عبرة الكلمات 515
بقلم غسان عبد الله
أنتَ الهوى (إلى السيد حسن)
لصوتكَ لحنُ البهاءِ حين أغيبُ وحين أعود.. أخرج من رأسي لحظةً كي أعود إلى رشدي.. أو عد إليه.. ولا تخرج.. ليعود إليّ رُشدي.. فيكَ ارتقائي.. ونسيمٌ عليلٌ هواكَ.. وبردُ أنسٍ لقلبي إذا ما شَكا لَفحةً من هَجيرْ.. وصوتُكَ آيةٌ.. ولثغةُ الرّاءِ منك آياتٌ.. ووجهُكَ فلقةُ بدرٍ منير.. وأنتَ المليكُ لقلبي المحب.. وأنتَ الهوى المشتهى.. أعيشُ لأجلِكَ.. أموتُ لأجلكَ.. لأجلكَ أستقيل.. وأنتَ بدايةُ الهوى والمنتهى لفصول الحزنِ.. أنتَ تعاقُبُ الفصول.
بيننا………
بَيْنَنا تَزدَحِمُ الحياةُ وتَتجلَّى (سعيدةً كانتْ أَمْ حزينة).. بيننا ما يَجْعَلُ البَحْرَينِ يَلْتَقِيَانِ.. بيننا أُناسٌ لا يَعْرِفُونَنا وملائكةٌ يعرفوننا.. بيننا ما رأيناهُ دائماً ذاتاً واحدة.. وما نراهُ الآنَ يَدْعُو للسُّقوطِ مِنْ شُرفاتِ الحلمِ على صخورِ الخوفِ والقُنوط… تُهَدِّدُنا نملةٌ تَمُرُّ مِنْ إحدى الزّوايا… قِطّةٌ تبحثُ عن زادِها في الليلِ.. أشياءُ ليسَ لها أسماء.. تُهَدِّدُنا أجملُ اللحظاتِ وأعذبُ القصائد.
من أنتَ (سيّدي)
مَنْ أنت حتى تحتمي فيك الطبيعةُ، تورقُ الأشجارُ حين يرفُّ صوتُك باتّجاهِ الغيمِ تنتبهُ العيونُ ويعزفُ الشعراءُ ألحانَ القصيدةِ في بكاءٍ لفَّهُ وجدٌ مقيمْ، فكأنَّ ميراثَ الأغاني قد تجمَّعَ في صباحٍ، فوقَ آنيةٍ تعطِّرها يداكَ من النبوءةِ والسلامْ.. ما كانَ لي أن أعرفَ الأسرارَ أنْ أمشي سراديبَ التصوّفِ مرَّةً حتّى رأتْ فيكَ المدائنُ سرَّها، ومشتْ على قلبي تجرُّ بصوتها ليلَ النعاسْ.. فمشيتُ نحوكَ شاعراً ثملاً يقلّبُ ليلَه ليلاً، ويسمعُ نبضَكَ المرسومَ في كلِّ اتِّجاهْ.. حتى كأنَّ القلبَ يدركُ أنَّهُ مِنْ روحِكَ المجبولِ في هذي الغيوم وهطلها الملتفِّ في ثوبِ الغمامْ.
شجن
لأنني عاشقٌ من توقٍ وسنابل أفتتح حصاد الروح بالدموع.. أبكيك.. وأبكيني.. فكلانا متعب بما يكفي لكي يوزع أشجانه على قبيلة من العشاق.
