الذكرى 32 لتأسيس المركز الإسلامي للإعلام والتوجيه والذكرى العاشرة لرحيل مؤسسه الشيخ سليم اللبابيدي
أقام المركز الاسلامي للإعلام والتوجيه ندوة اعلامية بعنوان دور الاعلام الحر في دعم القضية الفلسطينية والوحدة الاسلامية ضمن فعاليات الـ 32 سنة “جذور راسخة.. عطاء متجدد”.
حضر الندوة رئيس الهيئة الادارية لتجمع العلماء المسلمين الشيخ الدكتور حسان عبد الله، ونائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله الحاج محمود قماطي وسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد مجتبى أماني، والعميد سمير أبو عفش ممثلاً لسفير دولة فلسطين في لبنان والعديد من الإعلاميين والسياسيين ورجال الدين.

بعد تلاوة القرآن والنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني تقدم الأمين العام للمركز الإسلامي الشيخ محمد اللبابيدي بتقديم الندوة والتي شرح فيها الفترة الزمنية التي مر بها المركز والثوابت التي تأسس عليها المركز مع الراحل الشيخ سليم اللبابيدي قائلاً: “على هذه المبادئ عمل شيخُنا الراحل، آمَنَ بها وعلّمَنا إيّاها. رحل عنّا بالجسد، لتبقى الرسالة. واليوم، ومع الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس المركز الإسلامي للإعلام والتوجيه، نُطلق معكم فعاليات: جذورٌ راسخة.. عطاءٌ متجدّد.

أولى الكلمات كانت للحاج قماطي تحدث فيها عن أهميه الإعلام الذي هو السلاح الأول في مواجهه العدوان والسلاح الأول في مواجهة النفاق والكذب والرياء والتضليل والخداع قائلاً: “يكفي أن هذا الإعلام اليوم كما أنه هو الذي يضيء على الحقائق وعلى الواقع كما هو، بينما التضليل الإعلامي الذي يغيب الحقائق ويقلب الحقائق ويشوه الحقائق هو اليوم المدعوم مالياً من دول النفاق ودول الهيمنة والغطرسة والطاغوت الدولي” ثم توجه بالشكر إلى الإعلاميين “الذين صمدوا أمام الإغراء وصمدوا أمام التهديدات وما يزالون من أصغر موقع إلى أكبر موقع” وختم بعرضٍ لآخر التطورات السياسية في لبنان متناولاً موضوع الاعتداءات الإسرائيلية واستهداف المدنيين خاتماً حديثه عن آخر تطورات الوضع الفلسطيني مؤكداً احترامه وتقديره لموقف السلطة الفلسطينية التي اليوم وقفت إلى جانب المقاومة في موقفها الإيجابي أيضاً للمقاومة من حماس إلى الجهاد الإسلامي إلى كل الفصائل فصائل المقاومة التي وافقت على الورقة مع ما فيها من مطبات “لأن شعبنا في فلسطين يحتاج إلى شيء من التقاط الأنفاس ويحتاج إلى الدواء وإلى الغذاء وإلى كل شيء وبالتالي أيضاً إلى الأمان.

ثم كانت كلمة المقاومة الفلسطينية قدمها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأستاذ هيثم أبو الغزلان: بدأها بتجديد العهد مع “الشهداء جميعاً مع الذين ارتقوا في ميادين الجهاد، ومع الجرحى الذين جعلوا من الألم عزيمة، ومع الصامدين في غزة والضفة والقدس والجنوب، هؤلاء هم ضمير الأمة وحراس وعيها، دماؤهم تكتب سيرة العزّة، وتفتح للأجيال درب النصر” وأضاف قائلاً: في الذكرى الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، نقف أمام قامةٍ حملت راية القدس بثباتٍ وإيمانٍ لا يتزعزع، قاد المقاومة بوعيٍ وبصيرة، وجعل من الشهادة طريقًا للعزّة، فصار بدمه علامةً على صدق الوعد وخلود النهج. وفي تشرين الأول، نستعيد صوت الدكتور فتحي الشقاقي، ذلك المفكر والقائد الذي جعل من الكلمة بندقية، ومن الوعي جبهة، ومن الوحدة طريقًا إلى التحرير.
رحل الجسد… لكن فكره باقٍ في وجدان المقاومين، وفي كلّ من يرى في فلسطين معيار الصدق والإيمان. وختم قائلاً: “المفتي الراحل الدكتور سليم اللبابيدي، جمع بين نور العلم وشجاعة الموقف، وأثبت أن الفتوى حين تعانق الميدان تتحوّل إلى فعلٍ مقاومٍ يغيّر وجه التاريخ. كانت حياته درسًا في الصدق، وشهادته وصيّةً للأمة أن تكون حاضرةً في المعركة، لا على هامشها”.

الشيخ الدكتور حسان عبد الله رئيس الهيئة الادارية لتجمع العلماء المسلمين قال في كلمته:
الحقيقة عندما نريد أن نتكلم عن الشيخ سليم اللبابيدي خصوصاً عندما أريد أنا أن أتكلم عن الشيخ سليم اللبابيدي، فأنا أتكلم عن مسافة من العمر تمتد الى العام 1979.
نحن مفترض أننا نعمل على تحفيز الأمة نحو الجهاد ونحو القتال، وهنا نقطة خلاف إلا أنه أصر على أنه لا بد من أن نقود في البداية نحن العمليات الجهادية، ثم بعد ذلك يستلم الشباب ويمارس العمل الجهادي، وفعلاً أسس مركزية للعمل العسكري في كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية. أذكر كان عاملاً غرفة عمليات وكان يقود عدداً قليلاً من الشباب في تلك المرحلة، ويذهبون ليرابطوا على المحاور التي كانت موجودة بالمتحف والأسواق التجارية وإلى ما هنالك، وفي نفس الوقت كانوا يرابطون على المحاور مع العدو الصهيوني.
في البداية كان تجمع العلماء المسلمين يخوض العمل السياسي المباشر والعسكري إلى حدٍ ما، في ظل أن حزب الله كان في تلك الفترة يعمل في الخفاء، ونحن نتكلم عن شخصية تاريخية لا بد أن نحكي بالتاريخ بحقيقته.
كان حزب الله موجوداً فعلاً ولكن ليس بشكل علني، إذا أراد أن نتظاهر فكان يطلب من تجمع العلماء المسلمين أن نقترح الدعوة للمسيرة، فيقوم تجمع العلماء المسلمين ويدعوا إلى المسيرة.. هناك عدة مسيرات قمنا بها، أذكر مثلاً مسيرة باتجاه السفارة الفرنسية استنكاراً لقصف طائرات “السوبر إتندار” لثكنة الشيخ عبد الله، هذه المسيرة قادها تجمع العلماء المسلمين. بعض الناس عندما يعرضون للتاريخ يلغون تجمع العلماء المسلمين ويقولون إن المقاومة قادت، نحن فداءٌ المقاومة وليس لدينا مانع أبداً أن يكون كذلك.
في نفس الوقت، نذكر اتفاق السابع عشر من أيار، في تلك الليلة التي كان يريد العدو الصهيوني مع أمين الجميل وليس مع لبنان أن يوقع اتفاق السابع عشر من أيار اجتمع ثلة من العلماء من بينهم الشيخ سليم اللبابيدي، قالوا ماذا نفعل؟ هل نترك العدو الصهيوني يذهب ليوقع مع أمين الجميل اتفاقاً، ويوصم لبنان بأنه تصالح مع العدو الصهيوني، أم يجب علينا أن نقوم بفعل ما. فكانت فكرة إقامة اعتصام في مسجد الإمام الرضا عليه السلام في بئر العبد في مواجهة اتفاق السابع عشر من أيار، في ذلك الوقت حشدت الدولة اللبنانية عسكرها وأطلقت النار على المعتصمين، واستُشهد محمد نجدي وجُرح عدد كبير منهم ولكن سقط اتفاق السابع عشر من أيار.

من ضمن مشاريع عدّة مشروع المركز الإسلامي للإعلام والتوجيه هو مشروع الشيخ سليم اللبابيدي الذي يكمله أولاده محمد ومحمود العلماء الطيبين الطاهرين والذين هم أولادي، وأنا أتعامل معهم على أساس أنهم أولاد الحبيب وأولادي، أكملوا هذا المشروع.
المبادئ التي تبناها الشيخ سليم اللبابيدي هي المبادئ التي يتبناها تجمع العلماء المسلمين،
أولاً: الدعوة للإسلام المحمدي الأصيل.
ثانياً، الدعوة للوحدة الإسلامية كطريق لأجل الوحدة الوطنية.
ثالثاً، دعم المقاومة وكل حركات الجهاد التي يقوم بها المستضعفون ضد كل المستكبرين.
رابعاً، لا عدو لنا في أمتنا سوى العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة. هذه هي المبادئ التي نحن نؤمن بها، وهي المبادئ التي كان عليها سماحة الشيخ سليم اللبابيدي وهذه هي المبادئ التي سنحيا وسنجاهد وسنضحي وسنستشهد في سبيلها إن شاء الله والحمد لله رب العالمين.

كلمة العائلة كانت مع نجل الراحل سماحة الشيخ محمود اللبابيدي: الذي تحدث عن توصيات الراحل لأبنائه التمسك بالوحدة الإسلامية وأن تجمع العلماء المسلمين في لبنان أقدس تجربة وحدوية في تاريخنا الحديث. القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة وكل فلسطين دون أي تنازل. الثبات والتمسك بخيار المقاومة بكل أشكالها. التمسك بالسلاح وعدم التنازل والتخلي عن السلاح. نجدد العهد مع المقاومة وقائدها وفاءً للسيد الراحل وعهداً مع الشيخ الأمين. نشكر من أضاء سماء الكيان بنجوم الخير شكراً للجمهورية الاسلامية الإيرانية ولليمن السعيد.

ممثل حركة النجباء العراقية في لبنان الإعلامي علاء حسن: كانت له أيضاً مشاركة في الحفل حيث ضمّن كلمته بدايةً بالحديث عن فقيدنا سماحة الشيخ سليم اللبابيدي رحمه الله وأعلى مقامه. قائلاً: “عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ألا أخبركم عن الأجود الأجود؟ الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم وأجودكم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة واحدة”. والمرحوم الشيخ سليم كان مصداقاً للعالم العامل الذي لا يكل ولا يمل رغم الضغوط الأمنية وشظف العيش، إلا أنه كان مصراً على متابعة السير. نسأل الله له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته بجوار النبيين والصديقين والشهداء. ثم تحدث عن دور الإعلام قائلاً: إن الإعلام ليس صناعة الرأي العام بقدر ما هو القاء حجة على قدر عقول المتلقيين. فعن رسول الله (ص): أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.

مشاركة لمجلة البلاد الإلكترونية مع رئيس تحريرها الأستاذ الشاعر غسان عبد الله:
أوضح في مداخلته مجيباً عن عدة أسئلة تتعلق في العمل الإعلامي حول المقصود بالإعلام الحر؟ كيف يدعم الإعلام الحرّ القضية الفلسطينية؟. كما تناول الحديث عن دور الإعلام في تعزيز الوحدة الإسلامية.. مختتماً حديثه بتوصيات عملية حول ماذا يجب أن يفعل الإعلام الحرّ والمجتمع؟.

مسك الختام كانت مع الدكتور بلال اللقيس المحلل السياسي حيث تحدث عن وجود “فرصة هي أن هذا المزاج العالمي كيف يمكن أـن نحوله إلى موقف كي يصبح فاعلاً لاحقاً معتبراً أن هذه اللحظة حاسمة تحتاج إلى عمل استثنائي على مستوى الإعلام. وقال إن النظام الدولي يتغير فبالتالي الإسرائيلي يريد أن يستعجل فينجز تحولاً في المنطقة قبل المشهدية الدولية أن ترتسم بغير صالحه” معتبراً أن: “البنية الإقليمية نتيجة الجهد الإيراني بشكل أساسي صار فيها حرارة بين إيران والسعودية إيران ومصر إيران وتركيا إلى حد ماط.. وأضاف: “أن صمود قوى المقاومة تجعل الإسرائيلي يفكر أنه إذا لم ينجز ما يريد خلال السنتين فبالتالي ستستعيد هذه القوى الذكية قدرة المبادرة لاحقاً وتتثبت وجودها وستعمل بطريقة أفضل مؤكداً أن وضع المجتمع الاسرائيلي الداخلي نتيجة الأزمات التي تصيبه وبالتالي إذا لم يصل إلى مبتغاه فلن يتمكن لاحقاً لأنها الفرصة الذهبية.
وختم بالقول: “في ظل وجود ترامب أمريكا ستكون مضطربة لذلك هناك سنتان هما الأهم في تاريخ الصراع الجاري منذ السابع من تشرين فإذا أحسنا فيهما الصمود وتبيان موقفنا ورأينا إلى جانب الدماء التي نبذلها أعتقد سنعبر وسيكون لنا الكلمة بإذن الله والتأثير المطلوب على المستوى الدولي فضلاً عن المستوى الإقليمي”.
