نشاطات

لليوم 112 على الحرب وغزة تقاوم

عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتناقشت في الأوضاع المستجدة على الصعيدين الإقليمي والمحلي، وصدر عنها البيان التالي:

لليوم الثاني عشر بعد المئة يستمر العدو الصهيوني بارتكاب المجازر بحق أهل غزة والضفة، ويعتدي على لبنان وسط صمت عربي متآمر وسكوت دولي من قبل الحكومات المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تواصل تصديها لهذا العدوان موقعة به أفدح الخسائر، وهذا يدل على أن هذه المقاومة ليست صامدة فقط، بل إنها تستطيع الاستمرار في المقاومة إلى أمد بعيد، وعلى العدو الصهيوني أن ينصاع الآن أو بعد فترة قد تطول أو تقصر لإرادة هذا الشعب الأبي، لأن الشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، وها هو العدو الصهيوني يناقش في الكابينت مقترح حماس وبايدن ويوفد مدير مخابراته إلى النرويج من أجل البحث في صفقة. إن هذه الصفقة إذا ما انصاعت لإرادة المقاومة ووافقت على موضوع وقف نهائي لإطلاق النار وتبادل للأسرى يمكن أن ندخل في إطار حل، وإلا فإن المعركة ستستمر ولن تقبل المقاومة بأي حلول ترقيعية، لأن التضحية التي قُدمت حتى الآن لا يمكن أن تذهب هدراً، فإما أن يكون الحل نهائياً وإما فلتستمر المعركة إلى أن ينصاع العدو الصهيوني لإرادة المقاومين، وما زال محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا يواصل نصرته لغزة وقد أثبتت هذه النصرة فعالية كبرى هي التي تؤثر اليوم على سعي الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى حلول تضمن فيها أن يخرج العدو الصهيوني بأقل قدر من الخسائر، وإذا كان من ضرورة لتحمل أحد لهذه الخسارة فليتحملها نتنياهو شخصياً.

إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع على الساحة المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:

أولاً: لقد استمعنا ليومين متتاليين لنقاشات النواب في مجلس النواب والتي ظهر فيها التباين بشكل كبير حول قضايا مفصلية، غير أن هذه الموازنة التي قُدمت من قبل الحكومة تثبت شيئاً واحداً أن هذه الحكومة غير قادرة على اجتراح حلول يمكن أن تخفف من الوضع الذي يعيشه المواطن، ومحاولة الإيحاء بأن هذه الموازنة متوازنة وفيها صفر عجز هي تعمية على حقيقة يعرفها كل مواطن، لذلك لا بد من حلول جذرية، إننا في تجمع العلماء المسلمين نرى أن الحل الجذري يبتدئ من نقطة مهمة وهي اختيار رئيس جديد للجمهورية يمكن أن تنتظم معه عمل المؤسسات، ونخرج باتفاقات تخُرج الوطن من الوضع الذي يعيشه.

ثانياً: يوجه تجمع العلماء المسلمين تحية إكبار وإجلال للمقاومة الإسلامية في لبنان على التقنيات التي يتعاطى فيها مع العدو الصهيوني، والتي استطاعت أن تثبت أن المقاومة إضافة إلى الجرأة والشجاعة تمتلك العلم والتقنيات اللازمة للدخول في معركة لن يستطيع العدو الصهيوني النجاة فيها، والحل الوحيد المتاح أمامه هو ما أعلنته المقاومة لن ينتهي القتال على الجبهة اللبنانية إلا بانتهاء القتال على الجبهة في غزة، وعلى العدو أن يفهم هذه الرسالة.

ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للشعب اليمني الذي خرج بمسيرات حاشدة في محافظتي صعدة وريمة واستمراره بمناصرة غزة على كل الصعد والتي استطاع معها أن يكون نداً مقاوماً لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي وصل فيها إلى حد أنه استهدف سفينة حربية أمريكية أصابها ومنع عبور سفينتين تجاريتين، إن هذه الجرأة وهذه القوة هي صفة أساسية من صفات هذا الشعب العظيم، والذي سيكون له الأثر الكبير في المعركة الفاصلة مع العدو الصهيوني التي ستؤدي إلى زوال كيانه.

رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية في العراق التي تهاجم القواعد الأمريكية في شمال العراق وفي سوريا بالطيران المسّير والصواريخ الدقيقة، وأيضاً تقوم باستهداف مواقع العدو الصهيوني خاصة في ميناء أسدود أيضاً بالطيران المسّير، إن مساندة الشعب العراقي للمقاومة في غزة أثمرت نتيجة إيجابية على صعيد الوضع الوطني في العراق عندما أعلن العدو الأمريكي أنه مستعد للتفاوض على الانسحاب، وهذا الأمر وإن كان جيداً إلا أنه يجب أن ننتبه إلى أن لا تكون فترة الانسحاب طويلة يستغلها الأمريكي لاستمرار احتلاله لبعض مناطق العراق وسوريا والحمد لله رب العالمين.