محليات

بعد كلام براك الواضح وغير الملتبس هل يستمر العهد في الرهان على الوساطة الأمريكية؟!!

بقلم محمد الضيقة

وقال بأن واشنطن لن توافق على تسليح الجيش اللبناني إلا بما يسمح له بالانخراط في حرب أمنية فقط، أي لقتال المقاومة، هذه الصراحة المطلقة قد نزلت كالصاعقة على حلفاء واشنطن الذين كانوا يستشعرون بما ادعوه هؤلاء من أن الإدارة الأمريكية هي وسيط مضمون.

أوساط سياسية أشارت إلى أن مواقف المبعوث الأمريكي توم براك، أعقبت مواقف نتنياهو الذي أكد على أن المنطقة قادمة في العام المقبل على حروب عديدة وتوعّد فيها لبنان بعام حاسم إذا لم تلجأ الحكومة إلى تجريد المقاومة من سلاحها.

هذا التطابق في المواقف بين إدارة ترامب والعدو الصهيوني تؤشر إلى أن واشنطن لا نية لها بتاتاً بإلزام إسرائيل بتنفيذ القرار 1701، وهذا يعني أن الحكومة اللبنانية باتت أمام خيارات صعبة، حيث لم تعد تملك بعد مواقف براك أي ذريعة لمطالبة المقاومة بتسليم سلاحها.

وأضافت الأوساط أن من كان لديه أوهام بالنوايا الأمريكية عليه قراءة الواقع وتلّمس الأداء الأمريكي بعد العدوان الصهيوني على قطر أقرب حلفاء واشنطن في منطقة الخليج، معتبرة أن الموفد الأمريكي قد أكد لمن يتوهم من الذين يدافعون عن الدور الأمريكي على أنه لا سلام في المنطقة وأن بلاده تدعم بلا أي تردد مشروع نتنياهو “إسرائيل الكبرى” الذي يقع لبنان، كل لبنان بكل طوائفه ضمنها.

وجزمت الأوساط أنه بعد هذه المواقف الأمريكية بأن لا واشنطن ولا الكيان الصهيوني يريد سلاح المقاومة، وكل هذه البروباغندا التي مارسوها طوال أشهر ما هي إلا مجرد ذريعة لإرباك الشارع اللبناني إلى درجة دفع هذا الشارع نحو الانفجار وإغراق لبنان في حرب أهلية.

وكما يبدو – تقول هذه الأوساط – أن هذا الخيار هو الذي تسعى إليه إسرائيل وإدارة ترامب، متسائلة عن الدوافع الصهيو/أمريكية على التأكيد كل يوم من أن المنطقة تعيش مواجهة منخفضة، وهي مجرد وقت ضائع بين حربين قبل اندلاع المواجهة الكبرى، وهذا ما تؤشر إليه – كما تؤكد هذه الأوساط – المواقف الأمريكية، حيث لم تكن مجرد تسريبات أو حديث في الغرف المغلقة، وإنما مواقف لا تحتمل أي التباس، الأمر الذي سيفرض على الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية إجراء مراجعة جدية وحقيقية تضع في أولوياتها المصلحة اللبنانية العليا، خصوصاً في مسألة حصر السلاح، وعلى السلطة وتحديداً رئاسة الحكومة المشغولة بكيفية منع ظهور صورة الأمينين العامين الشهيدين لحزب الله على صخرة الروشة بالتحرر من التزاماتها لواشنطن والالتفات إلى المخاطر التي بشَّر فيها براك، وانقلابه على ما تعهد به أمام الرئيس نبيه بري بالحصول على تنازلات من إسرائيل، على قاعدة “الخطوة مقابل خطوة”.

ونصحت الأوساط من ينتظر إيضاحات أو مواقف مختلفة عن الأجواء الصادمة التي تركها كلام براك، عليه أن لا ينتظر، لأن الموقف الأمريكي هو بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة عدوانها على لبنان حتى لو سلمت المقاومة سلاحها، لأن استراتيجية العدو باتت واضحة وثابتة، العمل على إبصار “إسرائيل الكبرى” النور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *