روائع الشعر العربي 431
ابنُ الجنان ـ الحمد لله
الغيثُ فـي الغيبِ لا يدري به أحـدٌ | إلا الإلهُ الـذي يُمني به الســُّـحُبا | |
ســــبحانَهُ وتعالى لا نحيطُ بما | أخفــاهُ عِلْماً ولا ندري بمـا حجبا | |
لوجهه الحمــدُ لا نُحصي الثناءَ له | ولا نُطيقُ له شــــكراً كما وجبا | |
أحــيا البلاد وأرواهـا برحــمته | فاهتزَّ هـامِـدُها مـن بهجـةٍ وربا |
حفصة الركونية ـ حسد العشق
لعمركَ ما سُـــرَّ الرياضُ بوصلنا | ولكنّه أَبدى لنا الغلّ والحسَـــــدْ | |
وَلا صفّق النهــــرُ اِرتياحاً لقربنا | وَلا غرّد القُمْـــرِيُّ إلّا لِمَــا وجدْ | |
فَلا تُحسِنِ الظنَّ الّــذي أنت أهلُـه | فَمــا هو في كلّ المواطنِ بالرشَـد | |
فَمـــا خلت هذا الأفق أبدى نجومهُ | لأمرٍ ســـوى كيما تكون لَنا رصَد |
حازم القرطاجني ـ نورُ العقل
مــــا أَقرب الآمال من يد مُرْتجٍ | يقْضي الإِلهُ لــه بفتح المُـــرْتَجِ | |
وأَحقَّ من يهدي لمنهجِ رشــــده | إن يســـــتبينَ له اتِّضاحُ المنهج | |
فانظر بعينِ هُداكَ لا عينِ السِّــوى | وبنور عقلك فاسـتضئْ واسـتسْرج | |
وإذا لهجـــتَ من الأُمورِ بمأْربٍ | فيما يؤدِّي للســـلامة فالهـــجِ | |
وإذا هويتَ فلا تكنْ متهـــــالكاً | في الحبِّ بل متماســكاً كي تنتجي |
أبو الهيثم خالد الكاتب ـ مكانُ الهوى
كَبِــدُ المُســـــتَهامِ كَيفَ تَذوبُ | مـا تُقاســي مِنَ العُــيونِ القُلوبُ | |
بَدَنُ المُســــتَهــــامِ كَيفَ تَراهُ | شَـــجَنٌ مــا لَهُ سِــواهُ طَبيبُ | |
أَينَ.. أَينَ الــرُقادُ يا مُـــقلَتي مِن | حَــــرِّ أَحشــــائِهِ عَلَيهِ رَقيبُ | |
يا مَكانَ الهَــــــوى خَلَوتَ مِنَ | الصَبرِ فَما لِلسُــــلُوِّ فيكَ نَصيبُ |