حركة اللجنة الخماسية لملء الفراغ الرئاسي بلا بركة والقوات وحلفاؤها يحلمون بالفدرلة
بقلم: محمد الضيقة
في الوقت الذي دخلت فيه المنطقة مرحلة جديدة عقب العملية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني، ترتكز على توازنات جديدة تؤشر إلى بروز نظام إقليمي جديد سيكون لمحور المقاومة فيها اليد الطولى..
وفيما العالم منشغل بتداعيات المواجهات الدائرة على أكثر من جبهة، لا يزال ملء الفراغ الرئاسي الشغل الشاغل للجنة الخماسية التي نشط سفراؤها وأجروا أكثر من لقاء مع أطراف سياسية فاعلة.
أوساط سياسية أكدت للبلاد أن الأجواء المواكبة لحراك اللجنة الخماسية في الأيام الأخيرة لا تبدو مشجعة على الإطلاق، الأمر الذي وضع تحركها دون جدوى حتى الآن، خصوصاً أن السفيرين الأمريكي والسعودي لم يحضرا اللقاء الذي عقدته اللجنة مع النائب السابق سليمان فرنجية الشخصية الأبرز لملء الفراغ الرئاسي.
واعتبرت الأوساط أن ما كانت تأمله هذه اللجنة أن تتفاعل معها المكونات السياسية ايجاباً ومساعدتها من أجل إيجاد تسوية لهذا الملف، لكن هذا لم يحصل، بل على العكس ما زالت القوات اللبنانية وحلفاؤها يرفضون الجلوس على طاولة الحوار من أجل تقريب وجهات النظر، وهذا الرفض اعتبرته الأوساط أن الفريق الموالي لواشنطن وللغرب لا يريد انتخاباً لرئاسة الجمهورية، ومتمسكون بمواقفهم التي لا تستند على أي منطق إلا إذا كان هذا الفريق يطمح إلى إلغاء اتفاق الطائف واستبداله بدستور جديد عنوانه الأساسي الفيدرالية، وهذا ما بدا واضحاً من المواقف التي أطلقها أكثر من مسؤول قواتي عقب مقتل منسق القوات باسكال سليمان في منطقة جبيل.
حتى نائب جبيل زياد حواط في آخر مقابلاته أكد أنه لا عيب أبداً بأن يصبح لبنان بلداً فدرالياً، ولفتت الأوساط أن الحديث عن الفدرالية يخفي في طياته مشروع القوات اللبنانية القديم المتجدد دائماً وهو التقسيم، مشيرة في هذا السياق إلى ما أعلنه الرئيس نبيه بري أن زمن “حالات حتماً” قد ولىَّ ومن يحلم بتقسيم لبنان، – تقول الأوساط – سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً إذا ما دفع الأمور في البلد نحو الفوضى الأهلية حتى يحقق حلمه كما حاول فريق القوات عقب مقتل باسكال سليمان.
وأكدت الأوساط أن القوى الدولية تدرك تماماً وبلا مواربة أن الملف بكل تشعباته مؤجل حتى انتهاء العدوان الصهيوني على غزة، وما حراك اللجنة الخماسية في الأيام الماضية إلا من باب رفع العتب ومحاولة للاطلاع على مواقف القوى السياسية اللبنانية إذا ما تغيرت عقب العملية العسكرية الإيرانية التي عصفت بالكيان الصهيوني، وكما يبدو أن هذه المواقف ما زالت على حالها. فكل فريق متمسك بثوابته بانتظار تركيز الثوابت التي أنجزها محور المقاومة في الإقليم وتداعياتها ستطال لبنان وبالتأكيد الملف الرئاسي حيث سيكون رئيس لبنان المقبل من الفريق المنتصر، وهذا يعني فريق محور المقاومة.