رد الثنائي الوطني على الورقة الفرنسية ربط نزاع مع باريس ورفض تعديل القرار رقم 1701رد الثنائي الوطني على الورقة الفرنسية
بقلم محمد الضيقة
وسط توترات شديدة التعقيد في الإقليم بدءاً من العدوان الصهيوني على غزة وشروعه في الهجوم على رفح على الرغم من كل التحذيرات الدولية والإقليمية، وصولاً إلى تصعيد عمليات المقاومة في الجبهة الجنوبية..
بدا المشهد الداخلي في لبنان في سباق حار بين متابعة ما يحصل في الجبهة الجنوبية حيث ترتفع مؤشرات اتساع المواجهات بعد الهجوم الصهيوني على رفح، وبين تصاعد النزاعات السياسية بين الأحزاب والقوى حول ملف النازحين السوريين.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أن هبة المليار دولار هي التي فجرت هذه السجالات، حيث بدا الانقسام حاداً حيال هذا الملف، الأمر الذي دفع الرئيس نبيه بري للدعوة إلى عقد جلسة برلمانية لمناقشة هذه الهبة بهدف احتواء تداعياتها على الداخل، خصوصاً بعد أن واصلت القوات اللبنانية حملاتها في تحريض رؤساء البلديات في مناطق نفوذها على التضييق على النازحين السوريين بهدف دفعهم خارج مناطقها.
وتضيف الأوساط أن ملف النازحين السوريين كما غيره من الملفات وخصوصاً مسألة الفراغ الرئاسي هي رهن بما يحدث في الإقليم من مواجهات بين محورين، واشنطن والكيان الصهيوني من جهة ومحور المقاومة من جهة ثانية، وعلى ضوء نتائج هذا الصراع المفتوح سيتحدد مصير الملفات اللبنانية العالقة، خصوصاً أن باريس التي تنسق مع واشنطن لاستخدام مسألة تنفيذ القرار رقم 1701 من أجل رفع وتيرة ضغوطها على الحكومة اللبنانية وآخرها تهديد واشنطن بالامتناع عن دعم الجيش اللبناني إذا لم توافق الدولة اللبنانية على بناء أبراج على الحدود الجنوبية مشابهة لتلك التي تم بناؤها على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا.
وأشارت الأوساط إلى أن الرد الثنائي الوطني على الورقة الفرنسية كان مرناً ولم تقفل الأبواب أمام العاصمة الفرنسية، حيث ربطت أي تفاهم حول هذه الملفات بوقف العدوان الصهيوني على غزة، خصوصاً أن بعض بنود المبادرة الفرنسية الجديدة تتجاوز مضامين القرار رقم 1701، وهذا الأمر الذي حذّر منه الثنائي لأن أي تعديل على القرار الأممي قد يؤدي إلى تعطيله وسيحتاج من أجل تفعيله قراراً جديداً من مجلس الأمن الدولي، وهذا ما قد يؤدي إلى فوضى دولية وإقليمية لبنان في غنى عنها في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة.
واعتبرت الأوساط أن التحذيرات والتهديدات الدولية والإقليمية هي لخدمة الكيان الصهيوني الذي قد يلفظ أنفاسه الأخيرة فيما لو تطورت المعارك الدائرة إلى منازلة شاملة، وهذا ما تخشاه واشنطن كما كل حلفائها في الإقليم والعالم، مؤكدة في هذا السياق أن العدو الصهيوني فَقَدَ خلال هذه المواجهة عنصريّ الردع والذراع الطويلة، خصوصاً في الجبهة الجنوبية، هذا التحول يقود حسب هذه الأوساط إلى انحدار هذا الكيان نحو الهاوية، وهذا يعني أن قطعان المستعمرين سيفقدون ثقتهم بالجيش الصهيوني وكافة الأجهزة الأمنية. وهذا ما أكده الهجوم الإيراني حيث بات الكيان عاجزاً، واستمراره أصبح رهناً بالحماية الأمريكية والغربية.
وتؤكد الأوساط أنه بانتظار ما ستسفر عنه المواجهات الدائرة من توازنات جديدة، فإن كل الملفات اللبنانية الساخنة ستنتظر هي الأخرى وقد يطول الانتظار إلى فترة ليست قريبة.