عبرة الكلمات 517
بقلم غسان عبد الله
دَمُ الحَقِيقَة
أَصْغَى وَلَكنْ لم يَجِدْ شَيئاً!!.. فَقَالَ: “أُفَسِّرُ النَّصَّ الغَرِيبَ كَمَا تُفَسِّرُهُ الغَرَابَةُ”.. لم يَجِدْ شيئاً يَدُلُّ على الغَرَابةِ.. هَيَّأَ الأَدَوَاتِ ثانِيَةً وَفَجَّرَ بُقْعَةً أَدَّتْ إلى هَدْمِ السِّيَاقْ.. صَرَخَ: ماذا فَعَلْتُ؟! أعادَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ وهو يردد: أنا أُحَاوِلُ فَلْيَظَلَّ النَّصُّ مَفْتُوحَاً كَأبْوَابِ السَّمَاءِ دَمُ الحَقِيقَةِ لا يُرَاقْ.
حكايات
في الليْلِ تُقْتَرَفُ الحِكَايَاتُ الطَّوِيْلَةُ.. أَيُّها المُصْغِي تَحَمَّلْ! رَيْثَما يَرْتَدُّ مَاءُ الفَجْرِ.. يَمْحُو كُلَّ ما قُلْنَاهُ.. يَغْسِلُنَا مَنَ القِصَصِ القَدِيْمَةِ عِنْدَهَا نَمْضِي لَنَبْتَكِرَ الجَدِيْدَ.. وَنُدْرِكُ أَنَّنَا البَطَلاَنِ في كُلِّ الحِكَايَاتِ التي تَهَبُ الحَيَاةَ لِمَنْ يُتَابِعُهَا وَتُشْعِلُهُ لِيُصْبِحَ كَوْكَبَا.
لا أتخيّل
وَإِنِّي قَرِيبٌ.. أُجِيْبُ النِّدَاءَ المُعَطَّرَ.. قَبْلَ النِّدَاءِ.. ولا أَتَخَيَّلُ أنّي تُرَابٌ تَطَاوَلُ مِنِّي القَصَائِدُ حَتَّى تَصِيرَ نَخِيلا!.. ولا أَتَخيَّلُ أَنِّي مَجَازٌ وَحُبُّكِ فَجَّرَ فِيَّ الحَقِيقَةَ حَتَّى حَمَلْتُ المَجَرَّةَ تَقْطُرُ مِنْهَا الشُّمُوسُ.. وَتَسْكَرُ فيها النُّجُومُ.. ولا أَتَخيَّلُ أَنِّي سَأَغْفُو قليلا!..
زوارق الروح
في وَضَحِ اللُجَجِ الليْلِيَّةِ لا يَصْدِمُنِي الصَّخْرُ وَلاَ آوِي لِجَزِيْرَةِ وَهْمٍ، وَالصَّوْتُ القَادِرُ يَجْعَلُنِي أَزْدَادُ وُضُوْحَاً حِيْنَ تُغَيِّبُنِي ظُلُمَاتُ السَّحَرِ، هذا وَقْتِي وَسَبِيلي الْفِضِّيُّ وَإِنِّي في هَذِي الأَثْنَاءِ أَقُولُ وَأَنَا المَحْمُولُ فَوْقَ زَوَارِقَ مِنْ شَجَرِ الأَنْوَارِ تُنَجِّيْنِي مِنْ سَطْوَةِ أَمْوَاجِ النَّفْسِ وَمِنْ تِيْهٍ يَتَوحَّشُ فِيهَا هِيَ لَيْسَتْ أَهْلاً لِلْمَطَرِ وَزَوَارِقُ رُوْحِي لا تُبْحِرُ إِلاَّ في المَطَرِ!.
