عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 431

بقلم: غسان عبد الله

اعتراف

قرأتُ كفَّ البحرْ‏.. واختتمتْ عينايَ سِفْرَ البرْ‏.. صلَّيت في محرابِ كلٍّ جرحْ‏.. بكيتُ‏.. غنّيتُ‏.. اجترحت آيةً للفرحْ‏.. طوَّفْتُ في كهولةِ الأشياءِ،‏ في طفولةِ المقابر الخرساءِ،‏ والبيوتْ‏.. وها أنا..‏ أعود من منفايَ،‏ كلُّ خلجةٍ ترعشُ‏ في ضلوعيَ المكدودة المهشّمةْ‏ ناري.. وأمطاري‏.. انكساري‏.. رايتي المحطّمةْ‏.. جميعها تصيح بي.. تصيحُ: يا معذَّبُ متى تموتْ؟!.‏

قصيدة

هل تُرى يتسعُ الليلُ لما يأتي به الليلُ؟.. على نافذتي خَفْقُ جناحٍ.. ربما طيرٌ رأى في ما وراء العصفِ فانوساً.. فأرخى حزنَهُ أو ربما الخفّاشُ لم يلقَ أنيساً.. ربما شاعرٌ في آخرِ الأرضِ.. (تُرى من ذا الذي في آخرِ الأرضِ أنا أم هو؟).. يهديني قصيدة.

الصمت

طرقَ البابَ ولكني تباطأتُ قليلاً.. فتوارى.. أعجولاً كانَ؟.. لكنْ لمَ لمْ يتركْ سوى رائحة الغربةِ في البابِ دليلا؟.. خائفاً كان؟.. فلم يدركْ إلى العشقِ سبيلاً.. شاعراً كانَ؟.. ولكن أدمنَ الشوقَ فراراً أو رحيلا.. مرةً أخرى إذنْ أنتظرُ الغائبَ يأتي.. مرةً أخرى على نافذتي يوهمني الأفق ُبشمسٍ.. واقفاً تمثالَ شمعٍ مطفأَ النظرةِ.. بيَ يَضْطَّرمُ الصمتُ حنيناً واشتعالا.

طائران

طائرانْ‏… والمدى عبقٌ، منْ نخيلٍ مُدمَّى‏ ونوَّارةٌ، سَقَطَتْ في الرمال‏ جَوَىً‏ وَبَكَتْ زَهْرتان!…‏ أيُّ بوحٍ‏.. عويلٍ‏.. يليقُ بعشَّاقِ هذي البلادِ‏ وأيَّةُ أُغْنيةٍ‏ ستَنامُ مِنَ الحْزنِ‏ في النَّاي‏ قَبْلَ اكْتمالِ الصَّباحْ؟!…‏ وأيّ نهارٍ‏ سيهْمي على الكونِ‏ يَجْلو غبارَ القلوب‏ ويَفْرطُ رمَّانةَ الأَقْحوانْ؟!.