حبر على ورق

حبر على ورق 436

بقلم غسان عبد الله

رأس

لا، ليس من عادته حمل رأسه فوق كفه، وليس من عادته السخرية من الآخرين كلما مرّ في شوارعهم. لكنه لمّا سمع أن الأنغام تحلّق من البراكين وتسقط فوق الأعشاب الصغيرة، فعل ذلك.

اغتراب

كثيراً ما تلقيت الهدايا من أحبتي.. الهدية الأولى كانت دبابة، والهدية الثانية كانت كيلو غرام من الدموع، بينما الهدية الثالثة كانت شاحنة من الكلمات الميتة. ولكثرة الهدايا التي حصلت عليها طوال حياتي، نسيت نفسي!.

أحدهم

كلما أصيب بالجوع التهم إحدى قطع الأثاث، وكلما أصيب بالمرض، سرق عدة أيام من أحد معارفه. وفي أحد الأيام أصيب بالإفلاس تماماً، فشوهد يجلس في مقبرة ويأكل جثة ميت.

صمت

لم يحدث أنني رأيته بعيداً عن غناء العصافير طوال حياته، ولم يحدث أن فارقته الأغاني حينما أصيب زقاق الطفولة بالوباء. كثيراً ما كان يرقص للسماء، وكثيراً ما تمنى أن تنجب زوجته العاقر طفلاً له. وحينما أنجبت زوجته طفلاً يشبهه حد الدهشة، صار يجلس طويلاً أمام نافذته المطلة على ماضيه بصمت.