محليات

وسط بحث العدو عن مخرج لمأزقه الفراغ الرئاسي مستمر حتى إشعار آخر

بقلم: محمد الضيقة

وهذه الخلافات الداخلية بين القوى السياسية تتزامن مع العدوان الصهيوني المتواصل على لبنان والذي شهد في الأيام الأخيرة تطوراً غير مسبوق قد يؤدي إلى تغير في قواعد الاشتباك التي رسمتها المقاومة من اليوم الثاني لطوفان الأقصى.

أوساط سياسية متابعة سألت أين تكمن مصلحة الرافضين للحوار؟ واعتبرت في جوابها أن خوف هؤلاء من هذا الخيار مرتبط بأن هذه الأطراف ليس لديها مرشحاً جدياً لمواجهة مرشح الثنائي الوطني وحلفائه.

إضافة إلى ذلك تضيف هذه الأوساط أن هؤلاء وتحديداً القوات اللبنانية وحلفاءها، كذلك التيار الوطني الحر لم ولن يتمكنوا من الاتفاق على مرشح، لأن لكل طرف له أجندته الخاصة، ورفضه للحوار له أبعاد تتناقض مع رفض القوى الأخرى، وبالتالي فإن هذه الأطراف لن تتفق فيما بينها بل على العكس قد يقود طرح أي اسم إلى تعزيز الخلافات فيما بينها.

ومن الأسباب التي تخشاها هذه الأطراف بالذهاب إلى الحوار هو خوفها من أن يتمكن الثنائي الوطني وحلفاؤهم من استمالة بعض نواب المعارضة إلى جانبهم وتأييد مرشحهم سليمان فرنجية لا سيما كما تؤكد هذه الأوساط أن هناك أكثر من نائب مصنف في خانة المعارضة ينتظر فرصة للتصويت لفرنجية، وهذا ما تعتبره القوات اللبنانية وحلفاؤها من أن أي حوار قد يقود إلى تأمين أكثرية من 65 صوتاً لصالح رئيس تيار المردة، الأمر الذي سيفرض على المعارضة بتأمين النصاب المطلوب.

وأشارت الأوساط إلى أن الحراك السياسي الداخلي يتزامن مع حراك دولي وإقليمي يهدف إلى فصل ما يجري في الجنوب اللبناني من مواجهات مع العدو الصهيوني عما يجري من عدوان همجي على قطاع غزة، وهذا هو العنوان الوحيد الذي يحمله كل المبعوثين والموفدين، هذه المحاولات الدولية والإقليمية تسعى أيضاً من خلال تحركاتها إلى تجنب وصول المواجهات الدائرة على أكثر من جبهة إلى حرب شاملة، ومن أن واشنطن التي تدير هذا العدوان حريصة على حماية الكيان الصهيوني من قادته السياسيين والأمنيين ليبقى قاعدة عسكرية للغرب تستخدمه في قمع شعوب المنطقة ونهب ثرواتها، لافتة أيضاً إلى أن هذا الحرص الأمريكي يفرض على واشنطن على ضرورة إبقاء الخطوط مفتوحة مع كل الأطراف عبر مبعوثها الرئاسي آموس هوكشتاين الذي زار بيروت ثلاث مرات منذ بداية طوفان الأقصى، كما أنه زار الكيان الصهيوني من أجل منع الحكومة اليمينية المتطرفة من ارتكاب خطيئة الحرب الشاملة في حال صعدت من عدوانها على لبنان لأن المسؤولين في إدارة بايدن عن هذا الملف يعرفون جيداً مواطن الضعف لدى جيش الاحتلال الذي أُنهك بعد أكثر من خمسة أشهر في حرب متعددة الجبهات، إضافة إلى استنزاف قدراته في منظومة السلاح المضاد للصواريخ والتي لعبت فيها جبهة لبنان دوراً أساسياً، وهنا تؤكد أن واشنطن تخشى الحرب الشاملة، لأن الكيان الصهيوني لن يتمكن في حال اندلاعها من حماية جبهته الداخلية، على الرغم من كل الإجراءات التي يتخذها لأنها ستكون مكشوفة بمعظمها بعد أيام على أبعد تقدير.

وختمت الأوساط لأنه وعلى الرغم من كل المحاولات التي يبذلها الخارج أو التحركات الداخلية من بعض الأطراف السياسية لن تؤدي الهدف المطلوب، وهو ملء الفراغ الرئاسي، لأن هذا الملف بات مرتبطاً بشكل وثيق بما تشهده المنطقة وحسمه مرتبط أيضاً بما ستسفر عنه هذه المواجهات، خصوصاً إذا انتصر محور المقاومة، لأن هذا الانتصار سيفرض توازنات جديدة في الإقليم، ولبنان جزء منه.