عبرة الكلمات 519
بقلم غسان عبد الله
أفواهٌ وأرانب
قال التلميذ الابنُ: يُحكى أن الفقمةَ صارت مَلَكاً في غابة.. أَوَ ليسَ غريباً أن تصبح حيتانُ الفقمة ملَكاً مخشيَّ الجانب؟!.. قلتُ: ليس الأمرُ غريباً في زمنٍ يزخُرُ بغرائبْ.. قال التلميذ الابن: لكن.. هل تصلح هذي الفقمةُ ملكاً؟!.. قلتُ وجرحٌ في القلبِ يعاتبْ: تَصْلُحْ.. أو لا تَصْلُح.. قدرٌ وصراعٌ أزليٌ بين خنوعِ المغلوبِ وسيطرةِ الغالبْ.. فالفقمة تصلُحُ سلطاناً حين تكون الغابةُ قطعانَ أرانبْ.
حالات
هناك حالاتٌ تكون فيها الأنانيةُ تضحيةٌ من أجل الآخرين.. هكذا قالها وهو ينظر إلى جمهور من البشر يساقون إلى المشانق بعد أن أَسْلَمُوهُ رقابَهم.
حرية
يدَّعي ولهاً بانعتاقِ الإنسان لكنْ أجملُ مشهدٍ للناس في نظرِهِ هو الخضوعُ والركوعُ والخنوعْ.. ومن ثَمَّ يُنادي أبداً بالحرية.. إلا أنَ أتعسَ مشهدٍ يمرُّ أمام ناظريه، بل أشدَّ المشاهدِ إيلاماً لروحِهِ.. رؤيةُ قفصٍ فارغٍ.
الحيتان
يحكى أن لفظتْ أمواجُ البحرِ على شاطئ البحرِ المتوسِّطِ حوتاً، كان الحوتُ ضعيفاً منزوعَ الأسنان، فهُرِعَ السُّكان فرحين بمرأى الحوت، لم يشهدْ أحدٌ في بحرنا يوماً حيتان/ ثم توالتْ أفواجُ الحيتان.. من كل بلاد التيهِ.. كما الطوفان.. فانكمش السكان.. لأن الحيتان القادمة من التيهِ تستمرئ لحمَ الإنسان!!.
