محليات

لا رؤية جدية في حراك الخماسية والفراغ الرئاسي سينتظر توازنات بعد وقف العدوان على غزة

بقلم: محمد الضيقة

ولقد واكب تحركات السفراء تحركات أخرى لأعضاء ما يسمى تجمع الاعتدال الوطني استكمل فيها وللمرة الثانية ما بدأه منذ إعلان مبادرته من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

أوساط سياسية متابعة قرأت في تحركات السفراء، كما نواب الاعتدال من أنها لن تجدي نفعاً، وإن النتائج التي وصلوا إليها لا توحي بأي تغيير في مواقف القوى السياسية اللبنانية.

فالقوات اللبنانية وحلفاؤها ما زالوا يرفضون مبدأ الحوار ودَعَمهم في هذا السياق البطريرك الذي ما زال على موقفه الرافض لمنطق الحوار بين الأطراف ويؤشر إلى أن السبيل الوحيد الذي يقبل به هو فتح أبواب المجلس وعقد جلسات انتخابية متتالية لانتخاب الرئيس.

وأضافت الأوساط أن هذه المواقف المتصلبة للأطراف المسيحية بما فيهم التيار الوطني هي التي تحول دون إنجاز استحقاق ملء الفراغ الرئاسي، وبالتالي فإن هذا الفراغ قد يستمر لفترة طويلة إذا لم يقنع الفريق المسيحي بمبدأ الحوار، لافتة في هذا السياق إلى أن موقف الثنائي الوطني هو الآخر لم يتبدل وما زال متمسكاً بالنائب السابق سليمان فرنجية مع مرونة في تعاطيهم مع المبادرات التي تأتي سواء من اللجنة الخماسية أو من مبادرة ما يسمى بتجمع نواب الاعتدال الوطني.

وأكدت الأوساط أن ما تقوم به هاتين اللجنتين هو من باب رفع العتب لأن أنظار القوى الداخلية والإقليمية وحتى الدولية تتابع عن كثب ما يجري في الدوحة من مفاوضات بشأن وقف العدوان الصهيوني على غزة.

واعتبرت حراك اللجنتين لا ينطلق من وقائع جدية يبني عليها للتفاؤل بقرب إنجاز هذا الملف، ولا يوجد لدى السفراء رؤية محددة باستثناء التأكيد على انتخاب رئيس في أسرع وقت، مشيرين إلى ضرورة أن يتم هذا الأمر من خلال التشاور والحوار بين القوى السياسية اللبنانية، مؤكدة أن الأزمة الحقيقية هي لدى دول اللجنة بسبب الخلافات بين أعضائها على المرشحين إذ أن لكل دولة منهم مرشحاً، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن ملء الفراغ الرئاسي مرتبط بما ستؤول إليه المنطقة بعد انتهاء العدوان الصهيوني سواء على غزة أو لبنان.

وأضافت أن مصير المنطقة مرتبط بالتوازنات التي ستنتج عن المواجهات المتواصلة بين محور المقاومة والمحور الأمريكي.

وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات سياسية وعسكرية مع توقعات بتصعيد مرتقب تزامناً مع عملية المفاوضات الشاقة في قطر من أجل الوصول إلى هدنة مؤقتة، فإن الأمور على الساحة اللبنانية ستبقى تراوح مكانها على صعيد إيجاد تسويات لكل الملفات العالقة بما فيها ملء الفراغ الرئاسي، لأن هذا الاستحقاق بات بعد التدخلات الدولية والإقليمية مرتبطاً بما يحصل من مواجهات على الجبهة الجنوبية التي باتت على صلة وثيقة بما يحصل في غزة، حيث الهدنة المؤقتة في غزة، يعني وقف العمليات في الجنوب مؤقتاً وهدنة دائمة في غزة يعني أن المقاومة في الجنوب ستوقف عملياتها نهائياً، مشيرة في هذا السياق إلى أن ما سيجري من ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار في غزة سيفتح الباب لترتيبات سياسية في الداخل اللبناني بعد وقف المعارك في الجنوب، وبالتالي يصبح العمل على ملء الفراغ الرئاسي خاضعاً للتوازنات التي ستفرض نفسها على كافة القوى السياسية اللبنانية وعلى كافة القوى الدولية والإقليمية.