روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 434

أبو العلاء المعري ـ فعلُ الجميل

لا تَلبَسِ الدُنيا فَإِنَّ لِباسَـــــها سَقَمٌ وَعَرِّ الجِســـمَ مِن أَثوابِها
أَنا خائِفٌ مِن شَــــرِّها مُتَوَقِّعٌ إِكآبَها لا الشُـــربَ مِن أَكوابِها
فَلتَفعَـــلِ النَفسُ الجَــميلَ لِأَنَّهُ خَيرٌ وَأَحسَـــنُ لا لأَجلِ ثَوابِها
في بَيتِهِ الحَكَمُ الَّذي هُــوَ صادِقٌ فَأْتوا بُيوتَ القَـومِ مِن أَبوابِهــا

أبو العتاهية ـ الطبيب المداوي

إِنَّ الطَـــبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ لا يَســــتَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى
ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالــــداءِ الَّذي قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَــهُ فيما مَضى
ذَهَبَ المُداوي وَالمُــداوى وَالَّذي جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى

ابن جامع الأوسي ـ شجونٌ لا تفنى

إِذا مـا قُلتُ إِنّي عَنكَ ســـالٍ فَـذاكَ اليَومَ أَعشَـــقُ ما أَكُونُ
فَـلا تَخشَ القَطيعَــةَ إِنّ قَلـبِي عَلَيكَ الــيَومَ مُــؤتَمَنٌ أَمِـينُ
وَلا تَخشــى مَعَ الأَيّامِ خَــوناً فَقَلبي بَعـضُهُ بَعـضاً يَخُــونُ
وَأَينَ مِـنَ السُــلُوِّ فُـؤادُ صَبٍّ لَهُ فــي كُلِّ جارِحَــةٍ حَـنينُ
يُعَــلَّلُ بادِّكــارِكَ كُـلّ حِـينٍ وَيَخضَع فِي رِضاك وَيَســتَكينُ
فَيَبلــى كُلُّ حُــبٍّ غَيرُ حُـبّي وَتُفنِيني وَلا تَفنى الشُـجونُ

الطغرائي ـ نُوَب الدَّهْرِ

أقولُ وقد غالَ الرَّدَى من أُحِبُّهُ ومن ذا الذي يُعْدِي على نُوَبِ الدَّهْرِ
أأبقَى حُطاماً بالياً فوقَ ظهرِها ومن تحتِها خُرعوبةُ الغُصُنِ النَّضْرِ
أعينيَّ جُوداً بالدماءِ وأسْـعِدا فقد جلَّ قدْرُ الرُّزِء عن عَبْرةٍ تجري
أذُمُّ جفوني أن تضِنَّ بذُخْـرِها وأمقتُ قلبي وهو يهدأُ في صدري