محليات

بعد فشل الحوار المسيحي- المسيحي الاستحقاق الرئاسي يدور بين ثلاث مبادرات هي الأخرى فاشلة

بقلم: محمد الضيقة

وبانتظار ما ستسفر عنه هذه المواجهات من تداعيات على توازنات القوى في الإقليم، يواصل سفراء دول اللجنة الخماسية حراكهم وسط معلومات أن كل الاتصالات التي أجروها مع القوى السياسية اللبنانية لم تصل إلى أي نتيجة من الممكن البناء عليها.

أوساط سياسية متابعة أكّدت أن الأجواء المواكبة لحراك اللجنة الخماسية غير مشجعة ولا تؤشر إلى حدوث أي تبدُّل في مواقف القوى السياسية اللبنانية، الأمر الذي يدعو إلى نقاش جدّي حول جدوى هذه اللجنة التي واجهتها الأحزاب اللبنانية وخصوصاً الأطراف الرافضة لمنطق الحوار وتحديداً القوات اللبنانية وحلفاؤها بالاعتراض والتحفظ على كل ما تطرحه من أفكار من أجل التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية.

وأضافت الأوساط أنه في ظل هذا الرفض المتواصل من القوى التي تدور في فلك واشنطن والغرب عموماً لن يحصل أي انتخاب لملء الشغور الرئاسي حتى لو توقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، معتبرة أنه فيما لو بقيت التوازنات الداخلية على حالها، يعني أن البلد سيدخل في نفق لن يخرج منه إلا في حالة واحدة هو القبول بالتوازنات الجديدة التي ستنتج عن الحرب القائمة والتي من المتوقع أن ينتصر فيها محور المقاومة، معتبرة أن فريق القوات يراهن على انتصار الكيان الصهيوني وهو أمر تؤكده كل يوم المواقف التي تصدر عن هذه القوى، وقد كان آخرها محاولة هذا الفريق الاستثمار في أخبار ملفقة عن ما حدث في بلدة رميش الحدودية حيث شن هذا الفريق حملة على المقاومة على الرغم من البيان الذي أصدره حزب الله وأعلن أن لا علاقة له بما حدث لا من قريب أو بعيد، وأشار إلى أن ما حصل قد يكون من صنع القوات اللبنانية في سياق سياسة تتماهى مع أهداف العدو الصهيوني، كما لم يتوانَ هذا الفريق من الاستثمار أيضاً بعد العدوان الصهيوني على مركز طبي للجماعة الإسلامية في بلدة الهبارية باللعب على إذكاء نار فتنة مذهبية بين المسلمين.

وأكدت الأوساط أن الاستحقاق الرئاسي يدور حتى الآن بين ثلاث خيارات:

1- المبادرة التي تعمل عليها اللجنة الخماسية العربية والدولية لإخراج لبنان من أزماته، وهي ما زالت تصطدم بمواقف القوات اللبنانية وحلفائها، إضافة إلى موقف البطريرك الماروني الذي يرفض هو أيضاً النقاش بين المكونات السياسية حتى أنه يرفض أي حوار بين الأطراف المسيحية.

2- المبادرة القطرية التي ينشط موفدها في لبنان وتحول إلى مقيم دائم وعلى الرغم من أن هذه المبادرة قد تجاوزت المواصفات وطرحت أسماء محددة، إلا أن كل هذه الأسماء قد سقطت تباعاً وهذا يعني أن الفشل سيكون مصير الدور القطري.

3- مبادرة كتلة الاعتدال الوطني وعلى الرغم من ترحيب الثنائي الوطني إلا أن فريق القوات تعاطى معها بحذر وريبة، وهذا يعني أنها فشلت في إذابة الجليد بين القوى السياسية.

ولفتت الأوساط إلى أنه بين هذه المبادرات الثلاث غابت باريس عن المشهد، وهذا يؤشر أن لا جديد على صعيد مواقف القوى السياسية اللبنانية، وبالتالي تقول الأوساط أن الفراغ الرئاسي قائم حتى يتوقف العدوان الصهيوني على غزة، وقد يستمر بعدها إذا ما استمرت القوات اللبنانية وحلفاؤها في الرهان على حدث ما يؤدي إلى تبدل في التوازنات القائمة ويكون لصالحها، وهذا أمر مستبعد.