روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 511

ابن الرومي ـ رثاء

بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي

 فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي

بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى

 فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي

ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها

 من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ

تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي

 فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ

على حينَ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ

 وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ الرُّشدِ

الظاهري ـ موعد

أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي

 كأن لم تري قبلي معنىً ولا بعدي

نوالاً كرجع الطرف أعجله القذى

 وضناً كضن الجفن بالأعين الرمد

فمن بك مشتاقاً إلى نجح موعدٍ

 فها أنا مشتاق إلى خلف الوعد

فلا خلف إلا بعد توكيد موعدٍ

 ولا وعد إلا عن صفاءٍ من الود

اسماعيل صبري ـ مورد عذب

أجَل أنا مَن أَرضاكَ خلّاً مُوافِياً

 وَيُرضيكَ في الباكين لو كنتَ واعِيا

وَقلبِيَ ذاك المَورِدُ العَذبُ لم يَزَل

 كَما ذُقتَ منه الحبُّ وَالوُدَّ صافِيا

سِوى أَنَّه يَعتادُه الحُزنُ كلَّما 

 رَآكَ عن الحَوضِ المُهَدَّدِ نائِيا

وَيَعثُرُ في بعض الخُطوب إذا مشى

 إلى بعض ما يَهوى فَيرجِعَ دامِيا

حازم القرطاجني ـ حبيب

أَجدَّتْ بمَنْ أهوى بكوراً ركائِبه

 فَلَيلي مقيمٌ ليس تسري كواكبُه

كأنَّ بشُهْبِ الأُفق ما بي فكلُّها 

 يحاذرُ أن تخفيه عنه مغاربه

تطاولَ ليلي عندما شطَّتِ النوى  

 بمَنْ بسناهُ كان تُجْلى غياهبه

حبيب نماهُ للغزالةِ لحظُهُ

 ولكنْ سناه للغزالة ناسبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *