محليات

بعد موقفها من رأس مؤسسة الجيش واشنطن تكشف نواياها وتستكمل مثلث حصارها على لبنان

بقلم محمد الضيقة

قد يصبح قرار الإدارة الأمريكية في مواجهة المؤسسة العسكرية ورئاسة الجمهورية أمراً طبيعياً، لأن الخضوع الكلي من بعض أعضاء السلطة شجع أعداء وخصوم لبنان بالتدخل في كل شاردة وواردة.

أوساط سياسية متابعة رأت أن في قرار الإدارة الأمريكية بإبلاغ قيادة الجيش اللبناني أنه تم إلغاء عدداً من المواعيد التي كانت مقررة أثناء زيارته، الأمر الذي دفع بقائد الجيش رودولف هيكل إلى إلغاء هذه الزيارة، لأن هذه القيادة قرأت في المواقف الأمريكية بمثابة ردٍّ مباشر على الرئاسة وعلى المؤسسة العسكرية.

فعلى قيادة الجيش احتجت إدارة ترامب على مواقف وسلوك المؤسسة العسكرية الرافض الخضوع للإملاءات الإسرائيلية، معلناً في الوقت ذاته حرصه على السيادة اللبنانية.

أما على رئاسة الجمهورية يعتبر الموقف الأمريكي رداً على دعوة الرئيس جوزاف عون للجيش في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية البرية.

هذا المشهد السياسي المستجد قد يؤسس لمعادلات جديدة قد لا تقتصر على مناورات سياسية وأمنية أو دبلوماسية بقدر ما تشكل نهجاً مفاجئاً من إدارة ترامب اتجاه الجيش اللبناني الذي كانت تتابعه وترعاه وتزوده ببعض الأعتدة، وهذا المتغير حسب هذه الأوساط قد يصبح خطيراً في مستقبل الأيام إذا لم يتم تداركه، إما من خلال الاتصالات التي قد يعمل عليها رئيس الجمهورية أو من خلال التمسك بالمواقف الوطنية التي تحمي السيادة وعدم الرضوخ للأجندة الصهيو/أمريكية.

أشارت الأوساط إلى أن الخطير في الأمر أنه لم يصدر أي بيان عن مدعّيي السيادة تستنكر الإهانة التي وُجهت للمؤسسة العسكرية ولقائدها وهو الضابط الأكثر انضباطاً واحتراماً في التعاطي مع الملفات العسكرية، خصوصاً مسألة حرصه على الاستقرار الداخلي ورفضه زج الجيش في مواجهة المقاومة كما تطالب القوات اللبنانية وحلفاؤها، وقد يكون هؤلاء الذين بخّوا سمهم على الجيش، وهو أمر قد ألمح إليه رئيس الجمهورية  جوزاف عون، كما تكلم عنه بوضوح أكثر الرئيس نبيه بري.

إلا أن الأوساط ذاتها اعتبرت أن القرار الأمريكي لا يعني أن قطيعة قد تحصل بين واشنطن والجيش اللبناني، وكل ما في الأمر تضيف أن واشنطن لجأت إلى استخدام كل عناصر الضغط لفرض أجندتها في الساحة اللبنانية وذلك عشية الانتخابات النيابية حيث تأمل أن تحدث اختراقاً في البيئة الحاضنة للمقاومة الموزعة على كل الطوائف، هذا الهدف قد أعلن عنه بوضوح وفد الخزانة الأمريكية الذي التقى كل خصوم المقاومة، وأعطى توجيهاته لهؤلاء ولحاكم مصرف لبنان المركزي بالتصرف واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لخنق بيئة المقاومة اقتصادياً ومالياً، وبذلك تقول هذه الأوساط أن واشنطن مع إسرائيل قد استكملوا حصارهم على لبنان في المثلث السياسي والاقتصادي وآخر حلقاته الحصار العسكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *