجرونهم وراءهم؟ أكيد أنهم سيجرونهم بالعصبية والحقد وهذا لا يمكن أن يحصل من خلال أننا نحن ندعو لوحدة الأمة الإسلامية، إذا كان هذا التيار يريد أن يسير ويقوى وسياسياً يفكر، سيقول يا لثارات السنة وذاك يا لثارات الشيعة ويبدأ التقاتل، فأكيد أن المستفيد منه هو أمريكا والعدو الصهيوني.
لذلك يقول بآخر الكلام “ونحن بحاجة إلى وحدة” لماذا بحاجة إلى الوحدة؟ لأنه إذا فكرنا تفكيراً وحدوياً لا هذا سيستطيع أن يجرني خلفه تحت عنوان “يا لثارات السنة” ولا ذاك سيجرني خلفه تحت عبارات “يا لثارات الشيعة” إما يا لثارات الإسلام أو لا شيء، أنا من غير الممكن أن أسير خلف زعيم سياسي من أجل الوصول إلى أهدافه السياسية، ومن أجل التربع على عرش السلطة يريد أن يطحن المسلمين فيما بينهم بحروب دامية، المهم أن يصل إلى المنطقة التي يأمل أن يصل اليها، لذلك الحل الوحيد هو بالوحدة الإسلامية، إذ لا يوجد وحدة إسلاميه يمكن لأي أحد أن يلعب بهذه الأمة ويذهب بها إلى حيث يريد.
س- يؤمن الإمام الخامنئي سماحة الشيخ بفكرة أن الوحدة استجابة ضرورية لمسألة تحدي الاستعمار والهيمنة اليوم في عالمنا، ولا سيما القضية الفلسطينية اليوم؟ حضرتك قبل قليل كنت تتحدث عن مسألة القضية الفلسطينية والوحدة الإسلامية، يعني تلازم بين الأمرين، لكن إلى أي مدى يمكن أن نفهم هذه العلاقة الطردية بين أن نكون مسلمين موحدين؟ طبعا بفكر الإمام الخامنئي وأن نستطيع من خلال هذه الوحدة وبأدوات هذه الوحدة أن نواجه هذا المشروع الخطير الذي يتهدد واقعنا اليوم ومستقبلنا نتكلم عن القضية الفلسطينية وعن مختلف أشكال الاستعمار؟.
عندما نرجع إلى جذور الإسلام الأساسية أنا كسني وأنا كشيعي، عندما يكون المبدأ الإسلامي واضحاً والعناوين الإسلامية واضحة، نتجه إلى موقف واضح من كل هذه القضايا، يعني عندما اسمع قول الله تعالى: ﴿وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾، اذاً هذا تكليف إلهي للمسلمين من أي مكان أُخرجوا منه، يجب على المسلمين أن يسعوا من أجل إخراج من أخرجهم من هذه البلاد. إسرائيل احتلت فلسطين وأخرجت أهل فلسطين منها إذاً ما هو الأمر المتوجب عليك؟ طبعاً أن تخرجهم من حيث أخرجوك. فإذا أطلعت إلى آيات القرآن الكريم ووجدت أن الله يقول: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾.
إذاً في موضوع تصنيف من هم أعداء الأمة، أول عدو للأمة وأشد الناس عداوة للأمة هم اليهود، فبالتالي الله عزّ وجلّ مرة يترك لي اختيار أن أحدد من هو العدو ومن هو أشد عداوة، ومرة هو يتدخل ويقول لنا هذا هو الأشد عداوة، إذاً يجب أن لا يكون هناك عدو آخر يصرفني عن قتاله، وبالتالي اختراع أعداء وهميين غير العدو اليهودي المحتل لأرضنا هو خروج عن الدين، وبالتالي لما تكون أفكارنا كلها منطلقة من القرآن الذي هو رمز وحدتنا، ومن أحاديث الرسول التي هي رمز وحدتنا. ساعتئذٍ يمكن أن نواجه هذا الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ويمكن أن نواجه هذا الأمر، بينما اليوم تلاحظون ماذا يعملون من أجل أن يصرفونا عن هذا التوجه؟ هم يخلقون لنا عدواً!! فإيران هي العدو للعرب! وذلك من أجل خلق مشكلة بين العرب وبين الفرس – كما يقولون – ومن ثم هم يطالعوننا بفكرة الصفوية والتشيع الفارسي، وهذا كله الهدف من ورائه هو إضعاف جبهة المؤمنين في مواجهة الكفر. لذلك اليوم العالم بدأ يعي وبدأ يعرف أن إيران ليست عدوة لفئة من المسلمين، إيران هي التي تحمل القضية التي هي بالنسبة لأهل السنة هي قضية السنة، ولكن هي قضية الإسلام وقضية الحق، قضية الإنسانية، فبالتالي عندما ترون أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تقاتل اليوم مع فلسطين أو اليمن أو لبنان أو العراق، فبالتالي هي دول ذات طابع شيعي غالب، ومع ذلك يقاتلون ويتحملون تبعات ذلك ويقدمون أسمى الشهداء، ونحن في لبنان قدمنا سماحة السيد الشهيد الاسمى السيد حسن والسيد هاشم ومع ذلك نحن مستعدون أن نقدم أكثر في مواجهة هذا العدو. من قال إن القصة قصة إسلام؟. اليوم العالم كله يسير مع القضية الفلسطينية، هذه المسيرات التي تنطلق في بريطانيا وفي فرنسا وفي المانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية كلها تحول القضية الفلسطينية لكي تخرج من إطار القوقعة التي يحاولون أن يضعوها فيها لتصبح في الإطار الإنساني ككل.
