هل باتتْ الضربة الإيرانية وشيكةً.. رصد في آراء الخبراء
بقلم: توفيق المديني
بعد أنْ أدَّى العدوان الصهيوني على مقر القنصلية الإيرانية بدمشق يوم الإثنين 1 أبريل /نيسان 2024، إلى استشهاد سبعة جنرالات وضباط لإيران، يكاد لا يمرُ يومٌ واحدٌ إلاَّ وتتحدث الأجهزة الإعلامية الصهيونية والأمريكية عن مضمون “الرد الباعث على الندم” الذي تتحدث عنه السلطات السياسية والعسكرية الإيرانية في أعلى مستوياتها، سواء بضربة صاروخية مباشرة أو عبر فصائل محور المقاومة في إقليم الشرق الأوسط، أو عبر ضرب مصالح الكيان الصهيوني في الخارج.
ويشنُّ الكيان الصهيوني اعتداءات مستمرة بين الحين والآخر يستهدف التواجد العسكري الإيراني المنتشر في الأراضي السورية، وكذلك فصائل محور المقاومة المرتبطة بطهران، وزادت وتيرة هذه الاعتداءات الصهيونية بعد عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ سارعتْ فصائل محور المقاومة إلى مؤازرة الحركات الجهادية في قطاع غزة بقيادة حماس، عبر تكثيف عملياتها النوعية التي تستهدف القوات الصهيونية والأمريكية في المنطقة. وقد تسببت هذه العمليات العسكرية في سقوط أكثر من مئة مصاب بين أفراد الجيش الأمريكي. وهاجم الحوثيون السفن المبحرة في البحر الأحمر، ما تسبب في انخفاض العبور عبر قناة السويس بنسبة 50 بالمئة في الشهرين الأولين من عام 2024.
خبراء يبحثون سيناريوهات الرَّد الإيراني
حسب ما نقلته صحيفة العربي الجديد بتاريخ 11أبريل 2024، قال مسؤولان إسرائيليان لموقع “أكسيوس” الأمريكي إنَّه من المتوقع أن يتوجه قائد القيادة المركزية العسكرية الأمريكية(سنتكوم) الجنرال إريك كوريلا اليوم الخميس إلى “إسرائيل” للتنسيق بشأن هجوم محتمل من قبل إيران ووكلائها.
وحسب الموقع، من المتوقع أن يجتمع القائد العسكري الأمريكي الكبير مع كبار المسؤولين في وزارة الأمن الإسرائيلية على رأسهم يواف غالانت. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أنَّ تل أبيب تستعد لهجوم مباشر محتمل وغير مسبوق من الأراضي الإيرانية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية. وقال المسؤولون إنَّه في مثل هذا السيناريو، سترد “إسرائيل” بهجومٍ مباشرٍ على إيران.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع إنَّ “إسرائيل” طلبت من الولايات المتحدة ما إذا كان بإمكانها المساعدة في الحد من الرَّد الإيراني من خلال إرسال رسائل “تحذير وقوة” إلى الإيرانيين، مضيفاً أنَّ “إسرائيل” والولايات المتحدة نسقتا أيضاً في الأيام الأخيرة بشأن الدفاع الجوي والصاروخي المشترك في المنطقة قبل هجوم إيراني محتمل.
ويرى أستاذ الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في جامعة طهران هادي برهاني في حديثه لصحيفة العربي الجديد بتاريخ 8 أبريل 2024، أنَّ العدوان الصهيوني على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق “وضع صناع القرار الإيراني أمام وضع غير مسبوق”، مشيراً إلى أنَّ “ثمة إجماعاً واسعاً داخل إيران على الرَّد على العدوان بشكلٍ حازمٍ، إذْ إنَّه ضروريٌ لوضع حدٍّ لإسرائيل وخلق حالة ردع” أمام هجماتها.
ويضيف برهاني، في حديث مع “العربي الجديد”، أنَّ العدوان الصهيوني على المبنى القنصلي الإيراني أظهر أنَّ ردود إيران السابقة على هجمات “إسرائيل” “لم تترك تأثيراً يذكر، الأمر الذي دفعها إلى أن تصبح أكثر جرأة في المضي قدما في الهجمات”. ويلفت برهاني إلى أنَّ “ثمة قناعة بأنَّ استمرار هذا الطريق لم يعد منطقياً، وأنَّه يجب الرَّد على إسرائيل على نحو مؤلم ومكلف جداً”، قائلاً إنَّ المعطيات تشير إلى أنَّ إيران هذه المرة لا تريد “رداً عادياً وسريعاً”.
وتبحث إيران، وفق المحلل السياسي برهاني، “جميع الطرق والأساليب لتحقيق الرد المطلوب من خلال اختيار هدف دقيق واستهدافه بشكل مؤلم”. وفيما يرى مراقبون أنه كلما طال أمد عدم الرد قلّت فرص رد مؤلم ويكون قد انتهى “الوقت الذهبي” للرد، يقول برهاني إن ذلك “سيزيد من الأثمان النفسية والأمنية والاقتصادية لإسرائيل في ظل حالة التأهب القصوى التي تعيشها”.
كلما طال أمد عدم الرد كلما قلت فرص رد مؤلم
ويشكل الردّ المباشر إن حصل اختباراً للأسلحة الإيرانية الصاروخية ومدى نجاحها في تخطي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي. ويعزو البعض أحد أسباب عدم الردّ الإيراني، أقله حتى اللحظة، إلى وجود مخاوف من إسقاط صواريخها من دون أن تصل إلى الأهداف، وبالتالي يكشف ذلك عن نقاط ضعف محتملة في الأسلحة الإيرانية، ما من شأنه أن يضرّ بمصداقيتها ويجرّئ الاحتلال الإسرائيلي على المزيد من الهجمات.
لكن المحلل الإيراني هادي برهاني ينفي، في حديثه لـ “العربي الجديد”، وجود سبب كهذا وراء التأخر، مستعرضاً هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مواقع داخل العراق وسوريا في السنوات الأخيرة. ويقول إن هذه الصواريخ أصابت أهدافها “بدقة”. وعليه، يضيف الخبير الإيراني أن هذه الحوادث تؤكد صحة التصريحات الإيرانية بأن صواريخها تصل إلى إسرائيل وأنها تتمتع بقدرة توجيه وإصابة دقيقتين.
مع ذلك، لا يخفي برهاني أنَّ الاحتلال الصهيوني أيضاً يملك “قدرة دفاع جوي جادة ولديه تجربة في التصدي للهجمات الصاروخية”، مشيراً إلى أنَّ تجاوز الصواريخ الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية “بحاجة إلى تخطيط عملياتي دقيق ومعقد مع توظيف نقاط ضعف هذه الأنظمة”.
من جهته، يرى الخبير العسكري الإيراني مرتضى موسوي أنَّ الردّ الإيراني “آت لا محالة”، قائلاً إنَّه حسب معلوماته، على الأغلب سيحدث الرَّد من خلال إطلاق هجمات مركبة تستخدم فيها الصواريخ بشكل مكثف على عدة مراحل؛ من ثلاث إلى خمس، وإطلاق عدة مسيرات. ويلفت إلى أنَّ الهجمات الإيرانية ترافقها عمليات سيبرانية في إطار الحرب الإلكترونية، قائلاً إنه يتوقع أن تستخدم القوات العسكرية الإيرانية معدات وتكتيكات لم تستخدمها من قبل.
ويؤكد أنَّه “حسب ما هو مخطط، فإنَّ جميع جبهات محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ستدخل على الخط إذا ما قرر الكيان الصهيوني الرد على الهجمات الإيرانية”، مشيراً إلى أن بلاده أسمعت الولايات المتحدة الأمريكية “رسالة قاسية” بهذا الخصوص، وحذّرتها من وقوع مواجهة شاملة في المنطقة إذا ما تدخلت إلى جانب الكيان.
ما هي أبرز الصواريخ الإيرانية التي تصل مداها إلى الكيان الصهيوني؟
تمتلك إيران جيلاً جديداً من الصواريخ أنتجتها المصانع الإيرانية خلال السنوات القليلة الماضية، وهي قادرة على استهداف المواقع العسكرية داخل الكيان الصهيوني، إذ يتراوح مدى هذه الصواريخ بين 1400 كيلومتر، و2000 كيلومتر، علماً أنَّ المسافة بين تل أبيب وأقرب قاعدة صاروخية إيرانية نحو 1100 كيلومتر. ويعتقد الخبير العسكري الإيراني مرتضى موسوي أنَّ الصناعة الصاروخية الإيرانية “تعد أهم ركيزة في العقيدة الدفاعية الإيرانية”، ويشير إلى أنَّ هناك تسعة صواريخ باليستية وكروز على الأقل يمكنها الوصول إلى الكيان الصهيوني وضرب أهداف فيه وهي:
1- صاروخ “سجيل”
الصاروخ الأول، حسب الخبير الإيراني، هو “سجيل” البالستي أرض أرض بعيد المدى، الذي يبلغ مداه من ألفين إلى ألفين و500 كيلومتر. يبلغ طول الصاروخ 57.17 مترا وقطره 1.25 متر ووزنه 23 طناً. ويحمل “سجيل” رأساً حربياً بوزن أكثر من 500 كيلوغرام وسرعته من 12 إلى 14 ماخاً (كل ماخ يعادل 1225 كيلومترا في الساعة). “سجيل” من إنتاج صناعات الجو/فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأزيح عنه الستار عام 2009. ويقول موسوي إن الصاروخ يقطع المسافة بين منشأة نطنز النووية في أصفهان وسط البلاد وتل أبيب في 7 دقائق.
2- صاروخ “خرمشهر 4”
أما الصاروخ الثاني، فهو “خرمشهر 4” أو ما يعرف أيضاً باسم “خيبر” من فئة الصواريخ أرض أرض، يصل مداه إلى ألفي كيلومتر، وهو بطول 13 متراً وقطر 1.5 متر ووزن 30 طناً. يحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن 1500 كيلوغرام وسرعته خارج الجو تفوق 16 ماخاً وداخل الجو 8 ماخات، وفق موسوي. و “خرمشهر 4” من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية، وأزاح وزير الدفاع محمد رضا آشيتاني الستار عنه في 25 مايو/أيار 2023.
3- صاروخ “الحاج قاسم”
والصاروخ الثالث هو “الحاج قاسم” الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر بطول 11 متراً وقطر 85 إلى 95 سنتيمترا وسرعته تبلغ 5 ماخات. يقول الخبير العسكري الإيراني موسوي لـ “العربي الجديد” إن رأس الصاروخ يحمل متفجرات بوزن 500 كيلوغرام.
ويضيف موسوي أن هذا الصاروخ الذي دخل الخدمة اعتباراً من سبتمبر/أيلول 2023 يعد أول صاروخ باليستي إيراني تكتيكي يعمل بالوقود الصلب، وهو من الصواريخ الباليستية الإيرانية الأكثر تطوراً وأنتج خصيصاً لضرب الأهداف الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة.
4- صاروخ “خيبر شكن”
الصاروخ الإيراني الرابع هو “خيبر شكن” (كاسر خيبر) بمدى 1450 كيلومتراً وطول 5.10 أمتار وقطر 800 ملم ووزن 4500 كيلوغرام. ويحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن 500 كيلوغرام، فضلاً عن أن سرعته تصل إلى أكثر من 5 آلاف كيلومتر في الساعة، وفق موسوي. وأنتجت صناعات الجو/فضاء للحرس الثوري الإيراني هذا الصاروخ، وأزاحت الستار عنه في 11 فبراير/شباط 2022.
5- صاروخ “باوه”
الصاروخ الإيراني الخامس الذي يصل إلى إسرائيل هو “باوه” المجنح من نوع كروز وليس باليستياً، وهو أحدث صاروخ كروز إيراني، يبلغ مداه ألفاً و650 كيلومتراً، حسب موسوي. وأزاح السلاح الجوي للحرس الثوري الإيراني الستار عن هذا الصاروخ في الأول من مارس/آذار 2023. ويؤكد الخبير الإيراني أن الحرس الثوري زاد من مديات صواريخ كروز الإيرانية بنسبة 22 في المائة بإنتاج صاروخ “باوه”.
6- صاروخ “فتاح 2”
أما الصاروخ السادس فهو “فتاح 2” الفرط صوتي، الذي يبلغ مداه أكثر من 1400 كيلومتر وطوله 12 متراً وقُطر جزئه الأول 80 سنتيمتراً وجزئه الثاني 50 سنتيمتراً. له رأس حربي يزن 500 كيلوغرام وتبلغ سرعته أكثر من 5 آلاف كيلومتر في الساعة.
7- صاروخ “قدر”
أما الصاروخ الإيراني السابع بعيد المدى الذي يمكنه استهداف إسرائيل، حسب موسوي، فهو صاروخ “قدر” أرض/ أرض البالستي، الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر. ويرى موسوي أن هذا الصاروخ يعد نسخة متطورة من صاروخ شهاب 3 الإيراني، ويبلغ طوله 15.86 مترا، وقطره 1.25 متر ويزن رأسه الحربي 700 إلى ألف كيلوغرام. وتبلغ سرعة الصاروخ نحو 9 ماخات.
8- صاروخ “عماد”
والصاروخ الثامن هو “عماد” الذي يصل مداه إلى 1700 كلم، وطوله إلى 5.15 أمتار وقطره 2.18 متر. يضيف موسوي في حديثه مع “العربي الجديد” أن وزن الصاروخ يصل إلى 1750 كيلوغراما، مشيرا إلى أنه صاروخ باليستي أرض/ أرض والنموذج المتطور من صاروخ قدر.
9- صاروخ “شهاب 3”
الصاروخ التاسع والأخير هو “شهاب 3″، صاروخ أرض أرض، يبلغ مداه أكثر من ألفي كيلومتر وهو النسخة المتطورة من شهاب 1 و2. يبلغ طول الصاروخ 16 مترا وقطره 1.2 متر ووزنه 1780 كيلوغراما. يقول موسوي إن هذا الصاروخ يمكنه حمل رأس حربي بوزن نحو ألف كيلوغرام، مشيرا إلى أنه يتمتع بسرعة فائقة ودقة عالية.
يرى وزير الداخلية العراقي السبق باقر جبر الزبيدي الوزير، في مقال نشره بتاريخ 5أبريل 2024، أنَّ لإيران صواريخ مخبأة في أماكن في غاية السرية بسوريا، وسبق لها واستخدمت في استهداف قاعدة عسكرية صهيونية في الجولان المحتل أسفر عن تدمير القاعدة بالكامل.. هذه الصواريخ جاهزة لممارسة نشاطها التدميري وهي صواريخ محمولة ومتعددة الأنواع.
ويشير باقر الزبيدي إلى أنَّه، إذا بدأت الضربة الصاروخية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني فإنَّ تل أبيب سترد بكل تأكيدٍ ولديها القدرة العسكرية والطيران الأمريكي المتطور، وإذا ردتْ “إسرائيل” فإنَّ إيران ستسارع إلى إغلاق مضيق هرمز وباب المندب بوجه الملاحة الدولية والمستهدف هو الملاحة الإسرائيلية والأمريكية.
وسينحسر إلى درجة النضوب الكامل تصدير النفط العربي ابتداءً من الكويت وانتهاءً بعمان أما الغاز القطري فسيتوقف بشكلٍ كاملٍ أمام الضربات الصاروخية المتبادلة والتهديد الإيراني المفتوح لبعض دول الخليج التي تساند “إسرائيل” في حربها كالبحرين والإمارات العربية المتحدة. وستستخدم إيران الألغام البحرية المتطورة في تدمير السفن الإسرائيلية والأمريكية وربما تكون تلك الألغام أشدَّ وقعاً من الطائرات المسيرة التي أصبحت في مدى رؤية سلاح البحرية الأمريكية وبالإمكان إسقاطها.
خاتمة: في سؤال جامعٍ، هل ستدخل إيران في حربٍ إقليمية مع الكيان الصهيوني وأمريكا؟
لا تستطيع إيران أن تدخل في مثل هذه الحرب، إلا إذا قرَّرتْ سوريا ومعها حزب الله وبقية فصائل محور المقاومة الدخول في مثل هذه الحرب الإقليمية الكبيرة، التي قد تقود إلى اجتياح عسكرِيٍّ بريٍّ من جنوب لبنان لشمال فلسطين المحتلة والاستيلاء على شريطٍ طويلٍ من المدن والمستوطنات الصهيونية المأهولة.
وقد تستهدف إيران بصواريخها الباليستية تدمير مفاعل ديمونة النووي، عندها ستنتهي ثلاثة أرباع الحياة في الكيان الصهيوني، وستنتهي كذلك مصانع الأمونيا الصهيونية إذا انفجرت، لا سيما أنَّ أضرارها لا تقل تأثيراً عن الدمار البشري الذي ألحقته القنبلتين النوويتين في كل من هيروشيما ونكازاكي في اليابان.
تقول الباحثة الأمريكية نائبة مدير معهد بروكنغز ومديرة برنامج السياسة الخارجية التابع للمعهد، سوزان مالوني، إنَّ الحرب في غزة واحتمال توسعها أدتْ إلى قلب الجهود الحثيثة التي بذلها ثلاثة رؤساء أمريكيين لتحويل الموارد الأمريكية والتركيز بعيداً عن الشرق الأوسط.
وأضافت في مقال في مجلة “فورين أفيرز” إنَّ الصراع وصل إلى طريق مسدود جهنمي.. لكنَّ، من وجهة نظر الكاتبة، فإنَّ المخاطر التي يفرضها تردد واشنطن أعظم. والسبب كما تراه هو أنَّ هناك جهة فاعلة إقليمية تستفيد بشكل خاص من تردد واشنطن أو انسحابها: إيران.
في الواقع، يمثل المستنقع في الشرق الأوسط فرصة لتحقيق انفراج في استراتيجية طهران التي استمرت أربعة عقود لإضعاف أحد أبرز خصومها الإقليميين، “إسرائيل”، ولإذلال الولايات المتحدة وتقليص نفوذها في المنطقة بشكلٍ كبيرٍ.