روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 517

عبد الله بن المبارك ـ الصديق

إذا صاحبتَ في الأسفار قوماً

 فكن لهم كذي الرحمِ الشفيق

بعيبِ النفس ذا بصَرٍ وعِلـمٍ

 عَمِيَّ القلب عن عَيبِ الرفيق

ولا تأخــذ بعثَرةِ كلّ قومٍ

 ولكن قل هلمّ إلى الطريق

فإن تأخذ بهفوتهــم تمَلّ

 وتبقى في الزمان بلا صديق

أسامة بن منقذ الشيزري ـ دعاءُ مظلوم

أدعُــو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ

 دُعَايَ قُـل لِـي عَـلامَ ذَا الغَضَبُ

هَجْـرُكَ لـي ظالمـاً وخَوفُكَ مِن

 دُعَـايَ يَا ظالِمـي هُـو العَـجَبُ

يَدعو لِســاني والقلبُ من وَجَلٍ

 عليكَ أن يُســــتجابَ لي يَجِبُ

وبَعْــدُ مَن لِي لو أَنّ وِزْرَكَ في

 صَحيفتي في المَعَــــادِ يُكتَتَبُ

أبو القاسمِ الشَّابي ـ أحلامُ الشباب

ألا إنَّ أحْلامَ الشَّـــــبابِ ضَئيلَةٌ

 تُحَطِّمُهـــا مثلَ الغُصونِ المَصائبُ

ســألتُ الدَّياجي عنْ أماني شَـبيبَتي

 فقـالتْ تَرامَتْهـــا الرِّياحُ الجَوائِبُ

ولمَّا ســألْتُ الرِّيحَ عنهــا أجابَني

 تَلَقَّفَهــا سَــــيْلُ القَضا والنَّوائبُ

فَصارتْ عَفــاءً واضْمَحَـلَّتْ كَذَرَّةٍ

 على الشَّاطئ المَحْمومِ والموجُ صاخِبُ

بحر بن الحارث ـ شرُّ العيشة

منْ عاشَ خمســينَ حولاً بعدها مائةٌ

 من الســنينَ وأضحى بعْدُ ينتظرُ

وصار في البيتِ مثلَ الحِلْسِ مُطَّرَحاً

 لا يُســتشارُ ولا يُعْطى ولا يذَرُ

ملَّ الحـــياةَ ومـــلَّ الأقربونَ له

 طولَ الحياةِ وشَــرُّ العيشةِ الكَدَرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *