روائع الشعر العربي 514
حفني ناصف ـ الصبر على الحب
| واســتَبْقِ نفسـكَ من حبٍ تزاولهُ | وْأســفْ على عُمــرُ ضيعتهُ فيهِ | |
| ما في الصباباتِ والأهــواءِ منفعة | إذا غـدا الصبّ والمحـبوبِ جافيهِ | |
| قــد تَيَّمتك مهـاةٌ تزدري قمـراً | والحسـنُ في وجههـا تمت معانيهِ | |
| وأوقدت في صميمِ القلبِ نار هوى | وجـرَّعَتْكَ كؤوسَ الصدّ والتيـهِ | |
| فاصبر على الحب إن لم تستطع بدَلاً | والصبّ أيسـرُ ما في الصبرِ يكفيهِ |
المعتضد بن عبّاد ـ حالُ الهوى
| لله درُّ الحـبِّ مــاذا يصنـعُ | يعنو لــه مُلْكُ الزمانِ ويخضعُ | |
| للحب ســلطانٌ عظيمٌ شــأنُهُ | مهمــا يقل قولاً فقلبي يسـمعُ | |
| إن يغر بالهجران مالك مهـجتي | أُقْبِـلُ إليـه بحــالتي أتضرّعُ | |
| ماذا انتفعت بحـالتي عند الهوى | حــالُ الهوى أبداً أجلُّ وأرفعُ |
أبو العتاهية ـ قضاءٌ وقدر
| لَعَمْـــرُ أَبــي لَو أَنَّني أَتَفَكَّرُ | رَضيتُ بِما يُقْضى عَلَيَّ وَيُقـْـدَرُ | |
| تَوَكَّل عَلى الرَحمَنِ في كُلِّ حاجَةٍ | أَرَدتَ، فَـإِنَّ اللهَ يَقضي وَيَقـدِرُ | |
| مَتى ما يُرِد ذو العَرشِ أَمراً بِعَبدِهِ | يُصِبهُ وَمــا لِلعَبدِ مــا يَتَخَيَّرُ | |
| وَقَد يَهلِكُ الإِنسـانُ مِن بابِ أَمنِهِ | وَيَنجو لَعَمـرُ اللهِ مِن حَيثُ يَحذَرُ |
الحارث الحضرمي ـ أجلٌ محتوم
| أَلَم تَرَ أَنَّ الصِدقَ في القَـولِ واضِحٌ | أَما إِنَّ خَيرَ القَولِ في الناسِ صادِقُهْ | |
| وَما مِن فَتىً في الناسِ إِلا يَســوقُهُ | إِلى المَوتِ يَومٌ لا مَحالَةَ ســائِقُهْ | |
| لَهُ أَجَلٌ ســـــاعٍ لَهُ لا مُؤَخَّراً | إِذا جاءَ مَحتوماً وَلا هُوَ ســـابِقُهْ | |
| وَكُلُّ فَتىً يَومـــاً وَإِن ضَنَّ رَغبَةً | بِصاحِبِهِ لا بُدَّ يَومــاً مُفــارِقُهْ |
