حبر على ورق 442
بقلم غسان عبد الله
بقاء
رحلتْ مدني فاحترفتُ البقاء.. كلّهم رحلوا يا مودّعُ وها أنا ذا واقفٌ بانتظارِ الدروب.. آخرَ الراحلين كان الشجرُ.. أوْدَعَني اخضراراً.. وجذراً عميقاً.. والسماءُ التي رحلتْ أودَعَتْني بريقاً.. كلّهم رحلوا يا مودّعُ.. كلُّ العيونِ نظرتْ نحونا بارتيابْ.. وبقينا.. أنا.. وصديقي الترابْ.
حصار
نملٌ يحاصرُ المدينة.. نملٌ أحمر ذو رؤوس كبيرة.. دمٌ فاسدٌ خارجٌ من المقابرِ.. طاعونٌ عالقٌ بالأرجلِ.. لهذا فإنّ المدينةَ قد أحكمتْ مغاليقَها.. وحتى مفاتيحَها أكلها الجائعون.. فليعْلمِ النملُ إذنْ.. أنّ كل شيءٍ يدخلُ هذهِ المدينةَ يُصبحُ صالحاً للأكل.. ولتعلم أمريكا أيضاً.. أن الداخلَ احتلالاً أرضَنا.. يصبحُ صالحاً للقتلْ..
ريح
لقد أتعبني هذا الرجل في محاولتِهِ أنْ يمسكَ الريحَ.. أتعبني في صعودِ الجبالِ والاختباءِ في زوايا الأفق.. أتعبني بالتربصِ للريحِ فوق الأشجار وتحت الأعشاب.. وفي الطُرقِ الخارجية.. أرجوكمْ أقنعوه.. بأن الريح هي أنفاسُ الكونْ!.
أوراق اغترابْ
ظمأ الحلم فتراءتْ للحُلُم شِفاهْ.. غيمٌ فضيٌّ يقطر أزهاراً ومياهْ... متروكٌ قلبي بين الماء، والانتظارْ.. فمتى أُكحِلُ هذا الرَّمَدَ الدهري بعينيَّ يا الله؟!!.