المقاومة تواصل تحقيق انتصاراتها على العدو والخماسية تحاول تحريك مياه الرئاسة الراكدة.
بقلم محمد الضيقة
عيد المقاومة والتحرير لهذا العام له نكهة خاصة، ويتميز عن السنوات السابقة بأن المقاومة تخوض مواجهات مع الكيان الصهيوني حيث تمكنت من تكبيده خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات القتالية..
إضافة إلى تحقيقها إنجازاً كبيراً يُحسب لها بعد تهجير مئات آلاف من المستوطنين من مناطق الجليل، الأمر الذي أربك العدو الذي يواصل تهديداته الفارغة، وقادته يعلمون أن أي توسيع للمعركة الدائرة سيضع العدو على طريق الانهيار، إلا أن اللافت هو في الوقت الذي ينشغل العالم بالحدث الإقليمي، تنشغل اللجنة الخماسية بحوارات مستترة بين أعضائها ومع بعض القوى من أجل ملء الشغور الرئاسي.
أوساط سياسية متابعة وصفت ما تم تسريبه عن اللجنة الخماسية من أن العد العكسي لانتخاب رئيساً للجمهورية قد بدأ على نار حامية، لأن وحسب ما تم تسريبه أن أي تأخير قد يهدد بتقسيم لبنان إلى كانتونات طائفية أو فيدرالية طائفية أيضاً، إضافة إلى إلغاء اتفاق الطائف.
وأضافت الأوساط أن سفراء دول اللجنة الخماسية قد أطلقوا في الأيام الأخيرة عدة مواقف تؤشر إلى أن الأمور إيجابية وهي مواقف ليست جديدة حيث في كل محطة كان هؤلاء السفراء يبشرون بأن الأمور تتجه نحو الحلحلة، ولكن في النتيجة لم يحصل شيء، حيث كل تحركاتها كانت بلا بركة ومواقفها كفقاعة الصابون ما تلبث أن تتبدد.
وأكدت الأوساط أن الثنائي الوطني ما زال متمسكاً بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وهو متمسك به كتمسكه بالحوار كمدخل طبيعي لأي تفاهمات بين المكونات السياسية اللبنانية، وهو أمر ما زالت القوى التي تدور في فلك واشنطن والغرب ترفضه، ظناً منها بأن الحرب الدائرة في الإقليم قد تأتي نتائجها لصالحهم استناداً إلى المواقف الصهيونية التي تهدد بتوسيع المعركة ضد المقاومة في لبنان.
وأشارت الأوساط إلى أنه لا يوجد سوى خيار بين أمرين: إما الاتفاق على انتخاب رئيس عقب التوافق بين القوى السياسية من خلال طاولة حوار تجمع الأطراف الرئيسية. وإما فإن المراوحة ستبقى سيدة الموقف، خصوصاً إذا ما أصرت القوات اللبنانية وحلفاؤها على مواقفهم، وهذا يعني حسب هذه الأوساط مواصلة تمسك الثنائي الشيعي بسليمان فرنجية.
ورجحت الأوساط من أن الفراغ الرئاسي سيستمر لفترة طويلة لعدة أسباب قد يكون أبرزها:
1- اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وترحيل الملف الرئاسي إلى ما بعد الاستحقاق الأمريكي وعندها لا أحد يضمن ما سيحصل على الساحة اللبنانية، وفي الإقليم من تطورات على الأصعدة كافة، خصوصاً إذا ما دخلت المنطقة في معركة مفتوحة.
2- كما يبدو تقول الأوساط أن الحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد تمتد لفترة طويلة وهذا ما أشار إليه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في تصريحات صحفية عقب زيارته قطر.
وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن الأزمة الرئاسية باقية إلى أمدٍ بعيد، معتبرة ما يصدر من مواقف حول الفدرالية أو الكانتونات هو في سياق الابتزاز السياسي التي اعتادته القوات اللبنانية وحلفاؤها، وهو خياراً ليس صعباً فقط، بل مستحيلاً لأسباب عديدة، إلا أن أبرزها أن واشنطن والغرب ليسوا في وضع يسمح لهم بالمساعدة على دعم الأطراف اللبنانية التي تنادي بهذا الخيار، بل على العكس أن النفوذ الأمريكي والغربي في طريقه نحو التملّص.. هذا من جهة، ومن جهة ثانية هناك قوى سياسية وطنية لن تسمح تحت أي ظرف لا في التقسيم ولا في الفيدرالية.