لا عدوانَ صهيونياً واسعاً على الرغم من الضخ الإعلامي والسياسي وتنسيق سعودي – أمريكي لإحكام حصار اقتصادي على بيئة المقاومة
بقلم محمد الضيقة
منذ أسابيع ترافقت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان مع حملة تهويل من أن الكيان يتحضر لحرب مفتوحة ستكون قاسية وحاسمة لجهة القضاء على حزب الله والمقاومة..
إلا أن اللافت في هذه الحملة الصهيو/أمريكية/خليجية والتي تساهم وسائل إعلام عربية ولبنانية في الترويج لها إلى درجة أن بعض القنوات الفضائية اللبنانية روجت في حملة مشبوهة حول مسألة النزوح من الضاحية الجنوبية للإيحاء أن هناك نزوحاً جماعياً من البيئة الحاضنة للمقاومة، والهدف السياسي من وراء هذه الحملات التضليلية هو إرباك البيئة وخلق مناخ من التوتر والترويج لسياسة الاستسلام والالتحاق بالركب العربي الذي طبّع وخصوصاً سوريا.
أوساط سياسية متابعة اعتبرت أن زيارة وفد الخزانة الأمريكية وما صدر عنه من مواقف يندرج في سياق هذه الحملات المضللة، حيث أن واشنطن أهملت كل خلافاتها مع الصين وروسيا وركّزت كل اهتمامها على حزب الله، وهذا الأمر حسب هذه الأوساط يؤشر إلى أن إدارة ترامب تحاول تحقيق المصالح الصهيونية التي عجز الكيان عن تحقيقها من خلال الحرب، ومن خلال زيادة الضغوط على السلطة اللبنانية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وكما يبدو – تضيف الأوساط – أن هذا الهجوم الصهيو/أمريكي سيتواصل إلى فترة غير محددة، حيث نهايته مرتبط بموقف الدولة اللبنانية أولاً وموقف حزب الله وبيئته الحاضنة.
أما لناحية الحزب فقد أعلن مواقفه في أكثر من مناسبة بأن الدولة مسؤولة أولاً عن إلزام العدو بتنفيذ القرار 1701 من خلال أي وسيلة ضغط تراها مناسبة لتحقيق هذا الهدف.
وثانياً أن المقاومة لن تتخلى عن سلاحها مهما كان حجم الضغوط لأنه من المستحيل تجريد لبنان من ورقة القوة الوحيدة التي يملكها، الورقة التي من أجلها توافد المبعوثون سواء من الإقليم أو من دول العالم.
ولفتت الأوساط أن زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان المرتقبة تندرج في ذات السياق حيث تحاول الرياض أن تلعب الدور ذاته الذي تلعبه في سوريا من خلال رصد مليارات الدولارات للاستثمار دعماً للسلطة الجديدة مقابل إلزام هذه السلطة كما حصل بالتفاهم مع الكيان الصهيوني قبل الخضوع و”التطبيع” السياسي والأمني.
وحذرت الأوساط من خطورة التنسيق بين واشنطن والرياض بشأن لبنان لأن تداعياته ستكون كارثية على كل لبنان، لأن الرياض ستحاول وضع يدها على لبنان من خلال الانتخابات النيابية، حيث من المرجح أن تعمل على إيصال كتلة سنية وازنة إلى البرلمان تضمها إلى حلفائها من القوى السياسية والأحزاب بهدف السيطرة على السلطة التشريعية هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الحراك السعودي الأخير قد يكون من أجل قطع الطريق على أي دور للقاهرة وهو يشبه تحركها في سوريا لقطع الطريق على أي دور لتركيا.
وسط هذه التطورات المتسارعة والتي يلعب فيها أكثر من طرف دولي وإقليمي ومحلي، فإن الخيارات أمام المقاومة أولاً ولبنان ثانياً محدودة جداً، فالخيار الوحيد كما تؤكد الأوساط هو الاستعداد الكامل لأي مواجهة مع العدو مهما كانت التضحيات كبيرة، لأن المطلوب الوصول إلى توزان شبيه لما كان قبل طوفان الأقصى مع العدو.
