محليات

هل تنجح الصهيونية العربية في كسر محور المقاومة؟!!

بقلم: محمد الضيقة

وسط التطورات الناتجة حول العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة ولبنان، برزت انقسامات حادة على المستوى الرسمي العربي وحتى على المستوى الشعبي بين من يدعم خيار المقاومة ومن يتآمر عليها، وهذه الانقسامات تجلت في أكثر من مظهر في الوطن العربي وحتى على المستوى الفلسطيني واللبناني.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن العدوان على غزة كشف إلى حدٍ بعيد عن خيانات عربية رسمية متواطئة مع هذا العدوان وصولاً إلى درجة دفعت بالبعض من هذه الأنظمة بالتحريض على استمرار العدوان حتى يتم شل قدرة المقاومة سواء في غزة أو لبنان على لعب دور أساسي في ترتيبات نظام إقليمي جديد سيظهر بعد انتهاء المواجهات الدائرة.

وأضافت أن هذه الخيانات تم الكشف عنها على لسان وفي مواقف لأعضاء في الكونغرس الأمريكي وحتى مسؤولين في إدارة بايدن وصولاً إلى مسؤولين غربيين، الأمر الذي شجع العدو وحتى واشنطن على الاستمرار في عدوانهم على الرغم من الخسائر الفادحة التي أصابت كيان العدو سواء على صعيد الجيش الصهيوني أو على اقتصاده الذي بدأ يتهاوى.

وأشارت الأوساط إلى أن هذا التواطؤ بين بعض الأنظمة العربية وحتى بعض الأحزاب والحركات وصولاً إلى نخب فكرية وإعلامية لم تكن وليدة اللحظة الحاضرة بل هي امتداد إلى فترة اغتصاب فلسطين وقيام الكيان الصهيوني الذي لم يكن ليبصر النور لولا هذه الخيانات العربية، معتبرة أن ما يحصل اليوم هو أشبه بما حصل عام 1948، لافتة إلى ان هناك أسباب عدة لهذه الخيانات أبرزها:

1- هناك مصالح سياسية بين بعض الأنظمة العربية وحتى اقتصادية وكالعلاقة القائمة بين دول الخليج العربي وكيان العدو، إضافة إلى العلاقات الناتجة عن اتفاقات كامب ديفيد مع مصر ووادي عربة مع الأردن.

2- بعد توقيع اتفاقات ما يسمى بالسلام زاد هذا التعاون وبات مكشوفاً ومباشراً، وإلا كيف لم تتمكن القاهرة التي تربطها حدود مشتركة مع قطاع غزة من فتح المعبر وإرسال المساعدات لملايين الفلسطينيين الذين باتوا مهددين بالتعرض لمجاعة شاملة، إلا أن الأوساط اعتبرت عمليات إنزال المساعدات من بلد المئة مليون عبر الجو فضيحة لا يمكن فهمها إلا من أن مصر متواطئة مع هذا العدوان.

3- في لبنان أيضاً هناك أطراف وأحزاب سياسية إن لم تكن تحرض على استمرار العدوان فهي تأمل أن ينتصر العدو في حربه على الجبهتين الجنوبية والشمالية، وهذا ما تؤكده مواقف القوات اللبنانية وحلفائها كل يوم، حتى التيار الوطني الحر انضم إلى هذه الأوركسترا واعتبرت أنها بمواقفها هذه هي من أجل قطع الطريق أمام حزب الله فيما لو انتصر محور المقاومة في هذه المنازلة واستثمار هذا الانتصار في الداخل.

وختمت الأوساط أن واشنطن بالتعاون مع كيان العدو والدول العربية المطَّبعة قد نجحوا في إجهاض الانتصارات التي يحققها محور المقاومة في كل الجبهات المفتوحة من خلال اللجوء إلى ابتكار أساليب عدة أبرزها مسألة المفاوضات القائمة التي تناقش مسألة الهدنة، والهدف الحقيقي منها كما تؤكد هذه الأوساط هو الضغط على حماس وبقية الفصائل المقاومة بالرضوخ لرؤيا تهدف إلى تعويم السلطة الفلسطينية وإدخال حماس في إطار منظمة التحرير، يعني ضمناً هو اعتراف حماس وحلفائها في الفصائل المقاومة بالكيان الصهيوني.