محليات

بعد العدوان على الضاحية الجنوبية المقاومة تدرس كافة خيارات الرد

بقلم محمد الضيقة

فالعدوان الذي استهدف أحد قادة المقاومة ليس عملية اغتيال عابرة، وإنما يؤشر إلى أن الكيان الإسرائيلي وبتغطية من الولايات المتحدة الأمريكية ماضٍ في سياساته العدوانية، حيث دأبت وسائل إعلامه بالتحضير له من خلال خلق الذرائع، وخصوصاً تلك المتعلقة من أن حزب الله أعاد هيكلته التنظيمية والعسكرية والتسليحية.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن العدو لم يكن ليتجرأ على تنفيذ عدوانه على بيروت لو لم يكن القرار أمريكياً والتنفيذ صهيونياً، لافتة إلى أن هناك مجموعة من الاحتمالات بشأن هذا العدوان، وأبرزها أن العدو سيرفع من وتيرة عدوانه التي قد تصل إلى استهداف مزيدٍ من المدنيين، ظناً منه بأن البيئة الحاضنة للمقاومة ستتخلى عن دعمها لها، وهذا الاحتمال حسب هذه الأوساط وارد جداً. أما الاحتمال الآخر، قد يكون منح خصوم المقاومة أوراقاً لاستخدامها لرفع وتيرة هجومهم على حزب الله، وهذا الاحتمال تم تظهيره على لسان أكثر من مسؤول في القوات اللبنانية وحلفائها.

وحذرت الأوساط في هذا السياق من المخاطر فيما لو واصل هؤلاء هجومهم على سلاح المقاومة، فليس الخوف من انزلاق البلد نحو حرب أهلية بل على وحدة لبنان ككيان، لأن القوات اللبنانية وحلفاءها لا يزال هذا المشروع يراودهم ويحاولون ترجمته على الأرض في هذه المرحلة المعقدة التي يمر فيها الإقليم والشرق الأوسط.

أما الموقف الصهيوني الحقيقي اتجاه لبنان وكافة دول المنطقة بات واضحاً كون العدو يسعى إلى التحضير لقيام إسرائيل الكبرى مستفيداً من المتغيرات الإقليمية ومن دعم أمريكي مطلق ومن تشرذم الساحات العربية وحتى الإسلامية.

هذه المخاطر ليست بعيدة عن أعين حزب الله والمقاومة، وهما يدرسان بدقة متناهية ما هو السبيل للرد على العدوان من دون الانخراط في حرب مفتوحة والتي يسعى إليها الكيان الصهيوني لاعتبارات كثيرة أبرزها الحرص على بيئة المقاومة وحاضنتها اللتان قدمتا الكثير حتى الآن. إلا أن الخطير أيضاً في العدوان الصهيوني أنه لم تتمكن حتى الآن أي مبادرة سواء المصرية أو الفرنسية من لجم إسرائيل والضغط عليها للالتزام بالقرار 1701.

وأكدت الأوساط أن المنطقة ستدخل آجلاً أو عاجلاً مرحلة جديدة يتم تحضير مسرحها من القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في الشرق الوسط، وما التكليف الأمريكي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان برعاية الحوار بين واشنطن وطهران إلا إشارة جدية وحقيقية، خصوصاً بعد التقارب السعودي – الإيراني، واللقاءات التي تعقد بين موفدين سعوديين وقيادات من الثنائي الشيعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *