بعد العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية استنفار أطراف محور المقاومة، والرد الإيراني مسألة وقتبعد العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية
بقلم: محمد الضيقة
في الوقت الذي كانت دول اللجنة الخماسية تناقش داخل الغرف الدبلوماسية المغلقة في شأن الجدوى من حراك سفرائها في لبنان وهي التي تتوخى أن تتفاعل معها القوى السياسية اللبنانية إنجاز الملف الرئاسي، خطف العدوان الصهيوني الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق الأضواء كافة من الحدث اللبناني الداخلي وحتى من المواجهات الدائرة في الجنوب.
أوساط سياسية متابعة رأت في العدوان الصهيوني على مقر دبلوماسي هو سابقة خطيرة وتجاوزاً لكل قواعد العمل الدبلوماسي والقانون الدولي الذي ينص على حماية المقار الدبلوماسية، وأضافت أنه وعلى الرغم من اتصالات التضامن التي تلقتها طهران من معظم دول العالم، وعلى الرغم من تنصل الإدارة الأمريكية من هذا العدوان إلا أن طهران قررت الرد في الوقت الذي تجده مناسباً، ومن أن المعلومات التي تسربت عن اجتماع مجلس الأمن القومي تؤكد أنه تم تحديد الأهداف ولن يمر وقت طويل قبل أن تبادر القوى الإيرانية المكلفة بتنفيذ تهديداتها.
وأضافت الأوساط أن هذا العدوان الصهيوني غير المسبوق في العاصمة السورية يؤشر للمأزق الذي يواجهه هذا الكيان، ومن أن نتنياهو يواجه مأزقاً حقيقياً في مواجهة المظاهرات التي تطالبه بالرحيل وأزمة قانون التجنيد الإجباري للمتدينين، وهو يحاول من خلال عدوانه استفزاز طهران، كما حاول أن يستفز المقاومة في لبنان من أجل جرها إلى حرب مفتوحة ظناً منه أن واشنطن لن تتركه وحيداً وستشارك في هذه الحرب.
وأكدت الأوساط أنه بعد هذا العدوان أعلنت فصائل محور المقاومة الاستنفار الشامل، لافتة في هذا السياق إلى أن هناك خشية لدى قادة هذا المحور من أن تلجأ إسرائيل إلى عمليات اغتيال تستهدف مسؤولين سياسيين وأمنيين في هذا المحور، خصوصاً وأن قادة العدو يعتبرون أن نجاح مثل هذه العمليات يساعدهم على تهدئة جبهتهم الداخلية المشتتة والمشرذمة بين معارضة أهالي الأسرى لدى حماس، واستنفار المتدينين.
وتساءلت الأوساط عن كثافة الغارات التي يقوم بها العدو ويستهدف الساحة السورية في الأيام الأخيرة، محذرة من أن إسرائيل لا تقوم بأي عدوان إلا بالتنسيق مع واشنطن، وهذا يؤشر إلى أن هناك سعي أمريكي – صهيوني إلى تحقيق هدفين:
الأول: هناك هدف صهيوني واضح إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، أو على الأقل إيقاف الدعم المادي والاقتصادي والعسكري لسوريا، وإلى أطراف محور المقاومة لأن كل العمليات العدوانية التي جرت في الأيام الماضية استهدفت مواقع إيرانية.
الثاني: إبقاء سوريا أسيرة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية بعد أن بات جلياً من أن إدارة بايدن ما زالت عازمة على تفكيك الجغرافيا السورية، وهذا ما تؤكده عدوانية الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وخصوصاً أن سوريا مكشوفة استخباراتياً كنتيجة للحرب الكونية التي استهدفتها وما زالت حتى الآن.