روائع الشعر العربي 442
جميل صدقي الزَّهاوي ـ خطابُ النفس
ذريني ألاقي الموتَ يا نفسُ واذهبي | فما أنا مـن جدِّي أعـزُّ ومن أبي | |
ذريني بموتي وهو آخرُ ملجـــأٍ | أخفِّفُ مـن عبءِ المعيشـةِ منكِبي | |
ذريني أنجـــو من حياةٍ عَذَابُهـا | شـديدٌ ومَنْ لــم يحيَ لم يتعذَّبِ | |
ذريني ذريني أســتنيمُ إلى الردى | فإنَّ الردى يا نفسُ سؤلي ومطلبي | |
لقدْ كَبُرَتْ يا نفسُ أيامُ شـــِقْوتي | وطالَ على جمـــرِ الحياةِ تقلُّبي |
جعفر القزويني – يا هاجري
ماذا على طيفِ الأحبةِ لو ســرى | وعليهِم لو سـاعدوني بالكرى | |
جنحوا إلى قولِ الوشاة وأعرضوا | والله يعلـــمُ أنَّ ذاك لمفترى | |
يا معــرضاً عني بغيرِ جنايةٍ | إلا لما نَقَلَ العــذولُ وزورا | |
ما بعــدَ بُعْدِكَ والصدودِ عقوبةٌ | يا هاجري ما آن لي أن تغفرا |
أبو أُذينة ـ العفو
وأحزمُ الإنسِ مَنْ إنْ فُرصةٌ عَرَضَتْ | لم يجعلِ السببَ الموصولَ مقتَضباً | |
وأنصفُ الناسِ في كلِّ المَـواطِنِ مَنْ | سقى المعادينَ بالكأسِ الذي شـرِبا | |
وليس يظلمُهم مَنْ راحَ يضرِبُهـــمْ | بحدِّ ســـيفٍ به مِنْ قَبْلِهم ضُرِبا | |
والعفــــو إلا عن الأكفَّاءِ مَكْرُمَةٌ | مَــنْ قالَ غيرَ الذي قَدْ قُلْتُهُ كَذَبا |
السموأل ـ لعبة الزمن
أَصبَحتُ أَفني عـــادِيا وَبَقيتُ | لَم يَبقَ غَيرُ حُشــاشَتي وَأَموتُ | |
وَلَقَد لَبِسـتُ عَلى الزَمانِ جَديدَهُ | وَخُدِعتُ عَمّا في يَدي فَأَســيتُ | |
غَلَبَ العَـزى عَمَّـن أَرى فَتَبِعتُهُ | وَمَواعِظٍ عُلِّمتُهـا فَنَســـيتُ | |
وَمَســــالِكٍ يَسَّرتُها فَتَرَكتُها | وَمَواعِظٍ عُلِّمتُهـا فَنَســـيتُ |