الردع الإيراني لكيان العدو
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتباحثت في الأوضاع المستجدة في لبنان والمنطقة، خاصة على صعيد تداعيات عملية طوفان الأقصى، وصدر عنها البيان التالي:
حاول الكيان الصهيوني بالأمس أن يستعيد بعضاً من ماء الوجه الذي فقده نتيجة للضربة التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية إليه في عملية الوعد الصادق، ولكنه وقع في إشكال أكبر نتيجة عدم تحقيقه لأي هدف أو لاستعادته أي اعتبار، لأن هذه العملية باءت جميعها بالفشل، ولم تستطع أي من المسّيرات الصغيرة التي أطلقها باتجاه الداخل الإيراني من تحقيق أهدافها وأسقطت جميعها، ما يعني أنه إما أنه كان يريد أن يجرب هذه المسألة، فإذا أنتجت شيئاً يتبناها، وإذا لم تنتج شيئاً لا يتبناها، وهذا ما حصل فعلاً لأنه إلى الآن لم يعلن الكيان الصهيوني مسؤوليته عن توجيه ضربة داخل إيران سوى ما ورد من تسريبات في بعض وسائل الإعلام أو عبر بعض المحللين السياسيين والعسكريين، إضافة إلى أنه يتضح من طبيعة الرد أنه جاء بطريقة لا يمكن أن تؤدي إلى أن تقوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بردٍ آخر لأنه يعرف أن الرد الآخر سيكون مزلزلاً ومدمراً، وبالتالي لعل موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على أن يوجه رداً من هذا النوع لكي يستطيع أن يقول إنه قد ثأر لما حصل ويتراجع عن خطوات الرد ويعود إلى قواعد اللعبة التي رسمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعني أن أي عمل عسكري باتجاه إيران أو مؤسساتها الدبلوماسية والقنصلية في العالم أو قيادييها المنتشرين في العالم كمستشارين عسكريين أو سياسيين أو دبلوماسيين، سيؤدي إلى رد مزلزل وواضح في داخل الكيان الصهيوني.
إن ما حصل ليلة أمس يؤكد مستوى الردع الذي يمتلكه محور المقاومة وبالأخص الجمهورية الإسلامية في إيران، ويؤكد أن الأزمة قد تعمقت لدى الكيان الصهيوني، وهو بات يعيش اليوم أزمات ليس على صعيد المواجهات التي تحصل سواء مع المقاومة في غزة أو محور المقاومة في المحيط، وإنما الأزمة الداخلية التي يقاتل جميع المسؤولين بعضهم بعضاً، ويتهم بعضهم بعضاً بالتقصير والفشل والجبن وإلى ما هنالك، ما يعني أن الكيان الصهيوني بات يتصّدَع من الداخل.
إن تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعه الدوري ومناقشته للأوضاع المستجدة في الساحة الإقليمية وخاصة تداعيات عملية طوفان الأقصى يعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية على يقظتها ووعيها وإفشالها للضربة التي كان يريد أن يوجهها الكيان الصهيوني إلى داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحيث لم تستطع أن تحقق أي من أهدافها، وهذا ما أكد قواعد الرد وقواعد الاشتباك ما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، وهذا ما جعل العدو الصهيوني مردوعاً عن القيام بأي عمل مستقبلاً.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية في لبنان على عمليتها النوعية في منطقة عرب العرامشة التي أدت إلى وقوع ما بين ثمانية عشر إلى عشرين ما بين قتيل وجريح جندي صهيوني، والتي اعتبرها إعلام العدو بأنها عملية قاسية ودقيقة وتخطت جميع الدفاعات لدى الكيان الصهيوني، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على التصعيد المتواتر لعمليات المقاومة الإسلامية، وما زال في الجعبة الكثير، وعليهم أن يتهيؤوا لأي تصعيد فيما لو صعدوا في عملياتهم ضد المقاومة الإسلامية في لبنان.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو ضد مشروع قدمته الجزائر لجعل فلسطين عضواً في الأمم المتحدة، مما يعني أن هذه الدولة المارقة وهذه الدولة الكاذبة الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية إنما تكذب وتذر الرماد في العيون عندما تعلن أن الحل في فلسطين مبني على الدولتين، وأن بايدن الكذاب الذي كان يؤكد في أكثر من مقال له وحزبه الديمقراطي الكاذب أيضاً بأن الحل بدولتين للقضية في فلسطين، يؤكد أنه لا يريد دولة ولا يريد أي وجود للفلسطينيين على أرض فلسطين، مما يوجب على من ما زال يعلق أمالاً على تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل هذا الحل أن ييأس وأن يعود لخيار الشعب بالمقاومة كطريق وحيد لتحرير فلسطين.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على شن عدوان بالصواريخ، من اتجاه شمال فلسطين المحتلة، مستهدفاً مواقع الدفاع الجوي في المنطقة الجنوبية، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية، ويتوجه تجمع العلماء المسلمين، بالتحية لأبطال الجيش السوري على صدهم لهذا العدوان، ويعتبر أن الحل الوحيد هو توازن رعب ورادع كبير كما حصل ما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، فهذه الطريقة الوحيدة التي تردع العدو الصهيوني عن القيام بعمليات مستقبلية.