حبر على ورق 517
بقلم غسان عبد الله
صديق
مرحباً…، قالها ومضى، كاشفاً عن هديلِ الفؤادِ الحزينْ.. وجْههُ غربةٌ ويداهُ سراجانِ مِنْ دهْشةٍ والبلادُ صباحٌ يُنوّرُ في رئتيهِ هوىً وحنينْ.. ها يجيءُ إلى قلبهِ مثلما طائرٌ يردُ النّبْعَ في وَلَهٍ ويُغنّي مع الصّبْحِ أغْنيةَ العاشقينْ.. كلّهم رحلوا وهو الآنَ قدّامهمْ، خلفهم هل سيبْكي على روحهِ أم سيبْكي على الراحلينْ؟!. مرحباً. قالها ومضى ساطعاً في يباسِ السّنينْ!!.
الليل
الليلُ كتابُ الضّوءِ وأشْجانُ النّايِ المبْحوحْ.. الليلُ الطافحُ بالورْدِ وأنْسامِ الغبْطةِ شمسُ العاشقِ والمعْشوقِ وآهاتُ المجْروح!.. ها يتْبعني الصّبْحُ إلى شغفٍ والحُبُّ يطيِّرُ في الرِّيحِ، حماماتِ الرّوحْ.. ها فرسُ الغبْطةِ، تَهْبطُ في الغيمِ وتصْهلُ في الديجورْ.. فتفرُّ غزالاتُ الشّوقِ إلى مخْبئها وتَنَافَرُ في الأُفْقِ طيورْ!.. كمْ آنَ لهذا الليلِ الحالمِ أنْ يسْتيقظَ، بحرَ حبورْ؟!.
العاشق
قالَ لي: مرحباً يا أنا… وجْههُ غربةٌ ويداهُ سنا قالَ لي: ها هيَ الأرضُ، ميّالةٌ للغروبِ وهذي السّماءُ مُنى.. ومضى، طافحاً بصباحاتهِ مزْهراً في جَناحِ الهَنَا.. قلتُ في شغفٍ: يا أنا.. أين تمضي طيورُ الفلاةِ إذا الرّيحُ قصّتْ جوانحَها؟!.. قالَ: سوفَ تُحبُّ وتنْهضُ ولْهانةً في يديِّ الونى.. قلتُ: جرحُكَ جرحي وصوتُكَ في القلْبِ زهْرُ القنا.. فمضى ومضيتُ ولمّا ابْتعدْنا كثيراً رأيتُ دمي غيمةً ورأيتُ على وجْههِ نورَ قلبي دنا!.
نهار
وأَطلَّ، من خلفِ الجدارْ… وأطلَّ وجْهاً أو نهارْ… فصرخْتُ: يا ضوئي اقتربْ فبكى… وقالَ: أنا الشّهيدْ ومضى إلى الأرضِ الجريحةِ تائهاً وغفا ليسْطعَ كالنَّهارْ!!.
