نشاطات

حول ذكرى الاستقلال

 يحل علينا العيد الثاني والثمانين لاستقلال لبنان، ونحن نعاني من احتلال العدو الصهيوني لجزء غالٍ من أراضينا في جنوب لبنان، وتتعرض سيادة وطننا للانتهاك يومياً ولعدة مرات، فيرتقي شهداء وجرحى، ما يجعل هذا الاستقلال منقوصاً ما لم يُتخذ القرار الصائب بمواجهة الاحتلال ورفض الإملاءات الأمريكية والأجنبية علينا.

 إن مفهوم السيادة والاستقلال غير واضح لدى الكثير من اللبنانيين، فلا يعتبرون أن الانصياع للإملاءات الأمريكية يعارض الاستقلال ولا يحركون ساكناً في مواجهة الاحتلال الصهيوني لأراضينا، ثم يقولون أن هناك سيادةً واستقلالاً، في حين أنه إذا أراد أحد البلدان المخلصة للبنان كالجمهورية الإسلامية الإيرانية التدخل لمساعدة لبنان في وقوفه بوجه الاحتلال الصهيوني تثور ثائرتهم، ويعتبرون ذلك انتهاكاً للسيادة والاستقلال، ما يعني أن مفهوم الاستقلال لديهم غير واضح، إما عن عدم فهم أو عن تقصد العمالة والاستكانة والهوان والركون لطغيان الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية.

إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتبر أن هذه الذكرى المجيدة لا تعتبر اليوم عيداً كامل الأركان بسبب ما يلي:

أولاً: لا يمكن اعتبار الاستقلال ناجزاً طالما أن هناك أجزاء من وطننا تحت الاحتلال الصهيوني.

 ثانياً: لا يمكن اعتبار الاستقلال ناجزاً طالما أن هناك أسرى أحياء أو أموات لدى العدو الصهيوني، لا نعرف مصيرهم ولا تعمل الدولة عبر الصليب الأحمر الدولي للضغط من أجل كشف هذا المصير.

 ثالثاً: لا يعتبر الاستقلال ناجزاً طالما أن لبنان تملى عليه سياساته الأمنية والمالية والاقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزة الاستغلال الاقتصادي العالمية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

 رابعاً: لا يعتبر الاستقلال ناجزاً إن لم ي تم تسليح الجيش اللبناني كي يكون قادراً على تحرير أراضينا ومنع العدو من ممارسة اعتداءاته المتكررة واليومية على لبنان براً وبحراً وجواً.

 خامساً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن المقاومة هي التعبير الأمثل عن الاستقلال والسيادة، فهي التي حررت الأرض وهي القادرة على مُجابهة المحتلّ، ومن يعمل من أجل التضييق عليها أو نزع سلاحها إنما يعمل من اجل أن لا يكون لهذا البلد استقلالاً ناجزاً.

 سادساً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الذي يوفر للبنان الاستقلال والسيادة الكاملين هو الثلاثية الماسية “الجيش والشعب والمقاومة”، لذا لا بد من تسليح الجيش والحفاظ على عقيدته القتالية بالعداء للعدو الصهيوني ووحدة الشعب اللبناني وحفظ المقاومة. سابعاً: ندعو شركاءنا في الوطن كي يسعوا نحو نبذ الخلافات الشخصية والحسابات الحزبية الضيقة والانطلاق إلى رحاب الوطن الكبير عبر شراكة وطنية حقيقية، وبذلك نكون قد وضعنا قدمنا على الطريق الأقصر والأمثل وصولاً للاستقلال الناجز والحقيقي.

ندعو الله عز وجل أن يكون الاحتفال في السنة القادمة احتفالاً حقيقياً بخروج المحتل من كامل أراضينا وعودة أسرانا، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *