محليات

الملف الرئاسي ينتظر نتائج “حرب غزة” ومعادلة “الدم بالدم” تردع العدو الصهيوني

بقلم: محمد الضيقة

حمل العدوان الصهيوني على منطقة الزهراني أكثر من رسالة، إلا أن الأخطر هو الإشارة الإسرائيلية عن استعداد الكيان لتوسعة الحرب ليطال بنى اقتصادية واجتماعية، الأمر الذي قد ينذر بتدحرج المواجهات التي تجري وفق قواعد اشتباك مضبوطة نحو حرب شاملة، خصوصاً بعد تحديد سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير والذي حدد فيه الخطوط الحمر بالنسبة للمقاومة..

وفيما لبنان بكافة قواه السياسية مشغول بالأحداث الإقليمية والمخاطر التي قد تحملها، ما زال ملف ملء الفراغ الرئاسي الشغل الشاغل للجنة الخماسية المعنية، إلا أن الفشل قائم بين أعضائها بسبب تناقضات أجنداتها.

أوساط سياسية متابعة أكدت بأن الاعتداء على منطقة الزهراني قد تفتح الأبواب جدياً أمام تبدّل قواعد الاشتباك لتشمل عمق الكيان الصهيوني رداً على استهداف العمق اللبناني خصوصاً أن واشنطن ما زالت على مواقفها بشأن استمرار العدوان على غزة وفَضَح نفاقها حول مسألة وقف إطلاق النار، الفيتو الذي وضعته على آخر مشروع قرار في مجلس الأمن والذي عارضته واشنطن منفردة، وصوَّت إلى جانبه ثلاثة عشر دولة، وامتنعت بريطانيا عن التصويت، وأشارت الأوساط أنه وعلى الرغم من سقوط مئات الشهداء في مواجهات الجنوب إلا أن المقاومة تمكنت من إسقاط كل أهداف العدو، وهو سيقود في النهاية إلى نصر كبير لمحور المقاومة، في حين أن الكيان الصهيوني ينحدر نزولاً بالتزامن مع افتضاح صورته الحقيقية، وقد لا يعود له أي تأثير ولا فعالية في العالم وفي المنطقة.

واعتبرت الأوساط أن محور المقاومة ستكون له الكلمة الفصل والحاسمة في الإقليم بعد انتهاء العدوان الصهيوني، مؤكدة أنه أيضاً بات لاعباً دولياً بعد دخول اليمن على خط الصراع وإرباك التجارة الدولية في بحر العرب والبحر الأحمر، وهذا الدور اليمني قد فاجأ العالم كله، الذي يواصل بحثه عن سبيل إعادة الأمور إلى طبيعتها في باب المندب، والسبيل الوحيد الذي أكده السيد عبد الملك الحوثي هو وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.

وأكدت الأوساط أن فشل بعض القوى السياسية التي تحاول فصل مسار انتخاب رئيس للجمهورية عن العدوان الصهيوني على غزة وتداعياتها، وهذا يعني أن كل الحراك الدولي والإقليمي والداخلي وخصوصاً اللجنة الخماسية لن يحقق هذا الهدف، باعتبار أن إنجاز هذا الملف تواجهه صعوبات من المستحيل تجاوزها لأسباب داخلية وأخرى خارجية خصوصاً تلك المتعلقة بالمواجهات الدائرة في الجنوب والتي باتت مرتبطة بشكل وثيق مع ما يجري في غزة، وهذا ما أكده حزب الله وحلفائه في أكثر من مناسبة.

وتضيف الأوساط ذاتها أنه وسط هذه الأجواء فإن هذا الملف سيبقى يراوح مكانه لأنه لم ينبرِ شيء جوهري في مواقف القوى الداخلية والخارجية منذ الجلسة الأخيرة التي جرت لانتخاب الرئيس، واستبعدت أن يحصل أي تطور جدي في هذا السياق في المدى المنظور أذا ما استمر العدوان على غزة، لافتة إلى أن الدول المعنية في هذا الملف مشغولة بالحدث الفلسطيني، وخصوصاً الإقليمي وما يحصل أيضاً بشأن العمليات التي تنفذها المقاومة العراقية ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، والسبيل الوحيد تقول هذه الأوساط لملء الفراغ الرئاسي هو إدخاله ضمن سلة تسوية شاملة لكل الأزمات اللبنانية الداخلية وخصوصاً مسألة الجنوب والحصار الذي تفرضه واشنطن وحلفاؤها على لبنان، استناداً إلى قانون قيصر المستهدفة فيه سوريا، والوصول إلى هذه الغاية تؤكد الأوساط أنه بعيد المنال، خصوصاً في ظل الانقسامات السياسية اللبنانية والتشنجات التي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة على خلفية المواجهات في الجنوب، التي تحاول بعض القوى السياسية خصوصاً القوات اللبنانية وحلفاؤها بإثارة عناصر خلافية جديدة تتجاوز الاستحقاق الرئاسي.