من أنت؟!.. دعْ نافذةَ البقيعِ مفتوحةً.. “إلى الشهيد في يومه”
بقلم غسان عبد الله
ومَنْ أنتَ كي تَهبطَ الشمْسُ في راحتيك؟!…
ومَنْ أنتَ كي تسْتريحَ الطيورُ على ضفْتيك؟!..
كأنكَ نهْرُ اشتياقٍ مشى خضْرةً في الفيافي.
كأنَّ دماكَ اخضرارُ الرّمالِ وبوحَ القصائدِ نشْوانةٌ في يديك!…
دعْ شرفةَ الليلِ مفتوحةً للعبيرِ
لعلَّ جراحَ الغزالِ تمرُّ نسيماً وصبْحاً
لعلَّ يقومُ مَنْ الليلِ قلْبُ الضريرِ..
دع فاصلةً شاردةً في ضيائِكْ…
ولا تُوقظ بينَ روحي وروحي جراحَ نجومِكْ…
أنا ضوءُكَ الحُرُّ.. هذا دمي كالفراتِ
وصوتي حمامٌ، يحطُّ على أيكةٍ في هديلكْ…
فارْقُدْ على زغبِ القلبِ مثلَ الحمامةِ
نم.. لأحضنَ في الحلمْ أطيارَ ليلِكْ!.
ومَنْ أنتَ كي تجعلَ القلبَ
صفْصافةً من رحيلٍ مريرْ؟!…
ومَنْ أنتَ، كي تفْتحَ الضوءَ في زهْرةٍ
وغمامٍ وتمضيْ إلى القاعِ
تسْألُ عن قمّةٍ أو غديرْ؟!…
وكمْ شرّدتْكَ خيولُ النعاسِ إلى سرّها في البراريْ؟!…
وكمْ قبرَّاتٍ، تتبَّعْتَ روحَكَ فيها لكي تقْتفيْ صوتَها وَلَهَاً أو تطيرْ؟!…
كأنّكَ تيهٌ جميلٌ يُشاغبُ أطيارَهُ في الفلاةِ، وقلبَكَ غصنٌ مطيرْ!!…
كأنّكَ جرحُ السماءِ، تئنّ على أُختها الأرضِ
أنْ أقبْلي منْ حنينٍ وغنّي على قبْرِ عتْمتي الغزيرْ….
كأنّكَ نورٌ دَنا، وارْتمى في أزاهيرِها صاخباً كالصّهيلْ!…
فَمَنْ أنتَ، كي تجعلَ العُمْرَ نوّارةً في يديكْ
وأنتَ تسوقُ بأشواقِها الزاهياتِ قطيعَ النخيلْ؟!!…
ومَنْ أنتَ، حينَ تموتُ وتحيا، بهذا الحنينِ وتسكنُ برجَ العويلْ؟!…
دعْ نافذةَ البقيعِ مفتوحةً.. دعْ فاصلةً منكَ تَحُدُّ وجيبَ الفؤاد،
ها يقومُ من الموتِ ثانيةً ويُغنّي على ورْدِكَ العذْبِ
هذا القلبُ القَتيلْ!!!.
