حبر على ورق

حبر على ورق 511

بقلم غسان عبد الله

قتلة

مُرَّةٌ أوطانُنا بركانُها لا يَستقِرُّ. ‏أطلقوا الآلافَ للقتلِ.. ‏وكمْ ذا جاهلٌ فيهمْ وغِرُّ.. ‏علَّموا الأطفالَ قتلَ الأمهاتْ.. ‏ثمَّ قالوا: إنَّ هذا القتلَ بِرُّ.. ‏فجَّروا الأوطانَ والأهلَ، ‏وما رفّتْ عيونُ الحِقدِ فيهِمْ.. ‏ما اقْشَعَرُّوا.

الوقت يمر

الشِّعْرُ الضَّوءُ وفيْضُ الحبِّ الشفّافِ تدلّى.. والمرأةُ وجهُ الصُّبحِ، وسرُّ النُّورِ الكامن في الرُّوحِ تجلّى.. ترسمُ عرْسَ الطَّيفِ أمامي، تدنو إنْ قلتُ: نعَمْ.. تنأى، إنْ قالتْ لي: كلَّا.. وأنا أتبعُها كالطِّفلِ: أسيّدتي الوقتُ يمرُّ، العمرُ يمرُّ، السّاعةُ ترقبُنا، مهْلاً.. مهْلا.

إيمان

معَ الإيمانِ لا فَقْدٌ لديْنا فَقَدْنَا قبلَ أهلينا البلادَ.. وقهوةُ صبحِهِمْ دَيْنٌ عليْنا ونحفظُ بالودادِ لهمْ ودادَا.. سنذْكرُهُمْ تَذَكَّرَنا يَدَيْنا.. فذكراهمْ أحقُّ بأنْ تُعَادَ.

حسن ظن

يا ويحَ مَنْ أسعدتْني.. مِنْ حُبِّها كَمْ سقتْني.. كمْ حمَّلتني وروداً.. كمْ بالنَّدى أمطرَتْنِي.. لكنَّها اليومَ غابَتْ.. تبقى، وإنْ غيَّبتنِي.. عيونُها في عيوني.. بكلِّ سهمٍ رمتْني.. هذا عتابُكِ.. ظنٌ.. لكنْ سأحسِنُ ظنَّي.

صيفٌ وشتاء

إنْ حلَّ الصَّيفُ أردنا برْدَ شتاءٍ ودَّعناهُ، وقلْنا: ما أثقلَ هذا الضَّيْفْ!.. أوْ جاءَ شتاءٌ، أخْرجنا كلَّ ملابِسِنا، والبْردُ يُحاصِرُ أطرافَ الأحرفِ والأحباب.. حَلُمْنا بالصَّيْفْ.. تلكَ هيَ الرِّحلةُ.. كلُّ فصولِ العمْرِ تداعت في عالمِنا المتذبذبِ هذا، عالمِنا المرعبِ، حينَ يدمِّرُهُ الإِنسان الأعمى، نبحثُ عن مأوى، لكنَّا سنظلُّ الأسرى: نقتاتُ الحلْمَ، ويسحقُنا الواقعُ، ثمَّ نُغادِرُ رحلتَنا كالطَّيْفْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *