حول موضوع دراسات واستهداف سيارة على طريق زبدين – النبطية
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري، وناقشت الأوضاع المستجدة على الصعيد السياسي في لبنان والمنطقة، وصدر عنها البيان التالي:
في الوقت الذي يعربد فيه العدو الصهيوني في سماء لبنان، ويترصد المواطنين ليقتلهم على الطرقات كما فعل اليوم، باستهدافه لسيارة على طريق زبدين النبطية، والتي كان يستقلها الجريح الضرير بسبب تفجيرات البيجر حسن عطوي، وتقودها زوجته المجاهدة زينب رسلان، ما أدى لاستشهادهما معاً، يصر رئيس الحكومة نواف سلام على معاداة جمهور المقاومة والترصد له للضغط عليه كي ينفذ إرادة العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، عبر طرحه اليوم سحب ترخيص “الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات”، بسبب أنها من طلب ترخيص إقامة النشاط على صخرة الروشة. إن قلة العقل والكيدية السياسية لدى رئيس الحكومة تجاوزت كل حدود، وهو يذكرنا بالحكومات الاستبدادية في العالم، ويريد أن ينقل إلينا أساليب الحكومات الديكتاتورية من منع النشاطات الفنية وقمع حرية الرأي والتعبير، وهذا ما لا يمكن أن يتناسب مع لبنان، بلد الحريات الإعلامية والسياسية، ويستحيل أن يتحول لبنان إلى جمهورية موزٍ يحكمها حاكم مستبد يريد فرض رأيه على الشعب، وإلا فإن السجن والإقصاء والتغييب سيكون البديل.
إننا في تجمع العلماء المسلمين ننصح مجلس الوزراء اليوم أن يكون على قدر المسؤولية ويضع حداً لتهور رئيس الحكومة ونقله لبنان من بلد الإشعاع والنور وبلد الديمقراطيات والحريات إلى بلد الحكومة البوليسية والقمع الجماهيري، ونتمنى على فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بصفته حامياً للدستور الذي كفل حرية الرأي والتعبير، أن يمنع انزلاق الأمور نحو مواجهة مع الجماهير سيكون مصيرها سقوط الحكومة والحكم لا محالة. ونسأل فخامته: أليس من الأجدى أن تتصدى الحكومة اليوم إلى موضوع الاغتيالات المستمرة لأبناء الوطن في أكثر من منطقة، بدلاً من الذهاب إلى مطالب وقرارات تضرب السلم الأهلي؟!! أليس من الأفضل أن يُدْرَس مشروع إعادة الإعمار لما هدمته الحرب كما وعد في خطابه الرئاسي؟ أليس من المفترض أن يسعى من أجل تحرير الأراضي واستعادة الأسرى كما وعد أيضاً في خطابه الرئاسي؟ أين هي هذه الوعود؟!!.
وفي نفس السياق صدر عن وزير اللا عدل عادل نصار قراراً يقيّد حركة كُتَّاب العدل ويفرض أموراً تتطلبها الولايات المتحدة الأمريكية للتضييق على الحركات التي تقف في وجه استعبادها للشعوب ونهب ثرواتها، خصوصاً وأن تفسيرها للإرهاب يتناقض كلياً مع التفسير الموضوعي الذي يُخرج المقاومة من هذا العنوان ويعتبره حقاً مشروعاً للشعوب فيما تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية إرهاباً تلاحق الشعوب على أساسه.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئتنا الإدارية ومناقشة المستجدات على الساحتين المحلية والاقليمية نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على استهداف سيارة المواطن الجريح الضرير بسبب البيجر حسن عطوي، ما أدى إلى استشهاده مع زوجته التي تقود السيارة المجاهدة زينب رسلان، ويطالب الحكومة اللبنانية بموقف واضح من هذا العمل الإجرامي ورفعه إلى المؤسسات الإنسانية والدولية لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد العدو الصهيوني.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام رئيس الحكومة نواف سلام بوضع مسألة سحب ترخيص جمعية رسالات على جدول أعمال مجلس الوزراء، والذي يشكل سابقة في تاريخ لبنان – بلد الحريات -، ويحوله إلى بلد من بلاد الديكتاتوريات التي لا تقيم وزناً للحريات الإعلامية والصحفية، ولا تسمح للشعوب بالتعبير عن رأيها، وهو مخالفة واضحة لشرعة حقوق الإنسان العالمية.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام وزير العدل عادل نصار على إصدار مذكرة تلزم كُتَّاب العدل بإجراءات من أجل إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية، مع أن مسألة التعريف الأمريكي للإرهاب مخالف لكل قواعد شرعة حقوق الإنسان، إذ أنها تعتبر المقاومة إرهاباً، وبالتالي فإن هذا القرار سيؤدي إلى التضييق على المقاومين ويجب العمل على إلغائه فوراً.

رابعاً: يعلن تجمع العلماء المسلمين تأييده لقرار حركة حماس في ما خص المشروع الذي قدمه ترامب لحل مسألة غزة، ويأمل أن تصل المحادثات التي ستعقد في شرم الشيخ إلى وضع حد للإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهل غزة، والبدء بانسحاب القوات الصهيونية من غزة، وعودة الحياة إلى طبيعتها ومعالجة آثار العدوان.