س- نريد أن نذكر أن الإمام الخامنئي أرسل رسالة خاصة للشباب في الولايات المتحدة الامريكية والغرب خاطبهم فيها وبيَّن لهم الصراع وحقيقة الصراع ودور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الكيان الصهيوني بعد هذه التظاهرات وحركة الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية نصرة لغزة ورفضاً للإبادة الجماعية التي يقوم بها العدو الصهيوني في قطاع غزة، سماحة الشيخ في بداية الحلقة تحدثت عن أن الإمام الخامنئي أصل لهذا المفهوم الوحدة الإسلامية على المستوى الفكري، وأيضاً كان له مساهمة عملية من خلال رعاية أطر معينة تعمل في مجال الوحدة الإسلامية تجربتكم في تجمع العلماء المسلمين كيف يمكن أن نفهم مستوى الرعاية التي يقدمها الإمام الخامنئي لكل الأطر التي تعمل في مجال التقريب بين المذاهب وفي مجال الوحدة الإسلامية؟.
ج- الإمام الخامنئي يرعى تجمع العلماء المسلمين رعاية مباشرة ويتابع أخباره، وهناك تواصل دائم معه، وأنا أنقل هذه الحادثة لأبين رأيه بتجمع العلماء المسلمين، في جلسة كنا متشرفين بلقاء سماحة السيد القائد، وكان بهذه الجلسة يوجد قادة الجمهورية الإسلامية وعدد كبير من العلماء الأفاضل والسماحة، كانت جلسة خاصة بحدود أربعين أو خمسين شخصاً، فتوجه سماحته لهؤلاء المسؤولين وقال لهم “نحن نتحدث عن الوحدة الإسلامية نظرياً، أما هؤلاء فيطبقونها عملياً”. أنا تأثرت كتيراً بهذا المديح من قبل سماحة السيد القائد والذي يعتبر فيه أنه بالنهاية الوحدة ليست مجرد فكرة نظرية، الوحدة هي فكرة عملية ممكن أن تطبق في كل أنحاء العالم الإسلامي، لذلك قال لنا في مرة أن هذه التجربة هي تجربة نادرة يجب أن تعمم على كل أرجاء العالم الإسلامي، تجربة تجمع العلماء المسلمين، لو كان كل العلماء المسلمين في كل أقطار العالم الإسلامي يعملون متلما نعمل، يجتمعون يومياً وأسبوعياً وشهرياً ونقيم الاحتفالات المشتركة.
منذ يومين كنا نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف، أحييناها بالقرب من مقام السيد الشهيد السيد حسن نصر الله وخرجنا من المجمع هناك، مشينا سيراً على الأقدام بمسيرة باتجاه مقام السيد حسن، وهناك دعينا مع بعضنا البعض دعاء الوحدة وأقسمنا على العهد أننا سنبقى في نهج الإسلام المحمدي الاصيل نهج الوحدة الإسلامية، دعم المقاومة ودعم سلاحها حتى تحقيق النصر المبين بإذن الله.
س- هل هناك أطر إسلامية أخرى في العالم الإسلامي يرعاها الإمام الخامنئي سماحة الشيخ يرعاها رعاية خاصة ويهتم بها؟
نعم حتى هو في كثير من الأحيان في الأماكن التي لا يوجد فيها عمل وحدوي مشترك بين علماء، يدعوهم لتأسيس هكذا أعمال مشتركة، وأن يأخذوا من تجربة لبنان قدوة بهذا الموضوع.
س- سماحة الشيخ حسان عبد الله وصلنا إلى الفقرة الأخيرة في برنامجنا فقرة السجل الذهبي نترك الكلام لحضرتك لتعبر عن الإمام الخامنئي بما يجول به الفكر والقلب.
بسم الله الرحمن الرحيم سماحة السيد القائد هو فرصة نادرة لهذه الأمة من أجل أن تستفيد من علمه وفهمه وقيادته، هو الحامل لراية الإسلام في هذا العصر، هو قائد الأمة الإسلامية في هذا العصر، لا يوجد إمكانية للانتصار للأمة الإسلامية إلا من خلال قائد واحد، أمة واحدة، إذا كنا أمماً مختلفة لن ننتصر. لذلك أدعو جميع أبناء الأمة الإسلامية لكي يكونوا في إطار واحد بقيادة الإمام الخامنئي نحو تحقيق النصر النهائي ودخول المسجد الأقصى، ونصلي جماعة هناك بإمامته بإذن الله تعالى.
