عبرة الكلمات 434
بقلم غسان عبد الله
أَغمِضْ عينيك لترى!
أيها الشهيدُ الحيُّ.. وحينما تُغمضُ عينْيكَ أَتدري.. ما الذي يحدُثُ في المنامْ.. تُهرِّبُ السَّماءُ في سلالها النجومْ.. وتَنزِلُ الدَّقائقُ المعلَّقُهْ عن سُلَّمِ الظَّلامْ.. تُحاولُ الأشياءُ أنْ تحتلَّ بعضها.. والليلُ أنْ يسرقَ ليلهُ.. وتبدأُ المآذنُ المزخرفةُ تُتقنُ الزَّخْرَفةْ.. ذاتَ مساءٍ أكْحلِ العينينِ أسمرْ.. رأيتُ عصفوراً حنى جناحَهُ ومالَ نحوي دونَ أنْ يظهر وقال لي: أعرِفُ ناساً يُغمضونَ دائماً عيونَهم ليبصروا أكثرْ.. صفِّقْ لهم.. فلنْ تكونَ مثلَهم أَنْتَ الذي تُغمضُ كي تنامْ.. خُذْ كلَّ شيءٍ وارتحلْ صوب الذُّرا.. عينْيك لا تُغْمضْهِما لكي تنامْ.. أَغمِضْهُما.. أَغمضهما لكي ترى.
يا إلهي
أفهم أن تتوقف عيناي عن الرؤية.. ولساني عن الكلام.. وأذني عن السمع.. ولكن كيف يتوقفُ قلبي عن الحُلم؟.. كيف يتوقفُ قلبي عن خلق الحروف؟.. إذن، يا إلهي، كيف يسيرُ الدمُ في جسدي.. يا إلهي؟!.
مرثية
على أيّ قلبٍ تميلُ؟!… أمامكَ موتٌ وخلفكَ نارٌ وفي رئتيكَ، تلاشى الصّهيلُ!… وأيُّ المراثي يليقُ بهذا الخرابِ العميمِ.. وأيُّ المراثي يليقُ بترتيلِ أُغْنيةٍ للعيونِ التي ماتَ فيها الهديلُ؟!… تُبعثركَ الرّيحُ لا ملْجأٌ.. لا دروبٌ لتمضي عليها، إلى قمرٍ في البياضِ البعيدِ ولا شجرٌ في الطريقِ لتنْشرَ شمسُ الصباحِ فساتينَها الليلكيَّةَ.. لا ضوءَ يَعْلو وأنتَ تَعِدُّ على الرّيحِ أزْهارَ مَنْ رحلوا كالطّيورِ وأَحْلامُهم غربةٌ ورحيلُ!.
الشهيد
لا تُربَ لكَ الآنَ وأنتَ تَفْتحُ زماناً غريباً ككتابٍ منسي.. وتكتبُ فيه أسطر الخلودِ دمعاً وحباً وصلاةْ.. شهيداً حتماً ستمضي.. لكن.. ماذا عن المحبينْ؟؟.. عن رفاق الدربِ الأباةْ؟؟.. لو تندفعَ بنبضِ قلبكَ لا قلبِ العاشقين، هذي الملايين.. لو.. لو… لو تنزَعَ هذه الكآبة عن روحنا في زمنِ الصمتِ المَقيتْ.. أو تمضي إلى عشقك.. ليصرخَ ملاكُ الأنسِ شهيدُكم ما ماتْ.