عبرة الكلمات 520
بقلم غسان عبد الله
إلى السيِّد الحبيب
لأنك الذي ينتظره الأطفال والفصول.. حلم التراب في انبثاق الماء.. نشوة الحقول.. لأنك الوعد الجميل والصخرة التي تَصُّدُّ ألف سيل.. تفتحُ عندما تطلُّ أبواب المدينة الغليظة الفؤاد.. تُلجُ قلوب العباد.. نرفع فوق دورنا البيارق الصفراء.. لأنكَ الغمامةُ السخيّةُ العطاء.. والمشعلُ المضيءُ في دروبنا.. تعجزُ أن تنالَهُ العواصفُ الهوجاءُ نحملُهُ في الدّمِ والأعصاب.. لأننا له أحبابٌ لكنه في قلبِ كلِّ خائنٍ حريق.. لأنك الخطوة والطريق.. ننسى إذا جئت النهارات التي تآكلت ونذوق طعم العيش في شفاهنا حلوا وينسل الجفاف من عروقنا وترحل الليالي المحزنة.
عطر
إذا أوعزَ الوردُ للعطرِ أن يتشكَّلَ غيماً سوياً، نكونْ... وإن هزَّت الرّوحُ نخلاتِ قلبي تفتَّحتِ في راحتيَّ زيزفونْ... كما يصطفي القمرُ المخمَليُّ أحِبَّتَهُ ليرى ما يُحبُّ، اصطفاكَ قصيدي، فصرتَ لوجهي العيونْ.
المنفى القسري
يزدادُ وجيبُ القلبِ والوقتُ يمضي.. لا بل أنا الذي أمضي، وهو الذي يبقى، ووجهُ الحبيب يراودُني عن إيابي وصمتي.. أريدُ من يخفِّفَ عني انوجاعَي من الشوق المبرّح بقليلٍ من الحداءِ.. أناديه وهو على بعدِ خاطرةٍ من روحي.. أحاولُ جهدَ صوتي.. لكن لا صوت.. أحاولُ وأُحاولُ.. أشدُّ بقبضةِ يدي على جذعِ الشجرةِ الباسقةِ علَّها تسنُدُ خيبتي الصامتة.. لكني أستيقظُ لأجِدَ وسادتي بقبضةِ يدي والصمتَ يرافقُ عمري ولا يفارِقُني إلا ساعةَ الأحلام.. آهٍ ما أقسى المنفى القسريَّ بين أحضانِ الأحلام.
الليل
الليلُ كتابُ الضّوءِ وأشْجانُ النّايِ المبْحوحْ… الليلُ الطافحُ بالورْدِ وأنْسامِ الغبْطةِ شمسُ العاشقِ والمعْشوقِ وآهاتُ المجْروحْ!.. ها يتْبعني الصّبْحُ إلى شغفٍ والحُبُّ يطيِّرُ في الرِّيحِ، حماماتِ الرّوحْ.. ها فرسُ الغبْطةِ، تَهْبطُ في الغيمِ وتصْهلُ في الديجورْ.. فتفرُّ غزالاتُ الشّوقِ إلى مخْبئها وتَنَافَرُ في الأُفْقِ طيورْ!.. كمْ آنَ لهذا الليلِ الحالمِ أنْ يسْتيقظَ، بحرَ حبورْ؟!.
