عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 436

بقلم غسان عبد الله

خاصرةُ الروح

مَنْ يطعنُ خاصرةَ الروح؟!.. الماءُ حبيسٌ خلفَ البحرِ‏.. وسلالةُ أبطالٍ تحلُمُ بالغد‏.. وأنا في وطنِ العزةِ أغني‏ لجداولَ لم تبزغ بعدُ‏.. لسنابلَ تَرعُشُ في وجهِ الريحِ.. لمواسمَ لم تطلُعْ إلا في الحُلُم‏ والذئبُ على مرمى آهٍ مني‏.. يفترسُ خاصرةَ الروح‏ ويعري بيروتَ من فقراتِ الظَّهْرْ!!‏.

حلم الصيف

يا نيسانُ..‏ ميلادٌ أنتَ وكرْمٌ‏ يتدلى حلواً في العين وفي الحلق‏ مثلَ عناقيدِ الضوء.. تتشهى النفسُ حلاوَتَها‏.. وأنا طفل ما بين عريشٍ وعريشٍ أقطُفُ حُلُمَ الصيفِ‏.. أتلمس كيف يدورُ الضوءُ في عنب أشهى‏ والأرضُ تناديني وأنا مشغولٌ بجنى العمر‏ في كرمٍ لا تُبْصِرُهُ العين!!‏.

لا تقطف الكرم

لماذا أفكِّرُ بالموت؟ هذي الحياةُ الشهيةُ حولي‏ تُكوَّرُ مثلَ العناقيدِ في الكرمِ دانيةً للقطافِ زاهيةً للعيونْ..‏ ولكنْ يدي كبلتها المجازرُ‏ وصوتٌ أجشُّ يجيءُ من العمقِ:‏ لا تقطفِ الكرمَ، اتركه للجنودِ القادمينَ.. وحولي كروم الحياةْ، يحمِّلُها الوجدُ ما لا تطيق‏ من الشجونْ تُرى كيف روحُ العناقيدِ مثلُ العصافيرِ تصبحُ ريشاً.. جَناحاً، تطير إلى حُلُمٍ لا يكونْ..‏ تعودُ بقبابِ الروح التي صادرتها الريحُ.. واغتالها سيفُ المنون؟.

جناح وريش

أنا الطفلُ.. كيف تمرُّ العصافيرُ عِبرَ الفضاء أمرُّ ومثلي العصافيرُ تأكل حَبَّ العنبِ.. حلاوتُهُ كالقَصَبْ تمر ببالي‏ وتستكينْ.. وأشكالُهُ مثلُ ألوانِهِ تزيِّنُ عيني‏ وظلُّ العرائشِ إن خيَّم الحَرُّ يَرفِدُني‏ بالطراوةِ يملأُني.. بالحلاوة‏.. بالحنينْ.