محليات

هل تدخل المنطقة في حرب شاملة إذا فشلت مفاوضات القاهرة في التوصل لوقف العدوان الصهيوني؟!!

بقلم: محمد الضيقة

وفي كل مرة يحاول هذا المسؤول الأمريكي إقناع المسؤولين اللبنانيين الذين يلتقيهم من أن بلاده حريصة على وقف إطلاق النار في غزة، وبالتالي تقف المواجهات في الجنوب اللبناني.

أوساط سياسية متابعة لجولات المبعوث الأمريكي تؤكد أن الأفكار التي يحملها من الصعب تحقيقها إذا لم توقف إسرائيل عدوانها على غزة.

وهذا القرار تعرفه جيداً إدارة بايدن وكل الأطراف المعنية بملفات المنطقة، وأضافت أن حزب الله وعبر أمينه العام حدد منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى أن وقف عمليات المقاومة مرتبط بما يحدث من تطورات على جبهة غزة، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن كل جولات المبعوث الأمريكي وغيره من مبعوثين دوليين أو إقليميين يعرفون جيداً من أن كل مساعيهم لن تحقق المطلوب الذي بات واضحاً وهو تأمين الحماية للكيان الصهيوني وتخفيف الضغوط عنه خصوصاً جبهة جنوب لبنان، وكما يبدو – تضيف الأوساط – أن واشنطن قلقة من جبهة الجنوب، ففي حال تم التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة كنتيجة للمفاوضات التي تجري في القاهرة من دون وقف إطلاق نار نهائي، ومن أن هناك إمكانية أن يرافق هدنة غزة  هدنة على الجبهة اللبنانية تساعد حسب ما يسعى المبعوث الأمريكي إلى ترتيبات على الحدود الفلسطينية – اللبنانية، هذا التوجه التي تسعى واشنطن لأخذ ضمانات بشأنه من المسؤولين اللبنانيين وبالتالي من حزب الله قد تحصل عليه في حال الوصول إلى وقف العدوان الصهيوني بشكل نهائي والتزام العدو بكل بنود أي اتفاق يتم التوصل إليه وخصوصاً تلك المتعلقة بانسحاب قوات الاحتلال وفك الحصار بشكل نهائي عن القطاع.

وأشارت الأوساط إلى أن ما ينطبق على جبهة غزة ينطبق أيضاً على جبهة لبنان حيث يعني وقف العدوان المؤقت في غزة يعني وقفاً مؤقتاً على الجبهة الجنوبية، والوقف النهائي لهذا العدوان الصهيوني يعني وقف عمليات المقاومة في جنوب لبنان بشكل نهائي، والبحث بترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار في غزة قد يفتح الباب أمام بحث أي ترتيبات يحملها المبعوث الأمريكي في جنوب لبنان، مؤكدة في هذا السياق أن لا تجزئة في أي ترتيبات يسعى إليها هوكشتاين لجهة أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الخلاف حول ثلاثة عشر نقطة حدودية وتأجيل البحث في مصير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى مرحلة لاحقة، وكما يبدو – تؤكد الأوساط – أن هذا الطرح الأمريكي لم يوافق عليه المسؤولون اللبنانيون الذين يفضلون حلاً لكل الخلافات، لأن هذا الحل الوحيد الذي سيحقق الاستقرار لفترة طويلة.

وختمت الأوساط بأنه وحتى تتضح ما ستنتجه مفاوضات القاهرة حول مشروع اتفاق غزة، وهو أمر مستبعد حتى الآن، بسبب التعنت الصهيوني وعدم استعمال واشنطن الأوراق التي تملكها بوجه نتنياهو، فإن المواجهات ستستمر على الرغم مما تحمله من مخاطر وخصوصاً التي تخافها إدارة بايدن والمتعلقة بدخول المنطقة في حرب شاملة.